تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فيجب على طلبة العلم أن يكونوا إخوة حتى وإن اختلفوا في بعض المسائل الفرعية وعلى كل واحد أن يدعو الآخر بالهدوء والمناقشة التي يُراد بها وجه الله والوصول إلى العلم، وبهذا تحصل الألفة ويزول هذا العنت والشدة التي تكون في بعض الناس، حتى قد يصل بهم الأمر إلى النزاع والخصام، وهذا لا شك يفرح أعداء المسلمين والنزاع بين الأمة من أشد ما يكون في الضرر قال الله تعالى: (وأطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إن الله مع الصابرين) الأنفال 46.

الخامس: العمل بالعلم:

أن يعمل طالب العلم بعلمه عقيدة، وعبادة، أخلاقا، وآدابا، ومعاملة؛ لأن هذا هو ثمرة العلم وهو نتيجة العلم، وحامل العلم كالحامل لسلاحه، إما له وإما عليه، ولهذا ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " القرآن حجة لك أو عليك ".

السادس: الدعوة إلى الله:

أن يكون داعياً بعلمه إلى الله - عزوجل - يدعو في كل مناسبة في المساجد وفي المجالس، وفي الأسواق وفي كل مناسبة، هذا النبي صلى الله عليه وسلم بعد أن أتاه الله النبوة والرسالة ما جلس في بيته بل كان يدعو الناس ويتحرك، وأنا لا أريد من طلبة العلم أن يكونوا نسخا من كتب ولكني أريد منهم أن يكونوا علماء عاملين.

السابع: الحكمة:

أن يكون متحليا بالحكمة حيث يقول الله: (يُؤتي الحكمة من يشاء ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيراً كثيراً) البقرة269 والحكمة أن يكون طالب العلم مربيا لغيره بما يتخلق به من الأخلاق وبما يدعو إليه من دين الله - عزوجل - بحيث يخاطب كل إنسان بما يليق بحاله، وإذا سلكنا هذا الطريق حصل خير كثير كما قال ربنا عزوجل: (ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا). والحكيم هو الذي يُنزل الأشياء منازلها، ... فينبغي بل يجب على طالب العلم أن يكون حكيما في دعوته. وقد ذكر الله مراتب الدعوة في قوله تعالى: (ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن) النحل 125، وذكر الله تعالى مرتبة رابعة في جدال أهل الكتاب فقال تعالى: (ولا تُجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن إلا الذين ظلموا منهم) العنكبوت 46، فيختار طالب العلم من أساليب الدعوة ما يكون أقرب إلى القبول.

الثامن: أن يكون الطالب صابرا على التعلم:

أي مثابرا عليه لا يقطعه ولا يمل بل يكون مستمرا في تعلمه بقدر المستطاع، وليصبر على العلم ولا يمل فإن الإنسان إذا طرقه الملل استحسر وترك، ولكن إذا كان مثابرا على العلم فإنه ينال أجر الصابرين من وجه، وتكون له العاقبة من وجه آخر.

التاسع: احترام العلماء وتقديرهم:

إن على طلبة العلم احترام العلماء وتقديرهم وأن تتسع صدورهم لما يحصل من اختلاف بين العلماء وغيرهم، وأن يقابلوا هذا بالاعتذار عمن سلك سبيلا خطأ في اعتقادهم، وهذه نقطة مهمة جداً؛ لأن بعض الناس يتتبع أخطاء الآخرين، ليتخذ منها ما ليس لائقا في حقهم، ويشوش على الناس سمعتهم، وهذا من أكبر الأخطاء، وإذا كان اغتياب العامي من الناس من كبائر الذنوب فإن اغتياب العالم أكبر وأكبر، لأن اغتياب العالم لا يقتصر ضرره على العالم بل عليه وعلى ما يحمله من العلم الشرعي. والناس إذا زهدوا في العالم أو سقط من أعينهم تسقط كلمته أيضاً، وإذا كان يقول الحق ويهدي إليه فإن غيبة هذا الرجل لهذا العالم تكون حائلا بين الناس وبين علمه الشرعي، وهذا خطره كبير وعظيم.

أقول: إن على هؤلاء الشباب أن يحملوا ما يجري بين العلماء من الاختلاف على حسن النية، وعلى الاجتهاد، وأن يعذروهم فيما أخطأوا فيه، ولا ما نع أن يتكلموا معهم فيما يعتقدون أنه خطأ، ليبينوا لهم هل الخطأ منهم أو من الذين قالوا إنهم أخطأوا؟! لأن الإنسان أحيانا يتصور أن قول العالم خطأ، ثم بعد المناقشة يتبين له صوابه، والإنسان بشر " كل ابن آدم خطاء وخير الخطّائين التوابون ". أما أن يفرح بزلة العالم وخطئه، ليشيعها بين الناس فتحصل الفرقة، فإن هذا ليس من طريق السلف.

العاشر: التمسك بالكتاب والسنة:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير