تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

أعلاها، ونزلنا بذلك درجتين أو ثلاثا فيما بيننا وبين أقطاب الرواية وعمدها، كالحفاظ ابن حجر والعراقي والسخاوي والسيوطي، وكشيخ الإسلام زكريا الأنصاري وأضرابهم، مما كنا نفخر به في مؤلفاتنا، ونصول به في أمالينا فوق المنابر والكراسي، ولكن قبل الإسترابة في هذا الإسناد وفي صدق من أتى به، فكيف بعد التحقق بكذبه وبطلانه، فالفرح بعلو هذا الإسناد بعد التحقق من كذبه وبطلانه، فرح بالباطل وجرحة في حق من يروي به أو يعتمد عليه، لأنه ترويج للباطل، وإعلاء لمنار الكذب، بل وكذب وباطل أيضا، كما قال النبي – صلي الله عليه وآله وسلم -: (من حدث عني بحديث يرى أنه كذب فهو أحد الكذابين).

فكل من يروي عن الشيخ صالح الفلاني من طريق شيخه ابن سنه فهو كذاب مثله، إذا علم كذبه، وأصر معه على الرواية عنه، والكذب مجانب للإيمان كما قال النبي – صلى الله عليه وآله وسلم – بل هو في كتاب الله تعالى: (إنما يفتري الكذب الذين لا يؤمنون بآيات الله). والتهور في هذا يسقط من قدر العالم، ويذهب بركة علمه والانتفاع به، وإذا كان المقصود من أسانيد الكتب هو إبقاء سلسة الربط بين خلف الأمة وسلفها، وحصول البركة بالاتصال بهم، ثم برسول الله – صلى الله عليه و آله سلم – من طريقهم، فكيف يجعل ذلك بالكذب والعدم المحض؟ وإذا كان الغرض منه هو الفشر، وإظهار التفوق على الأقران، وما يدعوا إلى إقبال الخلق وإلتفاتهم إليه - وهو الحامل للشيخ صالح الفلاني عليه، كما هو الحامل لكل وضاع كذاب في الحديث من أول ظهوره في هذه الأمة - فهو طامة أخرى مضافة إلى طامة الكذب، ومعصية ممزوجة بأخرى، وليس من الدين ولا المروءة ولا من العقل أن ينصر الفشار على فشره وكذبه ويلتمس له الأعذار، ويفتح له الأبواب والمخارج من المآزق التي أوقعه فيها فشره، وجره إليها كذبه، وجرأه عليها ضعف في دينه، وسخافة في عقله، ومهانة في نفسه، إذ لا يكذب المرء إلا وهو متصف بذلك، ولا سيما في العلم ومتعلقات الحديث النبوي .... ).

ـ[الفهمَ الصحيحَ]ــــــــ[09 - 03 - 05, 02:43 ص]ـ

وقال أحمد بن الصديق – غفر الله له - في نفس الجزء السابق ص 37 - 39:

فصل

(الدليل الثامن عشر وهو من القواطع أيضا ادعاؤه أن شيخ شيخه الذي سماه مولاي الشريف محمد بن عبد الله الوولاتي، ولد سنة إحدى وستين وتسعمائة، كما ذكره في ثبته الكبير، ثم خالف في ذلك فأملى على النور على بن عبد البر الونائي أنه ولد سنة إحدى وثمانين، فنقص من عمره عشرين سنة، ثم ذكر في موضع آخر من الثبت أيضا أن ولاته كانت سنة ستين وتسعمائة فزاد في عمره سنة على القول الأول، وإحدى وعشرين سنة على القول الثاني، ثم ذكره في موضع آخر من الثبت أيضا وذلك في ترجمة من سماه عثمان بن عبد الله الفلاني، أن ولادة الشريف الوولاتي كانت سنة ست وأربعين وألف فنقص من عمره خمسا وثمانين سنة .... ).

إلى أن قال بعد أسطر: (فقد ولد هذا الرجل ثلاث مرات، ومات ثلاث مرات، وهذا ليس ببعيد، إلا أنه يلزم عليه محال عقلي، وذلك أنه لما ولد سنة إحدى وستين وتسعمائة عاش إلى سنة إحدى ومائة وألف، فلما ولد في المرة الثانية سنة إحدى وثمانين كان لا يزال حيا، فيلزم عليه ايجاد الموجود، وولادة المولود، وهو مستحيل، ولما مات من الولادة الأولى سنة إحدى ومائة وألف كان لا يزال حيا من الولادة الثانية، لأنه لم يمت منها، إلا بعد ذلك بسنة، أي سنة اثنتين ومائة وألف، فيلزم عليه أنه مات وهو حي وقبر وهو لا يزال على ظهر الأرض، وهو محال أيضا، لكن ولادته الثالثة كانت سالمة من هذا، لأنها كانت بعد الموتة الأولى والثانية بأربع وأربعين سنة، أما عندنا فقدرة الله تعالى صالحة لكل هذا، ولكن الشيخ صالحا والشريف الوولاتي والشيخ عبد الحي المدافع عنهما كلهم أشعريون، ومن مذهبهم أن قدرة الله تعالى لا تتعلق بالمستحيل، ومن أجل هذا قال الشيخ عبد الحي: إن هذه مشكلة المشكلات، وعقدة العقد.

لأنه لا يستطيع مخالفة مذهبه الأشعري وأئمته الأشاعرة، ولا يستطيع تكذيب الشيخ صالح الفلاني، لأنه بذلك سيطير من يده سند من أعلى أسانيد الدنيا في الفهارس والأثبات، فكانت حقا عقدة العقد، ومشكلة المشكلات عنده.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير