تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

أما نحن - والحمد لله – فلا عقدة و لا إشكال عندنا في هذا أصلا، لأننا من جهة علمنا علم يقين أن كلا من ابن سنة والوولاتي ما خلقه الله تعالى، ولا أبرزه لهذا الوجود، وإنما هما رجلان في دائرة خيال الشيخ صالح الفلاني فقط.

ومن جهة أخرى فلا أهمية عندنا لهذا العلم من أصله، أعني رواية الفهارس والأثبات، فإنه في علم الحديث لا يسمن ولا يعني من جوع، وإنما هو شئ يذكر للتبرك، وربط سلسلة الاتصال، أو بأصح تعبير وأفصحه بالحقيقة هو شئ يتوصل به إلى الفشر والفخفخة الفارغة الكاذبة، والتطاول على الأقران بما لا فخر فيه، ولا طائل تحته سوى إضاعة العمر، ويكفيك أنه الموقع لمثل صالح الفلاني في مثل هذه المخازي.

فلو فرضنا أن المرء جمع مائة ألف سند لمائة ألف فهرسة لما استفاد من كل ذلك حرفا واحدا يهتدي به في دينه، أو يعرف به حديثا واحدا عن رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم – أو يميز به صحيح الحديث من سقيمه ومقبوله من مردوده أصلا، بل كلما ازداد تعمقا فيه، ازداد جهلا بالحديث وبعدا عن معرفته والعلم به ... ).

ثم أخذ يذكر ما يحتاجه من أراد أن يحرر سندا واحدا إلى فهرسة واحدة من النظر في كتب الرجال .. وتحقيق نوع الإجازة التي تحمل بها الرواية ... إلخ

ثم ذهب يذكر حال الشيخ أحمد رافع الطهطاوي – رحمه الله – وكم أضاع من عمره وهو يدقق ويححق في ثبته [إرشاد المستفيد ... ] ولم يتمه، وكم صرف في سبيل ذلك من مال وجهد.

إلى أن قال عنه: ( .. ومع كل هذا التعب وطول هذه المدة، ما كان يعرف حديثا، ولا له قدرة على تمييز الصحيح من السقيم، ولقد دخلت عليه يوما فشرع يقرأ علي ما كتبه وحرره من أسانيد الأربعين الودعانية، وذلك في نحو أربع ورقات من القطع الكبير، وبخطه الدقيق، لأنه يذكر في كل سند ولادة الراوي .... فلما أتم ذلك قلت له: وأنت تعلم أن الأربعين الودعانية هذه كلها موضوعة، قال: لا أعلم ذلك ولو علمته لما تعبت نحو أسبوع أو أكثر في تحرير هذا الإسناد ... ).

لعل في هذا عبرة لمن يعتبر، ولا ينبئك مثل خبير.

ـ[باز11]ــــــــ[09 - 03 - 05, 07:32 ص]ـ

بارك الله فيك أخي الفهم الصحيح على هذه النقولات الجيدة واخبرني كيف أتحصل على هذا الكتاب الذي نقلت منه (العتب الإعلاني لمن وثق صالح الفلاني) وصاحبه حيرني جدا في سعة اطلاعه وتبحره واستدراكه على مخالفيه وكم كنت أتمنى لو كان أحمد الغماري سلفيا

وأشاركك الرأي في أن المقصود من علم الحديث هو معرفة المقبول من المردود ولكننا نبحث لغرض البحث كما يبحث الفقهاء أحيانا في الترجيح بالأقوال وليس بالدليل فكما يقولون انجرّ بنا البحث ليس غير

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير