تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ومن اللافت للنظر أن سلسلة الرواة التي امتدت لـ 25 ورقة لم تحتوِ في متنها على ذكر امرأة واحدة بين عشرات المئات من المقرئين، فيما عدا ذكره لأم المؤمنين أم سلمة لأنها مسحت على رأس يزيد بن القعقاع المحزومي ودعت له بالبركة وهو من كبار التابعيين وانتهت إليه رئاسة القرآن بالمدينة سنة 63هـ. ويثير ذلك التجاهل لذكر سيدات الانتباه نظراً لما ورد إلينا من أسماء الكثيرات من الشيخات والعالمات اللاتي اشتغلن بقراءة القرآن من كتب الطبقات والسير. لعل أبرزهن السيدة نفيسة بنت الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب والتي كانت تحفظ القرآن وتفسيره أيضاً (ت208هـ) [5]. ومنهن على سبيل المثال العالمة فاطمة بنت محمد بن يوسف الديروطي التي قرأت القرآن وأقرته، عاصرت السخاوي وقال عنها في الضوء اللامع "تدربت على والدها في القرآن إفراداً ثم جمعاً، وقدم بها القاهرة فقرأت على الشهاب السكندري والزين جعفر، وبرعت في القراآت مع استحضار الشاطبية وفهم جيد. وانتفع بها جماعة من الرجال والنساء وقرأت عليها بيرم بنت أحمد بن محمد الديروطية المالكية" [6].

نص الإجازة:

العنوان:

"هذه إجازة بالقراءات العشرة من طريقي الشاطبية و الدرة من الفقير محمد بيومي المنياوي لتلميذته الفاضلة الشيخة أسمهان بنت المكرم محمد الفوال بالتمام ولكمال"

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الذي جعل في القرآن العظيم كنوز معاني دقائق حقائق العلوم، و أعطي من أصطفاه من خلقه مفتاحها، فاستخرج ما انطوي من المنطوق و المفهوم، وخص من شاء من عباده بحفظ كتابه والهمة العمل بشروطه وآدابه، أحمده علي ما وفقنا واصطفانا وجعلنا من حملة هذا الكتاب، و أشكره علي ما أولانا وهدانا الطريق الصواب وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة تكون له ذخراً يوم العرض والحساب، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمد صلي الله عليه و سلم عبده ورسوله أحب الأحباب إلي الملك الوهاب وعلي آله وأصحابه الذين اهتدينا بهم إلي طريق هذا الكتاب وسلم تسليماً كثيراً.

أما بعد، فيقول الفقير الحقير الراجي من ربه غفران المساوي، خادم القرآن المجيد بالجامع الأزهر والعبد الأنور محمد بيومي المنياوي، لما كان أفضل الكتب السماوية كتب الله تعالي المنزل علي مختاره ومصطفاه المفضل، وكان علم القراءات لتعلقه به من أعظم العلوم مقداراً، وأرفعها شرفاً ومناراً، فهو أولى ما تصرف إليه الهمم العوالي، وأجل ما تبذل فيه المهج الغوالي، لا سيما وقد تصدي له رجال محققون، وفحول مدققون، فكشفوا عن وجوه فرائدة اللثام، و نقلوه علي تحرير تام. قال الإمام ابن الجزري في طيبته لذاك كان حاملو القرآن أشرف الأمة أولى الإحسان إلخ، ولما كان القرآن أعظم كتاب أنزل، كان المنزل عليه أفضل نبي أرسل، وكانت أمته أفضل أمة أُخرجت للناس، وكان حملته أشراف هذه الأمة لما روي عن ابن عباس عن النبي صلي الله عليه وسلم أنه قال "أشراف أمتي حملة القرآن وأصحاب الليل". وروي الطبراني عن ابن مسعود قال: قال رسول الله (ص) "خيركم من قرأ القرآن وأقرأه". وروي البخاري عن عثمان قال: قال رسول الله (ص) "خيركم من تعلم القرآن وعلمه". وفي جامع الترمذي من حديث ابن مسعود قال، قال رسول الله (ص) يقول الله عز وجل" من شغله القرآن عن ذكري ومسائلتي أعطيته أفضل ما أعطي السائلين". و في بعض طرق هذا " من شغله قراءة القرآن بأن يتعلمه أو يعلمه عن دعائي ومسألتي …". وقال عليه الصلاة والسلام " أفضل عبادة أمتي قراءة القرآن". وقال عليه الصلاة السلام "من قرأ القرآن ورأي أن أحداً أوتي أفضل مما أوتي فقد أستصغر ما عظمة الله". وعنه عليه الصلاة والسلام أنه قال "من جمع القرآن فقد أُدرجت النبوة بين كفيه إلا أنه لا يُوحى إليه". وقال عليه الصلاة والسلام "من جمع القرآن متعة الله بعقله حتى يموت". وقال عليه الصلاة والسلام "ما من شفيع أعظم عند الله منزلة يوم القيامة من القرآن، لا نبي ولا ملك ولا غيره". وقال عليه الصلاة والسلام "من مات وهو يقرأ القرآن حجت الملائكة قبره كما يزار البيت العتيق". والأحاديث في ذلك كثيرة شهيرة.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير