ـ[العاصمي]ــــــــ[04 - 02 - 06, 12:11 ص]ـ
كنت عزمت على عدم الإتمام، لكن جدّ جديد؛ جعلني أنقض عزمي، لكن ليس لي إلاّ النقل عن الأخ الفاضل زياد التكلة، قال - جزاه الله خيرا، وزاده توفيقا -:
" صدّر الحميري الكتاب بقوله: " إسنادي إلى مصنف الإمام عبد الرزاق الصنعاني ".
وساق سنده بالإجازة، وتصرفه هذا فيه إيهام من لا يعرف الشأن بأن الكتاب الذي بين أيدينا متصل السند، وفيه تغرير بثبوته، وليس كذلك! ولا سيما أن الكتاب موجه في الغالب إلى أمثال الحميري من عوام مشايخ الطرق الذين لا شأن لهم ولا بصر في الحديث.
ومع ذلك؛ فقد وقع الحميري في عدد من الأخطاء والملاحظات في سنده، تدل على جهله حتى في هذا الرسم!
فقد ساق السند من طريق مجيزنا الشيخ عبدالفتاح أبوغدة رحمه الله عن الكوثري، عن عبد الحي الكتاني.
وهذا الحميري لعله يجهل أن شيخه يروي عن عبد الحي الكتاني بلا واسطة! لكنه الغرام بالكوثري إمامه في التلبيس والتدليس ومحاربة السنة!
وروى عن مجيزنا الشيخ عبد العزيز بن الصديق رحمه الله ونسبَه حُسينياً! وهو حسني! عن عبد الحي بن عبد الكريم (!) الكتاني، وهو ابن عبد الكبير.
وجعل الرواية عن عبد الله بن سالم البصري على (كذا) الزيادي، وهو يريد: عليّا الزيادي، وبينهما مفاوز! وعليه؛ فسند الحميري ضعيف لانقطاعه! فضلاً عن أوهام صاحبه.
وحرّف عبد الوهاب بن منده إلى ابن منك!
وجعل ابن منده (أو ابن منك في رواية الحميري!) يروي المصنف عن محمد بن عمر الكوكبي، عن الطبراني، وهذا غير دقيق؛ فقد رواه ابن منده عن الكوكبي، وعن أبي بكر محمد بن محمد بن الحسن الفقيه، وعن أبي عثمان سهل بن محمد، سماعاً على ثلاثتهم ملفقاً، عن الطبراني.
أما مسألة تفصيل السماع من الإجازة، ومسألة تحديد روايات قطع محددة من المصنف لم تقع من رواية الدبري عن عبد الرزاق = فهذه أمور لا يكلّف بها من هو في مستوى الحميري بالرواية، والله أعلم.
ـ[حمزة الكتاني]ــــــــ[04 - 02 - 06, 01:58 ص]ـ
وهناك خطأ في نسب الإمام محمد بن جعفر الكتاني وقع فيه عبد الحفيظ الفاسي في معجم شيوخه وصححه في المستدرك، ثم قلده كثير ممن جاء بعده، حيث قال: "محمد بن جعفر بن إدريس بن الطائع بن محمد الفضيل بن العربي ... ".
والصحيح أنه: محمد بن جعفر بن إدريس بن الطائع بن إدريس بن محمد الزمزمي بن محمد الفضيل بن العربي ... إلخ النسب. ولكل من هؤلاء ترجمة معروفة.
ـ[أبو الحسن المدني]ــــــــ[04 - 02 - 06, 07:56 ص]ـ
كما أن هناك خطأ أخطا فيه عبد الحفيظ الفاسي في نسب أحمد البرزنجي قلده فيه أحدهم, وهو أن السيد جعفر بن حسن بن عبد الكريم بن محمد بن رسول البرزنجي وهو قال: عبد الكبير!!
ـ[عبدالله ابن عَبيدِه]ــــــــ[09 - 02 - 06, 06:20 م]ـ
ما وقع في سياق إسناد مصنف عبدالرزاق بالإجازة العامة في جملة المرويات هي إحدى آفاتها، وقد تكلم عليها وتألم منها فيما بلغنا العلامة عبدالفتاح أبوغدة في مقدمته بين يدي تحقيقه للأوائل السنبلية، ووقع بسبب التساهل الذي انفتح بها من الغلط حتى للأكابر ما ينبغي لأهل الغيرة على أنفسهم إن لم يكن على دينهم ونبيهم صلى الله عليه وسلم أن يتمهلوا غاية التمهل في الرواية بالإجازات العامة في المروي وللمروي.
والمحققون أهل العدل والإحسان لم يغلقوا بابها لحاجة المتأخرين لترقيع ضعف هممهم في تحصيل السنة بها، ولكنهم ما تركوا حبل نقل السنة _ وإن صينت بالتدوين المحكم_ على غاربه بل وضعوا شروطاً ما بقي عند جمهور المشتغلين بالرواية إلا ترداد ذكرها في الإجازات من غير عمل بها ..
بحجة التبرك مثلاً ...
وهل يتبرك بما يمحق البركة وقد أمر الله تعالى في كتابه أن يتثبت في الأنباء، ووصف من لم يأت على نبئه بثبت بالفسق في سورة الحجرات كما وصف كل قاذف لمحصنة بالفسق والكذب مطلقاً ما لم يأت بالبينة الشرعية وهي أربعة شهداء.
يا إخواني ..
المشتغلون بالإسناد والرواية يحتجون دائماً على منازعيهم بكلمة الإمام الكبير عبدالله بن المبارك:" الإسناد من الدين" .. أو بمعناها.
وهذا حق لكن الإسناد الذي يتحدث عنه ابن المبارك والأئمة يعرفه من عرف أحوالهم وسبيل ذلك ممهد لكل صادق موفق، ولله الحمد.
وأما الإسناد الصوري المحصل في لفظة لسان أو رقمات بنان فأي تعلق له بالدين إذا جرد عن إعمال أحكام الدين وأهله فيه؟!.
فالذي قال: إن الإسناد من الدين صانه وحافظ عليه وما جعله نهباً للجن والمجاهيل، وأدعياء التعمير والعلو، ناهيك عن أهل الزيغ والهوى.
ولم تزل أكابر هذه الأمة يتواصون من لدن رسول الله صلى الله عليه وسلم على حفظ ما جاء به وصيانته، بناء على الاعتقاد الجازم القاطع الحاسم بكماله في نفسه غاية الكمال ووفائه _ بما يرضي الله تعالى ويصلح عباده وينفعهم _كل الوفاء ..
ورسول الله إلينا سيد ولد آدم محمد صلى الله عليه وسلم هو القائل: " نضر الله امرءاً سمع منا شيئاً فبلغه كما سمعه.
فشرط التبليغ: كما سمعه ..
كما سمعه ...
كما سمعه ..
وهو القائل في رواية أخرى عنه: نضر الله امرءاً سمع منى شيئاً فوعاه.
فشرط التحمل: الوعي.
وشرط الأداء: التحري والوفاء بالمسموع كما هو، والخروج من البين، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم جعل الناس بعد هذا في النقل عنه شركاءَ: الفقيهَ وغيره.
فقال:" رب حامل فقه إلى من هو أفقه منه"، ورب حامل فقه غير فقيه".
ولكن خيرية العبد في نفسه منوطة بفقهه في الدين كما قال صلى الله عليه وسلم:" من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين".
اللهم فقهنا في الدين، واجعلنا به وعليه قائمين، وعلى كل ما هو منه محافظين، وله صائنين، على الوجه الذي يرضيم يا رب العالمين ..
آمين
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
¥