تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

أخبرنا عبد الحميد بن احمد سمعت الضياء يقول: كان الحافظ يقرأ الحديث بدمشق ويجتمع الخلق عليه فحسد وشرعوا يعملون لهم وقتا في الجامع ويقرأ عليهم الحديث فهذا ينام وهذا قلبه غير حاضر فلم تشتف قلوبهم فشرعوا في مكيدة فأمروا الناصح ان يعظ بعد الجمعة تحت [قبة 2] النسر وقت جلوس الحافظ فأخر الحافظ معتاده إلى العصر، فلما كان [في 1] بعض الايام والناصح قد فرغ فدسوا رجلا ناقض العقل من بنى عساكر فقال للناصح ما معناه! انك تقول الكذب على المنبر فضرب الرجل وهرب وخبئ في الكلاسة ومشوا إلى الوالى وقالوا: هؤلاء الحنابلة [ما قصدهم 1] الا الفتنة، وهم، وهم، واعتقادهم ثم جمعوا كبراءهم ومضوا إلى القلعة وقالوا للوالى: نشتهى أن يحضر عبد الغنى.

وسمع مشايخنا فانحدروا، خالي الموفق واخى الشمس والفقهاء وقالوا: نحن نناظرهم، وقالوا للحافظ: اقعد لا تجئ فانك حاد ونحن نكفيك، فاتفق انهم أخذوا الحافظ ولم يعلم اصحابنا فناظروه وكان اجهلهم يغرى به، فاحتد وكانوا قد كتبوا شيئا من اعتقادهم وكتبوا فيه [خطوطهم 1] ثم قالوا له: اكتب خطك، فلم يفعل، فقالوا للوالى: قد اتفق الفقهاء كلهم وهذا يخالف، فبعث الاسارى فرفعوا منبره وخزانه [ودرابزين 2] وقالوا نريد أن لا تجعل في الجامع صلاة الا للشافعية وكسروا منبر الحافظ ومنعنا من صلاة الظهر، فجمع الناصح السوقة وغيرهم وقال: إن لم يخلونا نصل صلينا بغير اختيارهم، فبلغ ذلك القاضى وكان صاحب الفتنة فأذن لهم وحمت الحنفية مقصورتهم بجماعة من الجند، ثم إن الحافظ ضاق صدره ومضى إلى بعلبك فأقام بها مدة وتوجه إلى مصر فبقى بنابلس مدة.

- إلى أن قال: وجاء الملك الافضل وأخذ مصر ثم رد إلى دمشق فصادف الحافظ وأكرمه ونفذ يوصى به بمصر فتلقى بالبشر والاكرام وكان بمصر كثير من المخالفين لكن رائحة السلطان كانت تمنعهم، ثم جاء العادل وأخذ مصر واكثروا عنده على الحافظ فطلب ثم أكرمه العادل وبقى الحافظ بمصر وهم لا يتركون الكلام فيه [فلما أكثروا 2] عزم الكامل على إخراجه ثم اعتقل في داره سبع ليال، فسمعت التقى احمد بن محمد بن عبد الغنى يقول حدثنى الشجاع بن ابى ذكرى الامير قال قال لى الكامل: هنا فقيه قالوا إنه كافر، قلت: ما اعرفه، قال: بلى، هو محدث، فقلت: لعله الحافظ عبد الغنى؟ فقال: هو هو، فقلت: ايها الملك العلماء احدهم يطلب

الآخرة والآخر يطلب الدنيا، وانت هنا باب الدنيا فهل جاء اليك؟ أو أرسل اليك ورقة؟ قال: لا، قلت: والله هؤلاء يحسدونه فقال: جزاك الله خيرا كما عرفتني.

قال الضياء: بلغني أن الحافظ أمر أن يكتب اعتقاده فكتب: اقول كذا لقول الله كذا، واقول كذا لقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم كذا، حتى فرغ من المسائل، فلما وقف عليها الكامل قال أيش اقول في هذا؟ يقول: بقول الله ورسوله، فخلى عنه.

وسمعت احمد بن محمد بن عبد الغنى يقول لى رأيت اخاك الكمال عبد الرحيم في النوم فقلت: اين انت؟ فقال: في جنة عدن، فقلت: ايما افضل الحافظ عبد الغنى أو الشيخ أبو عمر؟ فقال: ما ادرى، اما الحافظ فكل ليلة جمعة ينصب له كرسى تحت العرش يقرأ عليه الحديث وينثر عليه الدر وهذا نصيبي منه، وأشار إلى كمه.

سمعت ابا موسى يقول: مرض والدى اياما ووضأته وقت الصباح فقال لى: يا عبد الله صل بنا وخفف، فصليت بالجماعة وصلى معنا جالسا ثم قال: اقرأ عند رأسي يس فقرأتها وقلت هنا دواء تشربه، فقال: ما بقى الا الموت، فقلت: ما تشتهى شيئا؟ قال أشتهى النظر إلى وجه الله الكريم، فقلت: ما انت عنى راض؟ قال: بلى، وجاءوا يعودونه وجعلوا يتحدثون ففتح عينه وقال: ما هذا؟ اذكروا الله قولوا لا اله الا الله ثم دخل درع النابلسي فقمت لا ناوله كتابا من جانب المسجد، فرجعت وقد توفى رحمه الله تعالى يوم الاثنين الثاني والعشرين من شهر ربيع الاول سنة ست مائة.

قلت: وفيها توفى المذكورون في ترجمة القاسم.

وترجمه الحافظ الضياء أربع كراريس بسماعنا من ابن خولان عنه.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير