[من فتاوى الشيخ مشهور حسن آل سلمان]
ـ[أم العرب]ــــــــ[15 - 12 - 07, 09:44 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
هذه عدة أسئلة منتقاة من فتاوى الشيخ مشهور حسن آل سلمان:
السؤال: ما رأيكم في كتاب فخر الدين الرازي " مفاتيح الغيب "؟
الجواب: كتاب مفاتيح الغيب تفسير الرازي، فسر فيه القرآن، خرج فيه عن منهج السلف في الأسماء والصفات فأول، واختار مذهب الأشاعرة بقوة، ورد كثيراً من الآيات والأحاديث، واستطرد في ذكر الشبه، حتى أنهم قالوا فيه: يذكر الشبهة نقداً، ويجيب عليها نسيئة، يذكر الشبهة ويفصل فيها، ثم يقول الجواب عن هذه الشبهة يأتي فيما بعد، وقد يأتي بعد عشرة أجزاء، فتعلق الشبهة في النفس والجواب لا يبقى على البال، وقد يفصل كثيراً في الشبهة ويردها بكلام موجز، لا يسمن ولا يغني من جوع، استطرد كثيراً في العلوم العقلية، حتى قيل في تفسيره أنه حوى كل شيء إلا التفسير، فبإيجاز هو نافع لطالب علم شبعان ريان من علم الشريعة يعرف الأصيل من الدخيل، ويعرف الجيد من الرديء، ويعرف الصحيح من السقيم، أما أن ينشأ عليه طالب العلم المبتدىء في التفسير فلا، والله أعلم ..
السؤال: ما صحة حديث {الخير في وفي أمتي إلى يوم القيامة}؟
الجواب: هذا حديث شاع على ألسنة العوام هذه الأيام، ويقول المحدثون: هذا حديث لا أصل له، فيحرم على الرجل أن يقول قال صلى الله عليه وسلم ويذكر الحديث، فهذا حديث لا وجود له بإسناد في كتب الحديث، وقال الإمام السيوطي في كتابه " الدر المنتثرة في الأحاديث المشتهرة" بعد أن قرر أنه لا أصل له، قال: ويغني عنه قوله صلى الله عليه وسلم {لا تزال طائفة من أمتي ظاهرة على الحق حتى تقوم الساعة} ولو أن الإمام السيوطي رحمه الله، قال: يغني عن هذا الحديث ما أخرجه الإمام أحمد في المسند، من حديث أنس من قوله صلى الله عليه وسلم {أمتي كالمطر، لا يدرى، الخير في أوله أم في آخره} لكان أقرب إلى {الخير في وفي أمتي ... } من {لا تزال طائفة ... } والله أعلم ...
السؤال: هل النافع والضار والعارف والباقي من أسماء الله عز وجل؟
الجواب: لم يثبت نص عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذه الأسماء، لذا فلا يجوز لأحد أن يسمى بها، كعبد الباقي وكعبد النافع وكذلك العارف والضار.
والعلماء يمنعون من إطلاق العارف على الله، أو يقول أحد لما يسأل، فبدل أن يقول الله أعلم يقول الله يعرف، وهذا كلام كفر لا يجوز، لأنه يوجد فرق في اللغة بين العلم والمعرفة، ذلك أن المعرفة يسبقها جهل والعلم لا يسبقه جهل، فإذا قلت: يعرف الله، فلازم ذلك أن يكون الله جاهلاً ثم عرف، فيحرم على المسلم أن يقول، الله يعرف، أو يعرف الله، وينبغي أن يقال: يعلم الله، فالعارف ليست من أسماء الله وقد نصص على جمع من أهل العلم منهم: ابن اللحام في كتابه المختصر ص36، فقال: ولا يوصف سبحانه بأنه عارف، وذكره بعضهم إجماعاً، أما من قالها جهلاً فلا يكفر، ويعذر بها بالجهل، ولكن إن عذر بها بالجهل، فقد لا يسلم من الإثم.
السؤال: كيف يكون الخوارج ضلالاً وهم أصحاب نسك وعبادة؟
الجواب: أما القول بأن الخوارج أصحاب نسك وعبادة، فنعم، فقد وصفهم النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: {سيأتي أقوام يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم وصيامه مع صيامهم يقرأون القرآن لا يتجاوز حلاقيهم} لكن كيف يكون ضلالاً؟ لأن الفساد أصله في أمرين: إما فساد في الإرادة وهذه لما تفسد تقعد صاحبها عن عمل الصالحات، وقد يقع في المحظورات، وإما فساد في التصور، يكون التصور خطأ، فالإنسان يعبد ويجتهد ويكون تصوره لدين الله خطأ، وكما أن النقصان من الطاعات معصية، فإن الزيادة عن الواجب معصية، وفساد الخوارج الذين كفروا علياً ومن معه فسادهم في التصور وفساد التصور أخطر من فساد الإرادة فمن فهم شيئاً في دين الله خطأ وتعدى على الدين، وإرادته سليمة، هذا أخطر على الإسلام والمسلمين ممن فهم الإسلام صواباً، وإرادته فاسدة وتصوره صحيح، فصاحب الكبيرة يزني، يشرب الخمر، ويعترف بالتقصير، ويتوب، أما صاحب البدعة كيف يتوب؟ هو يتصور أنه يعبد الله في هذه البدعة فكيف يتوب منها؟ والخوارج أهل هوى، والخوارج كانوا ينازعون الأصحاب على الحكم، ولذا كفروا الناس، وقد ظفرت
¥