تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وكل كتان منهم على سمة أعظم بها سمة برا وإقبالا

كما كان بيتهم مأوى العلماء والزعماء والوجهاء، بل والملوك فمن دونهم، مليئا بأصناف العلوم والمعارف من شتى الوجهات، وقد ساعدته عيشته في المشرق والمغرب على تلقيح ذهنه وفهومه، والجمع بين الحسنيين: ثقافة المشارقة، ودين المغاربة ..

كما أنه عاش في بداية فترة الاستعمار في العالم الإسلامي، وانهيار الخلافة في المغرب وتركيا، وقيام الحركات الفكرية والثورية والعلمانية والإسلامية بمختلف اتجاهاتها، وكذلك عصر الاستقلال للعالم الإسلامي ودول العالم الثالث ..

وفي وقت – بالرغم من ذلك – كثر فيه العلماء والنبغاء في شتى ميادين العلوم والمعارف الدينية، تسنى له الاغتراف من معينهم، وملازمة بعضهم، والاستفادة من آخرين، ومذاكرتهم أو قراءة كتبهم وأفكارهم ..

طلبه العلم وحياته وأعماله الإصلاحية بالمغرب:

عاش في المدينة المنورة أربع سنين تفتق فيها لسانه وتفتحت عيناه على حب بلد رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله، غير أن الظروف السياسية اضطرت أسرته إلى الهجرة من المدينة المنورة إلى دمشق الشام؛ حيث حفظ القرآن الكريم في رياضها الغناء، وتلقى أساسات العلم، وحضر الكثير من دروس جده؛ خاصة في شرح مسند الإمام أحمد بن حنبل التي كان يحضرها نجباء العلماء والطلبة.

ودرس على مجموعة من أهل العلم بالشام تلك الفترة وبعدها، وحضر دروسهم، وأخذ عنهم؛ كإمام الشام وبركتها الشيخ بدر الدين بن يوسف البيباني الذي كان من أشد الناس صحبة لجده، والخطيب المفتي الشيخ عبد الجليل الدرا، والعلامة المصلح علي الدقر، والعلامة الداعية الأثري هاشم الخطيب، والعلامة المصلح محمد توفيق الأيوبي الأنصاري، والعلامة العارف الأصولي محمد أمين سويد ... وغيرهم.

ثم في عام 1345 انتقل مع أسرته إلى مدينتهم الأصلية فاس؛ التي كانت تعج بالعلماء والأئمة الأعلام الذين لا يجارون في العلم والفهم في زمانهم، وحضر دروس جده في القرويين في مسند الإمام أحمد بن حنبل التي ما شهد القرويون مثلها؛ حيث كان يحضرها أكثر من عشرة آلاف شخص، وفي نفس العام توفي جده المذكور رحمه الله تعالى.

وأخذ العلم بفاس عن علماء أهل بيته؛ كوالده المذكور، وخاتمة الحفاظ الشيخ عبد الحي بن عبد الكبير الكتاني، والإمام أبي الفضل محمد الطاهر بن الحسن الكتاني، والعلامة المؤرخ عبد الرحيم بن الحسن الكتاني، وشيخ الجماعة عبد الله بن إدريس الفضيلي، والعلامة اللغوي عبد السلام بن عبد الله الفاسي الفهري، والعلامة النابغة أحمد بن محمد ابن الحاج السلمي، وشيخ الجماعة الطائع ابن الحاج السلمي، والعلامة محمد بن عبد الحفيظ الشامي الخزرجي، والفقيه الفيلسوف القاضي محمد بن عبد السلام السائح، بل المترجم هو الذي عرف الطلبة به كما أخبرني نجله الأستاذ الحسن السائح حفظه الله تعالى ... وغيرهم من أقطاب العلم والمعرفة، ووالده هو عمدته في العلوم وإليه ينتسب، وهو موجهه ووالده الروحي والجسدي.

فأخذ عنهم علوم التفسير والحديث والأصول والفقه واللغة والتاريخ وفلسفة التاريخ والاجتماع والأدب وفلسفة التشريع والتصوف .. وغير ذلك من العلوم الغزار.

أما علم الأنساب؛ فقد أخذه عن إمام نسابي المغرب الشيخ عبد الكبير بن هاشم الكتاني صاحب "زهر الآس"، ونجله النسابة الاجتماعي محمد بن عبد الكبير بن هاشم الكتاني صاحب "تحفة الأكياس".

كما رحل إلى طنجة للأخذ عن تلميذ جده الإمام العارف الشريف محمد بن الصديق الغماري، ولازمه مدة استفاد به فيها في العلم والسلوك، وكان كثير التردد إليه؛ لما كان بينه وبين والده وأسرته من خالص المودة.

وزار شتى مدن المغرب؛ كزرهون ومكناس ومراكش، وتطوان التي التقى فيها بشيخ جماعتها الإمام أحمد بن محمد الرهوني، وحافظها الشيخ محمد بن محمد الفرطاخ .. وغيرهما. وطنجة، والرباط التي التقى فيها بعالمها الكبير الحافظ الواعية الشريف محمد المدني ابن الحسني وأخذ عنه وعن طبقته، وسلا التي أخذ بها عن ابني عمه العلامة العارف الشيخ محمد المهدي بن محمد بن عبد الكبير الكتاني، والإمام العلم الشيخ محمد الباقر بن محمد بن عبد الكبير الكتاني، وعن شيخ الإسلام أبي شعيب بن عبد الرحمن الدكالي؛ أخبرني – رحمه الله تعالى – أنه

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير