تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قال الشيخ سعيد اللحجى: الإجازة لأهل العصر من أجازها فقد اقتدى بالأئمة الذين فعلوا ذلك وأجازوه، وقال الشيخ/ ابن علان الصديقى في آخر شرح الأذكار، قال النووي في الإرشاد: إذا أجاز لغير معين، بوصف العموم كقوله أجزت للمسلمين، أو لكل أحد، أو لمن أدرك زماني، وما أشبهه، ففيه خلاف للمتأخرين المجوزين لأصل الأجازة، فان كان مقيدا بوصف خاص فهو إلى الجواز اقرب، وجوز جميع ذلك الخطيب، وجوز القاضي أبو الطيب الإمام المحقق الأجازة لجميع المسلمين الموجودين عندها، ثم قال: وأجاز أبو عبد الله بن مندة لمن قال لا اله إلا الله، وأجاز أبو عبد الله بن عتاب وغيره من أهل المغرب، لمن دخل قرطبة من طلبة العلم، وقال أبو بكر الحازمى الحافظ: الذين أدركتهم من الحفاظ، كأبي العلاء وغيره، كانوا يميلون إلى جواز هذه الأجازة العامة،

قال الشيخ ابن الصلاح رحمه الله تعالى: ولم يسمع عن أحد يقتدي به أنه استعمل هذه الأجازة فروى بها، ولا عن الشرذمة التي سوغتها، وفى أصل الإجازة ضعف، فتزداد بهذا ضعفا كثيرا، لاينبغى احتماله،

وهذا الذي قاله الشيخ ابن الصلاح، خلاف ظاهر كلام الأئمة المحققين، والحفاظ المتقنين، وخلاف مقتضى صحة هذه الأجازة، وأي فائدة إذا لم يرو بها) انتهى

قال الحافظ ابن علان الصديقى: وقد أجاز كذلك جماعة من المتأخرين الحفاظ،كالحافظ السيوطي وأجاز لمن أدرك عصره، وأجاز كذلك الحافظ ابن حجر الهيتمى في آخرين)

وجاء في (النفس اليماني): وقد اختار الخطيب صحة هذه الإجازة، وكذلك الحافظ ابن مندة، فانه أجاز لكل من قال لا اله إلا الله، والى هذا ذهب الحافظ السلفي، وقال القاضي عياض:والى الإجازة للمسلمين، من وجد منهم ومن لم يوجد، ذهب جماعة من مشايخ الحديث، وذكر الحافظ السخاوى أن الإمام النووي استعملها فانه رأى بخطه في بعض تصانيفه: وأجزت روايته لجميع المسلمين، حتى انه لكثرة من جوزها، أفردهم الحافظ أبو جعفر محمد بن الحسن البغدادي بمصنف، رتبهم فيه على حروف المعجم، وكذلك جمعهم أبور شيد بن الغزالي الحافظ، في كتاب سماه (الجمع المبارك)، وقال النووي مشيرا إلى التعقب على ابن الصلاح: إن الظاهر من كلام من صححها، جواز الرواية بها، وهذا يقتضى صحتها، وأي فائدة غير الرواية)،

و من فروع هذه المسالة: ما سبق نقله عن المحققين من المحدثين، والأصوليين والفقهاء، كالحافظ مغلطاى، وتلميذه الحافظ الزين العراقي، وتلميذه الحافظ ابن حجر العسقلانى، وتلميذه شيخ الإسلام زكريا الأنصاري، وتلميذه العلامة المحقق ابن حجر الهيتمى، من جواز الإجازة لفلان، ولمن سيولد له من ذريته تبعا، وانه يجوز العمل بها، تحملا وأخذا، هذا وقد استعمل جمع من علماء الحديث من المتقدمين والمتأخرين،الأجازة لمن أدرك حياته، واستعمل ذلك من مشايخنا، سيدي الوالد، وسيدي العلامة عبد الهأ سليمان الجوهري، فإنهما في سنة 1194 هجرية، أجاز لمن أدرك حياتهما، وكان ذلك بمحضر جمع من العلماء والأعيان، واستدعى ذلك منهما السيد الولي العلامة قاسم بن سليمان الهجام))،انتهى من النفس اليماني،ثم قال في موضع آخر (وأجزت كافة من أدرك حياتي، ولا سيما من وقعت بيني وبينه المعرفة، وخصوصا من وقعت بيني وبينه الاستفادات العلمية، وأولادهم، ومن سيولد منهم، راجيا بذلك ـ إن شاء الله ــ من الرب الكريم، الخير الشامل الكثير، فانه القادر على ذلك) ثم قال:

(وهذا الشيخ المعمر الحافظ الشهير سيدي محمد بن سنة العمرى، وهو شيخي بطريق الأجازة العامة، لأنه أجاز لأهل عصره الموجودين، وكانت وفاته في عشر التسعين بعد مائة وألف، كما أفادني بذلك جمع من علماء الحرمين الشريفين، ورووا عن تلميذه العلامة صالح الفلاني المغربي عنه)) انتهى

ومن أجاز لمن أدرك حياته، أبو جعفر أحمد بن عبد الرحمن بن مضاء، وأبو الحسين عبد الله بن ربيع القرشي، والقطب محمد بن احمد بن على القسطلانى، وأبو الحجاج المزي الحافظ، والفخر بن البخاري، وخلق من المسندين، كالحجّار، وزينب بنت الكمال،

واستجاز بها خلق لا يحصون، منهم أبو الخطاب بن دحية، فانه سال أبا جعفر بن مضاء الإجازة العامة في كل ما يصح إسناده إليه، على اختلاف أنواعه، لجميع من أراد الرواية من طلبة العلم الموجودين حينئذ فأسعفهم بها،

ومنهم أبو الحسن محمد بن أبى الحسن الوراق، فانه سال أبا الوليد بن رشد الإجازة

لكل من أحب الحمل عنه من المسلمين، حيث كانوا أحياء في عام الإجازة، فأجابه لذلك، كما ذكره السخاوى في شرح ألفية الحديث، رحمه الله تعالى،

وكذلك أجاز لأهل عصره الشيخ إبراهيم بن حسن الكورانى، ذكره ابن عابدين في ثبته، ناقلا من (القول السديد باتصال الأسانيد)،ثبت الشهاب أحمد المنينى، فانه قال فيه: وقد أخبرني بإذنه لأهل عصره الشيخ محمد بن الطيب المغربي، نزيل المدينة المنورة، وهو ثقة ثبت، والله اعلم)،

وكذلك أجاز لأهل عصره الشيخ العلامة الفقيه المحدث محمد عابد بن أحمد السندى، فانه قال في (حصر الشارد): وقد أجزت كافة من أدرك حياتي من المسلمين أن يروى عنى جميع ما أشتمل عليه هذا السفر بالأسانيد التي ذكرتها)،

وكذلك أجاز لأهل عصره العلامة الفاضل خاتمة المحققين، مولانا الشيخ فاتح بن محمد المدني، فانه قال في آخر ثبته (حسن الوفا): وقد أجزت بهذه المرويات، وبما تضمنته من الاثبات المذكورة، وبجميع ما يؤثر عنى، كل من أراده ممن أدرك حياتي)

وممن أجاز لمن أدرك حياته، العلامة الحافظ عبد الرحمن بن على الديبع اليمنى الزبيدى المتوفى سنة 922هجرية، حيث قال:

أجزت لمدركي وقتي وعصري رواية ما تجوز روايتي له

من المقرؤ والمسموع طرا وما الفت من كتب قليلة

ومالي من مجاز من شيوخي من الكتب القصيرة والطويلة

وأرجو الله أن يختم لي بخير ويرحمني برحمته الجزيلة

انتهت النقول من كتاب (منتهى السول على وسائل الوصول إلى شمائل الرسول)

للشيخ عبد الله بن سعيد اللحجى الحضرمى

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير