تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

يوجهه التوجيه الذي يرى أنه مناسب له. أما بالنسبة للجواب على سبيل العموم فإننا نقول: أولاً: الأولى أن يحفظ الإنسان كتاب الله قبل كل شيء؛ لأن هذا هو دأب الصحابة – رضي الله عنه – كانوا لا يتجاوزون عشر آيات حتى تعلموها وما فيها من العلم والعمل، وكلام الله أشرف الكلام على الإطلاق. ثانياً: يأخذ من متون الأحاديث المختصرة ما يكون ذخراً له في الاستدلال بالنسبة مثل: عمدة الأحكام، بلوغ المرام، الأربعين النووية وما أشبه ذلك. ثالثاً: يحفظ من متون الفقه ما يناسبه ومن أحسن المتون التي نعلمها " زاد المستقنع في اختصار المقنع " لأن هذا الكتاب قد خُدم من قبل شارحه منصور بن يونس البهوتي ومن قِبَلِ من بعده ممن خدموا هذا الشرح والمتن بالحواشي الكثيرة. رابعاً: النحو وما أدراك ما النحو الذي لا يعرفه من الطلبة إلا القليل حتى إنك لترى الرجل قد تخرج من الكلية وهو لا يعرف عن النحو شيئاً يتمثل بقول الشاعر: لا بارك الله في النحو ولا أهله .......... إذا كان منسوباً إلى نفطويه أحرقه الله بنصف اسمه ........... وجعل الباقي صراخا ً عليه لماذا قال الشاعر هذا الكلام؟ الجواب: لأنه عجز عن النحو، ولكن أقول إن النحو بابه من حديد ودهاليزه قصب يعني أنه شديد وصعب عند أول الدخول فيه، ولكنه إذا انفتح الباب لطالبه سهّل عليه الباقي بكل يسر وصار سهلاً عليه، حتى إن بعض طلبة العلم الذين بدءوا في النحو صاروا يعشقونه فإذا خاطبتهم بخطاب عادي جعل يعربه ليتمرن على الإعراب، ومن أحسن متون النحو الأجرومية، كتاب مختصر مركز غاية التركيز ولهذا أنصح من يبدأ أن يبدأ به فهذه الأصول التي ينبغي أن يبني عليها طالب العلم. خامساً: أما ما يتعلق بعلم التوحيد فالكتب في هذا كثيرة منها: " كتاب التوحيد " لشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب – رحمه الله – ومنها: " العقيدة الواسطية " لشيخ الإسلام ابن تيمية، وهي كثيرة معروفة ولله الحمد. والنصيحة العامة لطالب العلم أن يكون عليه آثار علمه من تقوى الله – عز وجل – والقيام بطاعته، وحسن الخلق، والإحسان إلى الخلق بالتعليم والتوجيه والحرص على نشر العلم بجميع الوسائل سواء كان ذلك عن طريق الصحف أو المجلات أو الكتب أو الرسائل أو النشرات وغير ذلك من الوسائل.

وأنصح طالب العلم أيضاً ألا يتسرع في الحكم على الشيء؛ لأن بعض طلبة العلم المبتدئين تجده يتسرع في الإفتاء وفي الأحكام وربما يخطئ العلماء الكبار وهو دونهم بكثير، حتى إن بعض الناس يقول: ناظرت شخصاً من طلبة العلم المبتدئين فقلت له: إن هذا قول الإمام أحمد بن حنبل. فقال: وما الإمام أحمد بن حنبل؛ الإمام أحمد بن حنبل رجل ونحن رجال، سبحان الله!! صحيح أن الإمام أحمد بن حنبل رجل وأنت رجل، فأنتما مستويان في الذكورة، أما في العلم فبينكما فرق عظيم، وليس كل رجل رجلاً بالنسبة للعلم.

وأقول: إن على طالب العلم أن يكون متأدباً بالتواضع وعدم الإعجاب بالنفس وأن يعرف قدر نفسه. ومن المهم لطالب العلم المبتدئ: ألا يكون كثير المراجعة لأقوال العلماء؛ المغني في الفقه لابن قدامة، والمجموع للنووي والكتب الكبيرة التي تذكر الخلاف وتناقشه فإنك تضيع. ابدأ أولاً كما قلنا بالمتون المختصرة شيئاً فشيئاً حتى تصل إلى الغاية، وأما أن تريد أن تصعد الشجرة من فروعها فهذا خطأ.

سئل فضيلة الشيخ – رحمه الله –: ما طريقة طلب العلم باختصار جزاكم الله خيراً؟

فأجاب رحمه الله بقوله: طريقة طلب العلم باختصار في نقاط: 1 - احرص على حفظ كتاب الله تعالى واجعل لك كل يوم شيئاً معيناً تحافظ على قراءته، ولتكن قراءتك بتدبر وتفهم، وإذا عنت لك فائدة أثناء القراءة فقيدها. 2 - احرص على حفظ ما تيسر من صحيح سنَّة الرسول صلى الله عليه وسلم ومن ذلك حفظ عمدة الأحكام. 3 - احرص على التركيز والثبات بحيث لا تأخذ العلم نُتفاً من هذا شيئاً ومن هذا شيئاً؛ لأن هذا يضيع وقتك ويشتت ذهنك. 4 - ابدأ بصغار الكتب وتأملها جيداً ثم انتقل إلى ما فوقها، حتى تحصل على العلم شيئاً فشيئاً على وجه يرسخ في قلبك وتطمئن إليه نفسك. 5 - احرص على معرفة أصول المسائل وقواعدها وقيد كل شيء يمر بك من هذا القبيل فقد قيل: من حُرم الأصول حُرم الوصول. 6 - ناقش المسائل مع شيخك، أو مع من تثق به علماً وديناً من أقرانك، ولو بأن تقدر في ذهنك أن أحداً يناقشك فيها إذا لم تمكن المناقشة مع من سمّينا

- -

سئل فضيلة الشيخ: يلاحظ ضعف الهمة والفتور في طلب العلم، فما الوسائل والطرق التي تدفع إلى علو الهمة والحرص على العلم؟

فأجاب بقوله: ضعف الهمم في طلب العلم الشرعي من المصائب الكبيرة وهناك أمور منها: الأمر الأول: الإخلاص لله – عز وجل – في الطلب والإنسان إذا أخلص لله في الطلب وعرف أنه يُثاب على طلبه وسيكون في الدرجة الثالثة من درجات الأمة فإن همته تنشط {ومن يُطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسُن أُولئك رفيقا *}. [النساء، الآية: 69]. ثانياً: أن يُلازم زملاء يحثونه على العلم ويساعدونه على المناقشة والبحث ولا يملّ من صحبتهم ماداموا يعينونه على العلم. ثالثاً: أن يصبر نفسه بمعنى يحبسها لو أرادت أن تتفلَّت، قال الله تعالى للنبي صلى الله عليه وسلم: {واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغدوةِ والعشيّ يريدون وجههُ ولا تعدُ عيناك عنهم تُريدُ زينة الحياة الدنيا}. [الكهف، الآية: 28]. فليصبر؛ وإذا صبر وتعود الطلب صار الطلب سجية له، وصار اليوم الذي يفقد فيه الطلب يوماً طويلاً عليه، أما إذا أعطى نفسه العنان فلا، فالنفس أمارة بالسوء والشيطان يحثه على الكسل وعدم التعلم.

- -

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير