ـ[أحمد الشهاب]ــــــــ[12 - 03 - 06, 01:40 م]ـ
جزاكم الله خيرا وأحسن إليكم، وكم في مصر من علماء مغمورين هم من آيات الله تعالى في الأرض ولكنهم لم يأخذوا نصيبهم من الحظ والشهرة كما أخذه غيرهم ممن لم يبلغ مُد أحدهم ولا نَصيفه في العلم، ولله في خلقه شئون!
أذكر منهم:
- العلامة المحقق شارح الأشباه والنظائر الشيخ جاد الرب رمضان، الملقب بالشافعي الصغير رحمه الله تعالى، ومن الطرائف أن الشيخ جاد درس على الشيخ محمود عبد الدايم في صغره في المعهد وكان الشيخ محمود لا زال في صدر الشباب فالفرق بينهما في العمر لم يكن كبيرا.
- شيخ المالكية حَلال المعضلات الشيخ عبد الجليل سعد القرنشاوي رحمه الله تعالى، وكان رحمه الله تعالى يشرح مختصر ابن الحاجب في الأصول بشرح العضد، والشرح الكبير لسيدي أحمد الدردير في الفقه المالكي، وكان لا يجارى في فهم العبارات وحل المشكل العويص المستغلق منها، ومعرفة مذهب مالك، مع الصيانة التامة والصلاح الظاهر، ولم أر مثله في معناه.
- العلامة الكبير الفقيه خاتمة الحنفية الشيخ أحمد فهمي أبو سُنة رحمه الله تعالى، وقد أدركته في آخر حياته، وكان كبيرا في العمر جدا، فالشيخ من مواليد عام 1903م، ورأيته في هذا العمر وكأنه يحفظ التحرير للكمال بن الهمام.
- العلامة المحقق كبير السادة الشافعية في وقته مولانا الحسيني يوسف الشيخ رحمه الله تعالى، وكان رحمه الله تعالى يدرس التمهيد للإسنوي، وكان عجيبا في حل العبارات والتوجيه، وبالجملة فلا يعرف قدره إلا من خالطه.
- الشيخ محمد الدهمة رحمه الله تعالى، وكان يشرح العناية لأكمل الدين البابرتي، وكان رحمه الله تعالى منور الوجه يشع منه البهاء والضياء.
- الشيخ عوض الله حجازي المحقق المتكلم النظار حفظه الله تعالى.
- العلامة المعقولي عديم النظير الشيخ مصطفى عمران حفظه الله تعالى.
وغيرهم كثير، وهؤلاء جميعا رحم الله من انتقل منهم وحفظ لنا حيهم، كانوا من البقية الباقية من الرعيل الأول من علماء الأزهر المدققين الذي أدركوا عصر العلم، هذه الطبقة التي توشك على الانقراض فلم يعد باقيا منهم إلا الواحد بعد الواحد، وجل من ذكرت قد انتقل إلى رحمة الله.
ومن درس العلم كما هي الطريقة التي كان ينتهجها هؤلاء الجلة الأكابر، ثم يرى ما آلت إليه الأمور من الضعف الظاهر في العلم والديانة لا يسعه إلا أن يتمثل بقول أبي عمرو بن العلاء:
ذهب الذين يعاش في أكنافهم وبقيت في خلف كجلد الأجرب
نسأل الله تعالى أن يجعلنا سائرين على دربهم، وأن ينفعنا بعلومهم في الدارين، ويلحقنا بهم في الصالحين. آمين!
ـ[د. يحيى الغوثاني]ــــــــ[12 - 03 - 06, 07:42 م]ـ
أخي الفاضل أحمد شهاب
شكر الله لك هذا الجهد الرائع
لقد ذكرت الشيخ مصطفى عمران
فذكرتني بشيخ جليل وأستاذ اصولي متمكن درست عليه روضة الناظر في كلية الشريعة في المدينة المنورة وهو الدكتور مصطفى رمضان وكان آية في الأصول والفهم والمنطق
أرجو إذا عندك علم عن حاله أن تخبرني أين هو الآن؟؟؟
ولك كل الشكر
ـ[ضعيف]ــــــــ[13 - 03 - 06, 09:00 ص]ـ
الشيخ يحى
رضى الله عنك ومن ذكرتهم هم ائمة علم من كبار العلماء بالازهر وأرجو ان تعيد ذكرهم رضى الله عنهم في عدة أماكن في هذا المنتدى لانهم ليس من شيوخ الاجازات وهم أعلم من كل من ذكر من شيوخ الوكالة والمعمر ين ومن يروي عن فلان وآخر من سمع وثبت 000والعامي الذي يروي بالاجازة عن000 وعن 000 والرواة عن000والذي لم يقرأ الجرومية وهو مسند بلاده 000000وغيره
ـ[أحمد الشهاب]ــــــــ[13 - 03 - 06, 11:55 م]ـ
الأخ الفاضل والشيخ الكريم الدكتور يحيى الغوثاني -حفظه الله تعالى- ذكرت لي الدكتور مصطفى رمضان وسألتني عن خبره، ولكني للأسف لم أتشرف بمعرفته، ولا يتوفر لي معلومات عنه إلى الآن، ولكنني إن شاء الله تعالى سأسعى لتحصيل جواب سؤالك، فلتمهلني قليلا!
الأمر الثاني: ورد في كلامي عند ذكر شيخنا الفقيه العلامة أحمد فهمي أبي سنة -رحمه الله تعالى- أن سنة مولده هي عام 1903م، وهذا سهو مني والصواب أن الشيخ رحمه الله تعالى من مواليد عام 1909م بمركز الصف محافظة الجيزة بمصر المحروسة.
وكان شيخنا قد أدرك الدراسة بالأزهر الشريف على النظام القديم بالجامع الأزهر قبل إنشاء الكليات الشرعية، ثم انتقل لكلية الشريعة بعد افتتاحها، في عهد شيخ الأزهر الظواهري رحمه الله، ثم التحق بالدراسات العليا ليشتغل بإعداد رسالته الفذة العمدة في بابها: "العرف والعادة في رأي الفقهاء والأصوليين".
وفي عام 1941م نوقشت رسالته من قبل لجنة سباعية من كبار العلماء برئاسة الشيخ المراغي، منهم:
الشيخ عبد المجيد سليم، والشيخ إبراهيم الجبالي، والشيخ العناني، والمحقق الشيخ عيسى منون، والشيخ محمود أبو دقيقة، والشيخ أحمد أبو النصر.
واجتاز المناقشة بامتياز ليكون أول أزهري يحمل شهادة العالمية من درجة أستاذ، والتي لقبت فيما بعد بالدكتوراه، وكانت رسالته أول رسالة تناقش علانية في ظل نظام الشيخ المراغي.
وقد أدرك شيخنا أكابر علماء الأزهر، منهم: شيخ الأشياخ العلامة محمد بخيت المطيعي،
وشيخ المالكية في وقته الشيخ محمد عبد الفتاح العناني، والشيخ حسين البيومي، والشيخ يوسف المرصفي، وغيرهم رحمهم الله أجمعين.
وكان بينه وبين الشيخ محمد زاهد الكوثري -رحمه الله- تزاور وصداقة وطيدة، وقد درس على شيخنا وتخرج عليه كبار العلماء في هذا العصر من شتى بقاع الأرض، ومنهم الشيخ عبد الفتاح أبي غدة -رحمه الله تعالى-.
وانتقل شيخنا إلى جوار ربه مساء الجمعة 19/ 9/ 2003م رحمه الله تعالى، وأعلى درجته في عليين، ونفعنا بعلومه في الدارين .. آمين!
وللمناسبة فقد كان للشيخ رحمه الله رواية، فقد ذكر لي أنه يروي عن الشيخ أبي الخير الميداني الشامي، وكانت له رواية عن السيد أحمد بن الصديق الغماري، وكنت قد استجزته فوعد بالإجازة ولكنه لم يوف فقد اخترمته المنية قبل ذلك، وفيما انتفعت به منه من العلوم والآداب الخير الكثير والحمد لله.
والذي جرني إلى هذا الاستطراد اليسير في ترجمة الشيخ هو خطئي -واجب التصحيح- في ذكر سنة مولده، والحمد لله رب العالمين!
¥