تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

(العلّامة الخضير) تعدد المفتين غير المؤهلين سبب اضطراباً وبلبلة في الفتوى

ـ[عبدالله المُجَمّعِي]ــــــــ[23 - 02 - 10, 11:42 ص]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

أحبتي في الله

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:-

وجدت هذه النصيحة التي تكتب بما الذهب لكل مهتم بالعلم الشرعي لا سيما الطالب له، اسأل الله أن ينفع بها، ويجزي الشيخ خير الجزاء ويبارك في عمره وعلمه وعمله إنه على كل شيء قدير.

حذر الشيخ عبدالكريم بن عبدالله الخضير عضو هيئة كبار العلماء من الجرأة على الفتوى والتصدي لها إلا ممن تأهل واستفاض عند أهل العلم أهليته للفتوى، كما حذر من طرح المسائل العلمية والأحكام الشرعية للاستفتاء العام كما يحصل في برامج بعض القنوات الفضائية التي تحسب الأصوات وتحكم بالحكم للغالب؛ لأن الأحكام الشرعية مبناها على الأدلة الشرعية التي يفقهها العلماء وليست خاضعة لآراء واستفتاءات مَن لا حظَّ له في معرفة هذه الأدلة، مؤكداً ضرورة أن يُطلع العامة على الأسباب الحقيقية للاختلاف وهي في عصرنا هذا بسبب تعدد المفتين غير المؤهلين الذين سببوا اضطراباً في الفتوى وبلبلة توهم الناس بأن الدين مضطرب لعدم تمييزهم بين العالم وغيره، وقال إنه صاحَب ذلك إحجام من كثير من طلاب العلم المتأهلين احتجاجاً بما جاء من نصوص المنع والوعيد في الجرأة على الفتوى وتأسيًا بسلف هذه الأمة في تدافع الفتيا؛ مما فتح المجال لأدعياء العلم لأن يتصدروا في القنوات ووسائل الإعلام والمجالس، مبيّناً أن الحاجة قائمة وقد أمر الله - جل وعلا - بسؤال أهل العلم، فإذا أحجم الكفء مع اضطرار العامة إلى مَن يفتيهم اضطروا إلى سؤال مَن ليسوا من أهل العلم؛ فضلوا وأضلوا.

وأوضح الشيخ الخضير في حديثه عن هدي السلف في الفتوى أن الإفتاء فيه نصوص كثيرة، منها ما يدعو إلى الإقدام ويشدد فيه ويجعل مَن لا يقدم عليه ممن يكتم العلم وله الوعيد الشديد في نصوص الكتاب والسنة، وفي المقابل مَن يجرؤ عليه له وعيد شديد أيضاً، مبيّناً موقف السلف من نصوص الأمر بالفتوى وعدم الإحجام عنها وعدم كتم العلم ممن طلبه، حيث تصدى لها من الصحابة من يزيدون على المائة، ومنهم مَن جمعت فتاواه في مجلدات، ومنهم من أحجم ورأى أن الموقف خطير والتبعة عظيمة ومزلة قدم.

وساق الشيخ الخضير جملة من النصوص التي جاءت بالوعيد الشديد في حق الجرأة على العلم والقول فيه بغير مستند ولا برهان من كتاب أو سنة، قال الله تعالى: {قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَن تُشْرِكُواْ بِاللّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَن تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ}؛ فالمحرمات في هذه الآية مرتبة بدءًا بالأسهل، وجعل أعظمها القول على الله بغير علم، ويقول الله - جل وعلا -: {وَلاَ تَقُولُواْ لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلاَلٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِّتَفْتَرُواْ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ لاَ يُفْلِحُونَ} (116) سورة النحل، {مَتَاعٌ قَلِيلٌ ثُمَّ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ} (197) سورة آل عمران، وهذا بيان منه - سبحانه - بأنه لا يجوز للعبد أن يقول هذا حلال وهذا حرام إلا لما علم أن الله سبحانه أحله وحرمه؛ فالقول على الله بغير علم كذب؛ أي أنه غير مبني على وسائل شرعية يستنتج منها الحكم، وهذا حال الجاهل الذي يفتي بغير علم الذي أخبر عنه النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه يَضل ويُضل، وإذا قرنّا هذه الآية بقول الله تعالى: {وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُواْ عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُم مُّسْوَدَّةٌ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِّلْمُتَكَبِّرِينَ} (60) سورة الزمر، فما دام القول على الله بلا علم كذباً والفتوى بلا علم كذباً على الله وافتراء، والذي يكذب على الله يأتي يوم القيامة مسود الوجه، نسأل الله العافية، {أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِّلْمُتَكَبِّرِينَ} (60) سورة الزمر، هذا الجاهل ما الذي يمنعه من قول: لا أدري؟ لا شك أنه الكبر، وفي سنن أبي داوود من حديث أبي هريرة قال سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: (من قال علي ما لم أقل

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير