ـ[يحيى العدل]ــــــــ[25 - 09 - 03, 11:31 م]ـ
في يوم الخميس الثامن والعشرين من رجب لسنة أربع وعشرين وأربعمئة وألف للهجرة الشريفة
المسألة الحادية والأربعون: في فوائد الحديث ومعانيه ودلالات ألفاظه ومبانيه.
هذا الحديث داخلٌ في أقوال النبي (صلى الله عليه وسلم) وهي أحد وجوه السُّنن: أقواله وأفعاله وتقريره على ما يطَّلع عليه .. لكن التقرير يدخل في الأفعال، لأنه كفٌّ عن الإنكار، والكفُّ (على المُختار عند مُحققي الأصوليين) فعلٌ.
وزادوا في وجُوه السُّنن ما لا يسلمُ من الاعتراض: كالإشارة، وهي من الأفعال، والهِمَّة، وإرادة الفعل، وتدخل في الفعل، لأنها من أعمال القلوب.
وسكوت النبي (صلى الله عليه وسلم) مع علمه داخلٌ في تقريره، وكلُّ ذلك دليلٌ على الجواز، وسواء كان سكوته (صلى الله عليه وسلم) مُستبشرًا بالمسكوت عنه، أو غيرَ مُستبشرٍ، والأول فيه إعلامٌ بأنه أولى وأقوى مما سكت عنه مع عدم الاستبشار، كسكوت النبي (صلى الله عليه وسلم) حين سمع كلام مُجزِّز بن الأعور بن جعدة الكِناني المُدلِجي لمَّا رأى أقدام زيد بن حارثة وابنه أُسامة (رضي اللَّهُ عنهم): ((إنَّ هذه الأقدام بعضُها من بعض)) فسكت النبي (صلى الله عليه وسلم) عليه مُستبشرًا ولم يُنكر على مُجزِّز ما قاله، فدلَّ ذلك على جواز القِيافة، واعتبارها في النسب.
وهذا الحديث ثري بالفوائد والحكم جمعت فيه ما يزيد على أربعين فائدة متنية، وبيانها على النحو التالي:
تم هذا المجلس وإلى لقاء قريب في المجلس القادم بإذن الله (تعالى).
وكتب محبكم/ يحيى العدل.
ـ[يحيى العدل]ــــــــ[02 - 10 - 03, 10:32 م]ـ
في يوم الخميس السادس من شعبان لسنة أربع وعشرين وأربعمئة وألف للهجرة الشريفة
فوائد الحديث المتنية
الفائدة الأولى: أن في إتيانه بكلمة ((الرَّاحمين)) بدلاً من الرُّحماء دلالة على شمول جميع الرحماء بأي من أنواع الرحمة.
قال العلامة الجويني في ((ينابيع العلوم)): حكمة إتيانه بالراحمين جمع راحم دون الرحماء جمع رحيم وإن كان غالب ما ورد من الرحمة استعمال الرحيم لا الراحم أن الرحيم صيغة مبالغة فلو عبر بجمعها اقتضاء الاقتصار عليه فعبر بجمع راحم إشارة إلى أن العباد منهم من قلت رحمته فيصح وصفه بالراحم لا الرحيم فيدخل في ذلك.
ثم أورد على نفسه حديث إنما يرحم الله من عباده الرحماء وقال إن له جوابًا حقه أن يكتب بماء الذهب على صفحات القلوب وهو أن لفظ الجلالة دال على العظمة والكبرياء ولفظ الرحمن دال على العفو بالاستقراء حيث ورد لفظ الجلالة يكون الكلام مسوقا للتعظيم فلما ذكر لفظ الجلالة في قوله إنما يرحم الله لم يناسب معها غير ذكر من كثرت رحمته وعظمت ليكون الكلام جاريا على نسق العظمة ولما كان الرحمن يدل على المبالغة في العفو ذكر كل ذي رحمة وإن قلت)).
الفائدة الثانية: قال ابن حجر: ((وإنما يرحم الله من عباده الرحماء)): ((من)) في قوله ((من عباده)) بيانية وهي حال من المفعول قدمه فيكون أوقع.
والرُّحماء جمع رحيم وهو من صيغ المبالغه ومقتضاه أن رحمة الله تختص بمن اتصف بالرحمة وتحقق بها بخلاف من فيه أدنى رحمة لكن ثبت في حديث عبد الله بن عمرو عند أبي داود وغيره ((الرَّاحِمُون يرحَمُهم الرَّحْمَن)) والرَّاحِمُون: جَمعُ راحم، فيدخل كل من فيه أدنى رحمة وقد ذكر الحربي مناسبة الإتيان بلفظ الرُّحَماء في حديث الباب بما حاصله أنَّ لفظ الجلالة دال على العظمة وقد عُرفَ بالاستقراء أنه حيث ورد يكون الكلام مسوقًا للتعظيم، فلمَّا ذكر هنا ناسب ذكر من كثرت رحمته وعظمته ليكون الكلام جاريا على نسق التعظيم بخلاف الحديث الآخر فإن لفظ الرحمن دال على العفو فناسب أن يذكر معه كل ذي رحمة وأن قلَّت والله أعلم)).
تم هذا المجلس وإلى لقاء قريب في مجلس قادم بإذن الله (تعالى).
وكتب/ يحيى العدل
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[09 - 01 - 04, 03:05 ص]ـ
بارك الله فيك.
ـ[إبراهيم الجوريشي]ــــــــ[29 - 09 - 05, 06:38 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
شيخنا الكريم
ـ[أبو تراب البغدادي]ــــــــ[06 - 12 - 06, 08:40 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[طه محمد عبدالرحمن]ــــــــ[24 - 01 - 07, 02:36 ص]ـ
أنشد الإمام ابن الجزرى رحمه الله عندما قرىء عليه الحديث المسلسل بالأولية مضمنا له:
تجنب الظلم عن كل الخلائق فى**كل الأمور فيا ويل الذى ظلما
و ارحم بقلبك خلق الله و ارعهمو**فإنما رحم الرحمن رحما.انتهى
المصدر: شرح طيبة النشر للنويرى
ـ[أبو مصعب الزهيري]ــــــــ[08 - 02 - 07, 02:31 ص]ـ
جزاك الله خيرا شيخنا، زادك الله من فضله0 وقد من الله علي بسماع هذه الدروس منك مشافهة0 فالحمد لله0
ـ[أبوالحسين]ــــــــ[25 - 12 - 10, 06:41 م]ـ
شكر الله لك