تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

يجب على طلبة العلم الحرص التام على تلقي العلم والأخذ من أصوله التي لا فلاح لطالب العلم إن لم يبدأ بها وهي: 1 - القرآن الكريم: فإنه يجب على طالب العلم الحرص عليه قراءة وحفظا وفهما وعملا به، فإن القرآن هو حبل الله المتين وهو أساس العلوم، وقد كان السلف يحرصون عليه غاية الحرص فيذكر عنهم الشيء العجيب من حرصهم على القرآن.

وإنه مما يؤسف له أن تجد بعض طلبة العلم لا يحفظ القرآن بل بعضهم لا يحسن القراءة وهذا خلل كبير في منهج طلب العلم. لذلك أكرر أنه يجب على طلبة العلم الحرص على حفظ القرآن والعمل به والدعوة إليه وفهمه فهماً مطابقاً لفهم السلف الصالح. 2 - السنة الصحيحة: فهي ثاني المصدرين للشريعة الإسلامية وهي الموضحة للقرآن الكريم فيجب على طالب العلم الجمع بينهما والحرص عليهما، وعلى طالب العلم حفظ السنة، إما بحفظ نصوص الأحاديث أو بدراسة أسانيدها ومتونها وتمييز الصحيح من الضعيف، وكذلك يكون حفظ السنة بالدفاع عنها والرد على شبهات أهل البدع في السنة.

الحادي عشر: التثبت والثبات:

من أهم الآداب التي يجب أن يتحلى بها طالب العلم التثبت، فالتثبت فيما ينقل من الأخبار والتثبت فيما يصدر منه من الأحكام.

وهناك فرق بين الثبات والتثبت فهما شيئان متشابهان لفظا مختلفان معنىً، فالثبات معناه الصبر والمثابرة وألا يمل ولا يضجر، وألا يأخذ من كل كتاب نتفة، أو من كل فن قطعه ثم يترك، لأن هذا يضر بالطالب، ويقطع عليه الأيام بلا فائدة.

وهذا في الغالب لا يحصل علما، ولو حصّل علما فإن يحصل مسائل لا أصول، وتحصيل المسائل كالذي يلتقط الجراد واحدة بعد الأخرى، لكن التأصيل والرسوخ والثبات، هذا هو المهم.

الثاني عشر: الحرص على فهم مراد الله تعالى ومراد رسوله صلى الله عليه وسلم:

من الأمور المهمة في طلب العلم قضية الفهم. أي فهم مراد الله عزوجل ومراد رسوله صلى الله عليه وسلم؛ لأن كثيرا من الناس أوتوا علماً ولكن لم يؤتوا فهماً. لايكفي أن تحفظ كتاب الله وما تيسر من سنة رسول صلى الله عليه وسلم بدون فهم. لابد من أن تفهم عن الله ورسوله ما أراده الله ورسوله، وما أكثر الخلل من قوم استدلوا بالنصوص على غير مراد الله ورسوله فحصل بذلك الضلال.

- - -

- الأسباب المعينة على طلب العلم

أولاً: التقوى: قال الله عزوجل: (يا أيها الذين آمنوا إن تتقوا الله يجعل لكم فرقانا ويكفّر عنكم سيئاتكم ويغفر لكم والله ذو الفضل العظيم) الأنفال 29، وهذه الآية فيها ثلاث فوائد مهمة:

الفائدة الأولى: (يجعل لكم فرقانا) أي يجعل لكم ما تُفرّقون به بين الحق والباطل، وبين الضار والنافع، وهذا يدخل فيه العلم بحيث يفتح الله على الإنسان من العلوم ما لايفتح لغيره، فإن التقوى يحصل بها زيادة الهدى، وزيادة العلم، وزيادة الحفظ، ولهذا يذكر عن الشافعي رحمه الله أنه قال:

شكوت إلى وكيع سوء حفظي ... فأرشدني إلى ترك المعاصي

وقال اعلم بأن العلم نور ... ونور الله لا يؤتاه عاصي

ولاشك أن الإنسان كلما ازداد علماً ازداد معرفة وفرقاناً بين الحق والباطل، والضار والنافع، وكذلك يدخل فيه ما يفتح الله على الإنسان من الفهم، لأن التقوى سبب لقوة الفهم، وقوة الفهم يحصل بها زيادة العلم، فإنك ترى الرجلين يحفظان آية من كتاب الله يستطيع أحدهما أن يستخرج منها ثلاثة أحكام، ويستطيع الآخر أن يستخرج أكثر من هذا بحسب ما أتاه الله من الفهم. فالتقوى سبب لزيادة الفهم، ويدخل في ذلك أيضا الفراسة أن الله يعطي المتقي فراسة يميز بها حتى بين الناس؛ فبمجرد ما يرى الإنسان يعرف أنه كاذب أو صادق، أو بر أو فاجر حتى أنه ربما يحكم على الشخص وهو لم يعاشره ولم يعرف عنه شيئا بسبب ما أعطاه الله من الفراسة.

ثانيا: المثابرة والاستمرار على طلب العلم:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير