تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[الذكر]

ـ[راجية عفو ربها]ــــــــ[16 - 12 - 07, 03:22 ص]ـ

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم،،، وبعد:

* فإن ذكر الله نعمة كبرى، ومنحة عظمى، به تستجلب النعم، وبمثله تستدفع النقم، وهو قوت القلوب، وقرّة العيون، وسرور النفوس، وروح الحياة، وحياة الأرواح. ما أشدّ حاجة العباد إليه، وما أعظم ضرورتهم إليه، لا يستغني عنه المسلم بحال من الأحوال.

* ولما كان ذكر الله بهذه المنزلة الرفيعة والمكانة العالية فأجدر بالمسلم أن يتعرف على فضله وأنواعه وفوائده، وفيما يلي صفحات من كلام العلامة ابن القيم، نقلناها باختصار من كتابه " الوابل الصيب ". قال رحمه الله:

فضل الذكر

* عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ألا أخبركم بخير أعمالكم وأزكاها عند مليككم، وأرفعها في درجاتكم، وخير لكم من إنفاق الذهب والفضة، ومن أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم، ويضربوا أعناقكم) قالوا: بلى يا رسول الله. قال: (ذكر الله عز وجل) [رواه أحمد].

* وفي صحيح البخاري عن أبي موسى، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (مثل الذي يذكر ربه، والذي لا يذكر ربه مثل الحي والميت).

* وفي الصحيحين عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يقول الله تبارك وتعالى: أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه إذا ذكرني، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم، وإن تقرب إلي شبراً تقربت إليه ذراعاً، وإن تقرب إلي ذراعاً تقربت منه باعاً، وإذا أتاني يمشي أتيته هرولة).

* وقد قال تعالى: ((يَا أَيُهَا الذِينَ آمَنُوا اذكُرُوا الله ذِكْراً كَثِيراً)) [الأحزاب: 41] وقال تعالى: ((والذَّاكِرِينَ اللهَ كَثِيراً والذَّاكِرَاتِ)) [الأحزاب: 35] أي: كثيراً. ففيه الأمر بالذكر بالكثرة والشدة لشدة حاجة العبد إليه، وعدم استغنائه عنه طرفة عين.

* وقال أبو الدرداء رضي الله تعالى عنه: لكل شيء جلاء، وإن جلاء القلوب ذكر الله عز وجل.

* ولا ريب أن القلب يصدأ كما يصدأ النحاس والفضة وغيرهما، وجلاؤه بالذكر، فإنه يجلوه حتى يدعه كالمرآة البيضاء. فإذا ترك الذكر صدئ، فإذا ذكره جلاه.

* وصدأ القلب بأمرين: بالغفلة والذنب، وجلاؤه بشيئين: بالاستغفار والذكر.

* قال تعالى: ((وَلا تُطِعْ مَنْ أغْفَلْنَا قَلبَهُ عَنَ ذِكْرِنَا واتبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمرُهُ فُرُطاً)) [الكهف: 28].

* فإذا أراد العبد أن يقتدي برجل فلينظر: هل هو من أهل الذكر، أو من الغافلين؟ وهل الحاكم عليه الهوى أو الوحي؟ فإن كان الحاكم عليه هو الهوى وهو من أهل الغفلة، وأمره فرط، لم يقتد به، ولم يتبعه فإنه يقوده إلى الهلاك.

أنواع الذكر

* الذكر نوعان:

أحدهما: ذكر أسماء الرب تبارك وتعالى وصفاته، والثناء عليه بهما، وتنزيهه وتقديسه عما لا يليق به تبارك وتعالى، وهذا أيضاً نوعان:

أحدهما: إنشاء الثناء عليه بها من الذاكر، فأفضل هذا النوع أجمعه للثناء وأعمه، نحو " سبحان الله عدد خلقه ".

النوع الثاني: الخبر عن الرب تعالى بأحكام أسمائه وصفاته، نحو قولك: الله عز وجل يسمع أصوات عباده.

* وأفضل هذا النوع: الثناء عليه بما أثنى به على نفسه، وبما أثنى به عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم من غير تحريف ولا تعطيل، ومن غير تشبه ولا تمثيل. وهذا النوع أيضاً ثلاثة أنواع:

1 - حمد , 2 - وثناء. 3 - ومجد.

فالحمد لله الإخبار عنه بصفات كماله سبحانه وتعالى مع محبته والرضا به، فإن كرر المحامد شيئاً بعد شيء كانت ثناء، فإن كان المدح بصفات الجلال والعظمة والكبرياء والملك كان مجداً.

* وقد جمع الله تعالى لعبده الأنواع الثلاثة في أول الفاتحة، فإذا قال العبد: ((الحَمْدُ لله رَبّ العَالَمِينَ)) قال الله: حمدني عبدي، وإذا قال: ((الرَّحْمَنَ الرّحِيمِ)) قال: أثني علي عبدي، وإذا قال: ((مَالكِ يَوْمِ الدّيِنِ)) قال: مجدني عبدي " [رواه مسلم].

* النوع الثاني من الذكر: ذكر أمره ونهيه وأحكامه؛ وهو أيضاً نوعان:

؛دهما: ذكره بذلك إخبارا عنه بأنه أمر بكذا، ونهى عن كذا.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير