وهذه المتون العشرة غالب مشايخنا قد اعتنوا بها ولو ذهبت إلى أي واحد من مشايخنا تجده قد درس هذه المتون وحفظها، نعم هناك متون أخرى مكملة لها لكن هذه هي الأساس وهي الأصل التي يقوم عليها طالب العلم، والتي ينبغي لطالب العلم أن يعتني بها، وما زاد عنها لا بأس بأن يحفظ ويدرس، لكن هذه هي الأساس التي لا بد لطالب العلم أن يعتني بها حفظاً ودراسة، مع العلم أن الألفية والزاد لم أقم ببرامج تحفيظ لها؛ لأني لا أرى أن يبدأ الطالب بحفظ المتون المطولة قبل حفظ كلام الله _عز وجل_ فإذا حفظ القرآن يبدأ بعده بحفظ السنة، وإذا أتقن السنة بعد ذلك كبلوغ المرام أو غيره لا بأس أن يعرج على بعض المتون الأخرى كالزاد أو الألفية.
ومن تلك المتون (زاد المستقنع) الكلام عليه كالكلام على ما سبقه من متون، هو متن مشتهر، وهو الذي يشرحه علماؤنا وعليه شروح كثيرة، واعتنى به المشائخ المتأخرون في المذهب، فلذلك أنصح طالب العلم ألا يعتني بالمتون التي ليس للعلماء اعتناء بها،
قد يأتي من يقول لنا أيضاً: إن بلوغ المرام فيه ما هو أفضل منه مثلاً كالمحرر لابن عبد الهادي نعم قد يكون أحسن منه من جهة لكن بلوغ المرام يكون أحسن من جهة أخرى، ثم أيضاً بلوغ المرام قد اعتنى به العلماء أكثر من اعتنائهم بالمحرر، فطالب العلم المفترض فيه أن يعتني بالمتون التي اعتنى بها مشائخ عصره، والتي لها شروح كثيرة لا يصعب عليه فيما بعد دراستها والاعتناء بها وقراءتها على أهل العلم.
هل هناك أمر آخر غير مجرد التحفيظ؟
شرح هذه المتون مثلاً؟!
ذكرت قبل قليل أن الذي اشتهر أو عُرِف عن هذا البرنامج أنه برنامج حفظ متون فقط، هذا غير صحيح، فأنا ليس عندي برامج تحفيظ مجرّد، الذي أعمل عليه هو برامج علمية لإعداد طالب العلم، تقوم على الشرح أولاً وهو الأساس مع حفظ هذه المتون، لكن يمكن أن أقبل أن يأتي الطالب ليستمع الشرح ويتعلم دونما حفظ، أما أن يأتي ويحفظ ولا تُشرح له هذه المتون، هذا لا أقوم به، وليس عندي برامج من هذا النوع، إلا ما يتعلق ببلوغ المرام، حيث كانت هناك برامج لحفظ هذا المتن تخرج عليها عدد كثير من الطلاب كان آخرها الدورتين المعلنتين، والتي قام بها طلابي الذين حفظوا المتن عندي قديماً، ثم بعد هاتين الدورتين ابتدأت بشرح بلوغ المرام كما هو معلن.
كيف يتم التسميع لحفاظ المتون لديكم؟
وهل هناك طريقة معينة في التسميع؟
طريقة دروس المتون السبعة أننا نبدأ بالتسميع، حيث أسمع من كل طالب المقدار الذي وصل إليه، في الحفظ؛ هذا في الآجرومية، وهذا في كتاب التوحيد، وهذا في الأصول الثلاثة ... وهكذا، فيقرأ كل إنسان المقدار الذي حفظه، هذا لما كان الطلاب عددهم محصور، لكن لما فتح المجال للجميع أصبح العدد كبيراً فلم أعد أسمع لهم، وإنما وضعنا طريقة، وهي أننا وزعنا الحفاظ على أبرز الطلاب الذين عندي، ممن يحفظون هذه المتون، وتم تقسيمهم على ثلاث مجموعات أو أربع، فيتابعون من أراد الحفظ من هؤلاء الطلاب في أوراق معينة لمتابعة الحفظ خارجة عن الدرس (الشرح)، يأتون ويَسْمعون للشرح ثم كل إنسان يتابع حفظه مع الشخص الذي يتابع له الحفظ.
ما هي الطريقة لشرح هذه المتون؟
هذه المتون السبعة كما قلنا تبدأ بالأصول الثلاثة، وأنا قد قررت لكل متن من هذه المتون السبعة شرح يعتني به الطالب بحيث يأتي وقد قرأ درس اليوم ويعلق على نفس هذا الشرح من الكلام الذي يسمعه أثناء الشرح، فنأتي لها بالترتيب:
أولاً: الأصول الثلاثة، قررنا لها شرحاً، إما أن يضع الطالب معه حاشية ابن قاسم أو شرح عبد الله الفوزان (تحصيل المأمول) أو غيرها من الشروح لكن هذه من أبرز الشروح.
وكتاب التوحيد أيضاً حاشية ابن قاسم أو شرح ابن عثيمين، أحدهما.
الواسطية شرح الشيخ صالح الفوزان تعد من أكثر الشروح اختصاراً، وهو شرح مناسب للتعليق عليه.
الآجرومية شرح محيي الدين عبد الحميد التحفة السنية، وهي من أحسن الشروح تقريباً، وخرجت شروح أخرى، لكن هذه من أكثر الشروح اختصاراً وأحسنها.
الورقات شرح الشيخ عبد الله الفوزان.
نخبة الفكر لم أجد لها شرحاً مناسباً بحيث يعتني به الطالب، لكن نزهة النظر هي التي تقرأ أحياناً ونعلق عليها، وهي شرح لنخبة الفكر، وكلاهما للمؤلف الحافظ ابن حجر – رحمه الله.
¥