تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وهذا من المُتَّفق والمُفترق، وهو أحدُ الأنواع التي يدخُل فيها هذا الحديث)). اهـ.

وقال ابن ناصر الدِّين: (كذلك): ((وهذا غير عَمرو بن دينار البصْريِّ قهرمان آل الزُّبير، الرَّاوي عن سالم بن عبداللَّه بن عُمر، ضعيفٌ.

وهُما غير عَمرو بن دينار الكُوفيِّ، يُكنى أبا خلدة من شُيوخ سيف بن عُمر صاحب ((كتاب الفُتوح))، و ((الرِّدة))، وهذا من المُتَّفق والمُفترق أحد أنواع الحديث.

وقد أفردهُ غير واحدٍ بالتَّصنيف، منهم الحافظ أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيبُ، فجمع فيه كتابًا حافلاً.

وأمثلُ الثَّلاثة وأقدمُهُم عَمرو بن دينار المكِّيُّ التابعيُّ، راوي هذا لحديث عن أبي قابُوسَ)).

المسألةُ التَّاسعة والعِشرُون: ذكر ما فيه من تدبيج.

وهذه المسألة داخلةٌ في النَّوع الثَّاني والأربعين: ((معرفةُ المُدبج وما سواه من رواية الأقران بعضهم عن بعض)).

والتدبيجُ: هو أن يروي القرينُ عن قرينِهِ، ثمَّ يروي ذلك القرينُ عنه.

أمَّا روايةُ القرين فهي: أن يروي أحدهُما عن الآخر، ولا يُحفظ للآخر روايةٌ عنهُ.

قلت: وهذا النَّوع يأتي على صُورتين: مُطلقةٍ أو مُقيدةٍ.

فالمُطلقةُ: أن يروي الرَّاوي عن قرينه أحاديث، وهُو عنه كذلك أحاديثَ مُختلفةً.

والمُقيدةُ: أن يروي أحدُهما عن قرينه حديثًا بعينه (وقد يكون أجلُّ وأعلى منه روايةً) وإنَّما ذلك لتفرُّده به، أو أن تكونَ روايةُ كلُّ واحدٍ منهُما عن الآخر حديثًا بعينه لفائدةٍ، لا علاقةَ له بالتفرُّدِ، ومن هذا الضَّرب هذا الحديث المُسلسل.

فمن صُور التدبيج (المُقيَّدة) في الحديث: ما رواه ابن ناصرالدِّين بسنده عن أبي طاهرٍ السِّلفيُّ، قال: قال لي ابن السَّرَّاج (يعني جعفر بن أحمد بن الحُسين بن أحمد بن جعفر): لمَّا دخلتُ مِصرَ حضرتُ مجلس أبي إسحاق الحبَّال فأخرج لي هذا الحديث، وكان يرويه عن أبي نصر (يعني عُبيداللَّه الوائلي) فقلتُ له: هُو سماعي منه.

فقال: أقرؤُه فتسمعُهُ أنت منِّي، وأسمعُهُ أنا منكَ. فقرأه رحمه اللَّه)).

وقال ابن ناصرالدِّين (كذلك في موضع آخر): ((ومن لطائف سنده: روايةُ الأقران عن أقرانهم، وهُو على ثَلاثةِ أجناسٍ، منها المُدبَّجُ: روايةُ كلٍّ من القرينينِ عن الآخَرِ، لأنَّ ابن السرَّاج سمعَهُ من لفظ أبي إسحاقَ الحبَّالِ، حدَّثهُ به عن أبي نصرٍ الوائليِّ، وسمعَهُ ابنُ الحبَّالِ بقراءتِهِ على ابن السرَّاجِ عن أبي نصرٍ)).

تم هذا المجلس وإلى اللقاء في المجلس القادم (بإذن الله تعالى).

وكتبه / محبكم يحيى العدل.

ـ[يحيى العدل]ــــــــ[18 - 07 - 02, 06:44 م]ـ

في يوم الخميس الثامن من جمادى الأولى لسنة ثلاث وعشرين وأربعمئة وألف للهجرة الشريفة.

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد فنستأنف مجالس التحديث بعون الله تعالى:

المسألةُ الثَّلاثُون: ذكرُ نوعٍ لطيفٍ زادهُ ابن ناصرالدِّين وهو ((ذكرُ من له نسبٌ يستقيمُ إذا انقلبَ)) وهُو النَّوع السَّادس والتسعون حسب زياداتي من الأنواع.

فالحديثُ رواه ابن ناصرالدِّين بسنده عن أبي طاهرٍ أحمد بن مُحمَّد بن أحمد الأصْبهانِيِّ، أخبرنا جعفرُ بن أحمدَ بن الحُسين بن أحمدَ بن جعفر بن السَّرَّاج (وهُو أوَّل حديثٍ سمعتُهُ منهُ) أخبرنا أبو نصرٍ عُبيداللَّه الوائليُّ بمكَّة (وهُو أوَّل حديثٍ سمعتُهُ منهُ) ... الحديث.

قال ابن ناصرالدِّين: ((ومن لطائف السَّند (أيضًا): أنَّه يدخُلُ في نوعٍ من أنواع الحديث، وهُو أن يأتيَ نسبُ رجلٍ يُقرأُ من آخِرِهِ كما يُقرأُ من أوَّله لا يتغيَّرُ نُطقًا ولا خطًا.

لكن لم يذكرْهُ أحدٌ في الأنواع، ولا أُفرد بالتَّأليف فيما أدَّاهُ إليَّ السَّماعُ، مع أنَّ الحافِظَ أبا مُوسى المديني صنَّف أنواعًا لطائفَ في الأسانيد منها: المُتَّفق من الأسماء على نسقٍ، ولم يُعرِّج على هذا النَّوع الذي ذكرتُهُ، وقد لقَّبتُه: (ذِكرُ من له نسبٌ يستقيمُ إذا انقلب)، ووقع منه في هذا السَّند رجُلان:

أحدُهُما: أبو مُحمَّد ابن السرَّاج، فهُو جعفر بن أحمد بن الحُسين بن أحمد بن جعفر.

والثَّاني: الرَّاوي عنه، وهُو أبو طاهرٍ الأصبهانِيُّ أحمد بن مُحمَّد بن أحمد.

وقد وقع لي عدَّةٌ صالحةٌ من هذا النَّوع ... )). اهـ.

قلت: بل يدخُلُ فيه ابتداءً ((العاصي بن عَمرو بن العاصي)) وهو اسمُ عبداللَّه بن عَمرو بن العاص قبل أن يُغيِّره النبي (صلى الله عليه وسلم).

وهذا فات ابن ناصرالدِّين مع دقَّته، وجمعه اللَّطائف الإسنادية المُتنوِّعة في هذا الحديث.

المسألةُ الحادية والثَّلاثون: ذكرُ نوعٍ لطيفٍ (آخَرَ) زادهُ ابن ناصرالدِّين وهُو ((معرفةُ الأسماءِ المُغيَّره)) وهو النَّوع السَّابع والتسعُون حسب زياداتي من الأنواع.

قال ابن ناصرالدِّين: ((لأبي المظفَّر يوسف بن مُحمَّد بن مسعود بن مُحمَّد السُّرَّمرِّي (رحمه اللَّه) مؤلفٌ في ذلك.

ويظهرُ هذا النَّوع من ترجمة صحابيِّ الحديث، وهو عبداللَّه بن عَمرو بن العاصي (رضي اللَّه عنهُما) كان اسم جدِّه: العاصي فلمَّا أسلم، وكان إسلامه قبل أبيه حوَّل النبي (صلى الله عليه وسلم) اسمَهُ فسمَّاه عبداللَّه ... )).

قال ابن ناصرالدِّين: (كذلك): ((ومن فوائد سنده: معرفةُ المُغيَّر من الأسماء، ووسَمتُهُ بـ (الأنباء المُسيَّرة في الأسماء المُغيَّرة)، وللعلاَّمة الحافظ أبي المُظفَّر يوسف بن مُحمَّد بن مسعود بن مُحمَّد السُّرَّمرِّي مُصنَّفٌ في ذلك.

ووجه هذا النَّوع في الحديث أن صحابيهُ وهُو عبداللَّه بن عَمرو بن العاصي (رضي اللَّه عنهُما) كان اسمُهُ العاصي، كاسم جدِّه فلمَّا أسلم (وكان إسلامه قبل أبيه) سمَّاه النَّبي (صلى الله عليه وسلم) عبداللَّه، فاشتُهر بهذا الاسم ونُسي اسمُهُ الأوَّل)).

تم هذا المجلس وإلى اللقاء في المجلس القادم (بإذن الله تعالى).

وكتبه / محبكم يحيى العدل.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير