تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فتح ربِّ البريَّة في شرح الحديث المُسلْسَل بالأوَّلية (المجلس الثالث عشر)

ـ[يحيى العدل]ــــــــ[11 - 07 - 02, 05:40 م]ـ

في يوم الخميس التاسع والعشرين من ربيع الآخر لسنة ثلاث وعشرين وأربعمئة وألف للهجرة الشريفة.

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد فنستأنف مجالس التحديث بعون الله تعالى:

المسألةُ الثَّامنة والعِشرُون: ذكرُ ما في سنده من اتِّفاقٍ وافتراقٍ.

وهذه المسألة داخلةٌ في النَّوع الرَّابع والخمسين ((معرفةُ المُتفق والمُفترق من الأسماء والأنساب ونحوهما)).

قال ابن ناصر الدِّين: ((عَمرو بن دينار، وهو أبو مُحمَّد المكِّيُّ الجُمَحيُّ الأثْرم ...

وهذا غير عَمرو بن دينار الأعور قهرمانُ آلِ الزُّبير، والقهرمانُ هذا مُتأخِّرٌ عن عَمرو بن دينار المكِّيِّ الأثرم حسًا ومعنىً؛ لأنَّ المكيَّ لقي عدةً من الصَّحابة، منهم: ابن عبَّاسٍ، وجابر، وأبو شُريح الخُزاعيُّ، وابن عُمر، وعبدالله بن عَمرو.

والقهرمانُ: ليس له صحابيٌّ يروي عنهُ، إنَّما يروي عن سالم بن عبداللَّه بن عُمر.

وأمَّا تاخُّر القهرمان معنىً: فهو ضعيفٌ، قال البُخاريُّ: فيه نظرٌ. وقد ضعَّفه أبو زُرعة وأبو حاتم الرازيَّان، ويحيى بن معين، والتِّرمذيُّ وغيرُهم.

وعَمرو بن دينار المكيُّ التابعي من كبار الثِّقات، ولقد حدَّث عنه سُفيان بن عُيينة مرَّةً، فقال: حدَّثنا عَمرو بن دينار وكان ثقةً ثقةً ثقةً ثقةً، وحديثًا أسمعُهُ من عَمرو أحبُّ إليَّ من عِشرين من غيره.

وذكر بعضُهم عَمرو بن دينار ثالثًا، وهو أبو خَلْدَةَ الكوفي من شُيوخ سيف بن عُمر صاحب ((الفتُوح)) و ((الرِّدة)).

وهذا من المُتَّفق والمُفترق، وهو أحدُ الأنواع التي يدخُل فيها هذا الحديث)). اهـ.

وقال ابن ناصر الدِّين: (كذلك): ((وهذا غير عَمرو بن دينار البصْريِّ قهرمان آل الزُّبير، الرَّاوي عن سالم بن عبداللَّه بن عُمر، ضعيفٌ.

وهُما غير عَمرو بن دينار الكُوفيِّ، يُكنى أبا خلدة من شُيوخ سيف بن عُمر صاحب ((كتاب الفُتوح))، و ((الرِّدة))، وهذا من المُتَّفق والمُفترق أحد أنواع الحديث.

وقد أفردهُ غير واحدٍ بالتَّصنيف، منهم الحافظ أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيبُ، فجمع فيه كتابًا حافلاً.

وأمثلُ الثَّلاثة وأقدمُهُم عَمرو بن دينار المكِّيُّ التابعيُّ، راوي هذا لحديث عن أبي قابُوسَ)).

المسألةُ التَّاسعة والعِشرُون: ذكر ما فيه من تدبيج.

وهذه المسألة داخلةٌ في النَّوع الثَّاني والأربعين: ((معرفةُ المُدبج وما سواه من رواية الأقران بعضهم عن بعض)).

والتدبيجُ: هو أن يروي القرينُ عن قرينِهِ، ثمَّ يروي ذلك القرينُ عنه.

أمَّا روايةُ القرين فهي: أن يروي أحدهُما عن الآخر، ولا يُحفظ للآخر روايةٌ عنهُ.

قلت: وهذا النَّوع يأتي على صُورتين: مُطلقةٍ أو مُقيدةٍ.

فالمُطلقةُ: أن يروي الرَّاوي عن قرينه أحاديث، وهُو عنه كذلك أحاديثَ مُختلفةً.

والمُقيدةُ: أن يروي أحدُهما عن قرينه حديثًا بعينه (وقد يكون أجلُّ وأعلى منه روايةً) وإنَّما ذلك لتفرُّده به، أو أن تكونَ روايةُ كلُّ واحدٍ منهُما عن الآخر حديثًا بعينه لفائدةٍ، لا علاقةَ له بالتفرُّدِ، ومن هذا الضَّرب هذا الحديث المُسلسل.

فمن صُور التدبيج (المُقيَّدة) في الحديث: ما رواه ابن ناصرالدِّين بسنده عن أبي طاهرٍ السِّلفيُّ، قال: قال لي ابن السَّرَّاج (يعني جعفر بن أحمد بن الحُسين بن أحمد بن جعفر): لمَّا دخلتُ مِصرَ حضرتُ مجلس أبي إسحاق الحبَّال فأخرج لي هذا الحديث، وكان يرويه عن أبي نصر (يعني عُبيداللَّه الوائلي) فقلتُ له: هُو سماعي منه.

فقال: أقرؤُه فتسمعُهُ أنت منِّي، وأسمعُهُ أنا منكَ. فقرأه رحمه اللَّه)).

وقال ابن ناصرالدِّين (كذلك في موضع آخر): ((ومن لطائف سنده: روايةُ الأقران عن أقرانهم، وهُو على ثَلاثةِ أجناسٍ، منها المُدبَّجُ: روايةُ كلٍّ من القرينينِ عن الآخَرِ، لأنَّ ابن السرَّاج سمعَهُ من لفظ أبي إسحاقَ الحبَّالِ، حدَّثهُ به عن أبي نصرٍ الوائليِّ، وسمعَهُ ابنُ الحبَّالِ بقراءتِهِ على ابن السرَّاجِ عن أبي نصرٍ)).

تم هذا المجلس وإلى اللقاء في المجلس القادم (بإذن الله تعالى).

وكتبه / محبكم يحيى العدل.

ـ[هيثم حمدان.]ــــــــ[11 - 07 - 02, 10:14 م]ـ

أحسن الله إليك يا شيخ وبارك الله فيك ونفع بك.

أغبطك على مثابرتك (أحسن الله إليك) وعزيمتك على إنهاء ما ابتدأته ووفائك بوعدك ... وعد يوم الخميس.

ـ[يحيى العدل]ــــــــ[17 - 07 - 02, 03:05 م]ـ

تذكير بموعد المجلس الرابع عشر ليوم غدٍ الخميس الثامن من جمادى الأولى لسنة ثلاث وعشرين وأربعمئة وألف للهجرة الشريفة.

شكر الله لك أخي هيثم .. ونسأل الله عز وجل الإخلاص والنفع للجميع.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير