ـ[الشافعي]ــــــــ[23 - 01 - 03, 10:41 ص]ـ
(شعر (مميز 11 - العلامة المحدث أبو الطيب شمس الحق العظيم أبادي))
قال في شرحه المختصر على سنن أبي داود المسمى بـ[عون المعبود] عند حديث الجارية ما نصه: (شعر [في السماء]: فيه إثبات أن الله تبارك وتعالى في السماء. قال الذهبي في كتاب [العلو] بإسناده إلى أبي مطيع الحكم بن عبد الله البلخي صاحب الفقه الأكبر قال: [سألت أبا حنيفة عمن يقول: لا أعرف ربي في السماء أو في الأرض! فقال: قد كفر! لأن الله تعالى يقول: "الرحمن على العرش استوى"، وعرشه فوق سماواته! فقلت: إنه يقول: أقول على العرش استوى، ولكن قال: لا يدري العرش في السماء أو في الأرض! قال: إذا أنكر أنه في السماء فقد كفر!] انتهى، ويقول الأوزاعي: [كنا والتابعون متوافرون نقول إن الله عز وجل فوق عرشه, ونؤمن بما وردت به السنة من صفاته] أخرجه البيهقي في كتاب [الأسماء والصفات]، وقال عبد الله أحمد بن حنبل في [الرد على الجهمية]: [حدثني أبي، حدثنا شريح بن النعمان، عن عبد الله بن نافع، قال مالك بن أنس: الله في السماء وعلمه في كل مكان, لا يخلو منه شيء]، وروى يحيى بن يحيى التميمي وجعفر بن عبد الله وطائفة قالوا: [جاء رجل إلى مالك فقال: يا أبا عبد الله، "الرحمن على العرش استوى" كيف استوى؟ قال: فما رأيت مالكاً وجد من شيء كموجدته من مقالته! وعلاه الرحضاء -يعني العرق- وأطرق القوم, فسري عن مالك وقال: الكيف غير معقول, والاستواء منه غير مجهول, والإيمان به واجب, والسؤال عنه بدعة، وإني أخاف أن تكون ضالاً, وأمر به فأخرج] انتهى.)
وقال في موضع آخر: (شعر [أين الله إلى قوله أعتقها فإنها مؤمنة]: قال الخطابي في [المعالم]: قوله [أعتقها فإنها مؤمنة] ولم يكن ظهر له من إيمانها أكثر من قولها حين سألها: [أين الله؟] قالت: في السماء، وسألها: [من أنا؟] فقالت: رسول الله صلى الله عليه وسلم، (مميز فإن هذا سؤال عن أمارة الإيمان وسمة أهله. . .))
وقال عند حديث الأوعال ما نصه: (شعر [بين أسفله]: أي العرش، [ثم الله تعالى فوق ذلك]: أي فوق العرش، وهذا الحديث يدل على أن الله تعالى فوق العرش, وهذا هو الحق وعليه يدل الآيات القرآنية والأحاديث النبوية, وهو مذهب السلف الصالحين من الصحابة والتابعين وغيرهم من أهل العلم رضوان الله عليهم أجمعين, قالوا: إن الله تعالى استوى على عرشه بلا كيف ولا تشبيه ولا تأويل, والاستواء معلوم والكيف مجهول.
والجهمية قد أنكروا العرش وأن يكون الله فوقه وقالوا إنه في كل مكان! ولهم مقالات قبيحة باطلة وإن شئت الوقوف على دلائل مذهب السلف والاطلاع على رد مقالات الجهمية الباطلة, فعليك أن تطالع كتاب الأسماء والصفات للبيهقي وكتاب أفعال العباد للبخاري, وكتاب العلو للذهبي والقصيدة النونية لابن القيم وجيوش الإسلامية لابن القيم رحمهم الله تعالى.)
وقال عند حديث الأطيط: (شعر وقال الخطابي: [هذا الكلام إذا أجري على ظاهره كان فيه نوع من الكيفية، والكيفية عن الله تعالى وعن صفاته منفية, فعقل أن ليس المراد منه تحقيق هذه الصفة ولا تحديده على هذه الهيئة وإنما هو كلام تقريب أريد به تقرير عظمة الله وجلاله جل جلاله سبحانه وإنما قصد به إفهام السائل من حيث أدركه فهمه إذ كان أعرابيا جلفاً لا علم له لمعاني ما دق من الكلام وما لطف منه عن درك الأفهام، وفي الكلام حذف وإضمار, فمعنى قوله أتدري ما الله فمعناه أتدري ما عظمته وجلاله، وقوله إنه ليئط به معناه أنه ليعجز عن جلاله وعظمته حتى يئط به, إذ كان معلوماً أن أطيط الرحل بالراكب إنما يكون لقوة ما فوقه ولعجزه عن احتماله، فقرر بهذا النوع من التمثيل عنده معنى عظمة الله وجلاله وارتفاع عرشه ليعلم أن الموصوف بعلو الشأن وجلالة القدر وفخامة الذكر لا يجعل شفيعاً إلى من هو دونه في القدر وأسفل منه في الدرجة, وتعالى الله أن يكون مشبهاً بشيء أو مكيفاً بصورة خلق أو مدركاً بحس ليس كمثله شيء وهو السميع البصير] انتهى.
(مميز قلت: كلام الإمام الخطابي فيه تأويل بعيد خلاف للظاهر لا حاجة إليه، وإنما الصحيح المعتمد في أحاديث الصفات إمرارها على ظاهرها من غير تأويل ولا تكييف ولا تشبيه ولا تمثيل كما عليه السلف الصالحون والله أعلم.))
¥