تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قال سفيان:من الآدميين مَن لو سمع خمسين حكمة لم يحفظ واحدة منها!!

ـ[طالبة العلم سارة]ــــــــ[01 - 01 - 08, 10:56 م]ـ

قال تعالى: {وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ} [الأنعام:38].

< FONT color=black> قال تعالى: {وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ} [الأنعام:38].

ـ[طالبة العلم سارة]ــــــــ[01 - 01 - 08, 11:26 م]ـ

قال تعالى:

{وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ} [الأنعام:38].

قال سفيان بن عيينة:

ما في الأرض آدميٌّ إلا وفيه شَبَهٌ من البهائم؛ فمنهم مَن يهتصر اهتصار الأسد، ومنهم من يَعْدُو عَدْو الذئب، ومنهم مَنْ ينبح نُباح الكلب، ومنهم مَن يتطوَّس كفعل الطاووس، ومنهم مَن يُشبه الخنازير التي لو أُلقي إليها الطعام الطيب عافته، فإذا قام الرجل عن رجيعه ولغت فيه، فلذلك تجد من الآدميين مَن لو سمع خمسين حكمة لم يحفظ واحدة منها، وإن أخطأ رجل تروَّاه وحفظه.

قال الخطابي:

ما أحسن ما تأول سفيان هذه الآية واستنبط منها هذه الحكمة! وذلك أن الكلام إذا لم يكن حكمُه مُطاوعًا لظاهره وجب المصير إلى باطنه، وقد أخبر الله عن وجود المُماثلة بين الإنسان وبين كل طائر ودابة، وذلك مُمتنِعٌ من جهة الخلقة والصورة، وعَدَمٌ من جهة النطق والمعرفة؛ فوجب أن يكون مُنصرفًا إلى المُماثلة في الطباع والأخلاق.

(انتهى كلامه).

ـ[طالبة العلم سارة]ــــــــ[01 - 01 - 08, 11:34 م]ـ

طهارة النحل وقذارة قوم لوط

يقول ابن القيم: "في النحل كرامٌ عمال، لها سعيٌ وهِمَّة واجتهاد، وفيها لئامٌ كسالى، قليلةُ النفع، مُؤْثِرةٌ للبطالة، فالكرام دائمًا تطردها، وتنقيها عن الخليَّة، ولا تُساكنها؛ خشية أن تُعدي كرامها وتُفسدها".

"وكل نحلة تريد دخول الخلية بعد عودتها يشمُّها البوَّاب ويتفقَّدها، فإن وجد منها رائحة مُنكرة، أو رأي بها لطخة من قذرٍ، منعها من الدخول، وعزلها ناحيةً إلى أن يدخل الجميع، فيرجع إلى المعزولات الممنوعات من الدخول، فيتفقدهن ويكشف أحوالهن مرةً ثانية، فمن وجده قد وقع على شيء مُنتن أو نجس قدَّهُ نصفين، ومن كانت جنايته خفيفةً تركه خارج الخليَّة. هذا دأبُ البوَّاب كلَّ عشيَّة".

وقوم لوط كانوا أحقَر هِمَّةً من هذه الحشرة. قال تعالى: {فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إلا أَنْ قَالُوا أَخْرِجُوا آلَ لُوطٍ مِنْ قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ} [النمل:56].

النمل وبعدُ هِِمَّتِهِ:

والنملة تخرج من بيتها تطلب قوتها وإن بعُدت عليها الطريق، فإذا ظفرت به حملته وساقته في طُرُقٍ مُعوجَّة بعيدة، ذات صعود وهبوط، في غاية من التوعُّر، حتى تصل إلى بيوتها، فتخزن فيها أقواتها في وقت الإمكان. وهي على ضعْفها شديدة القوى، فإنها تحمل أضعاف أضعاف وزنها وتجرُّه إلى بيتها. ولها صِدْقُ الشمِّ، وبُعْدُ الهِمَّةِ، وشِدَّة الحرص. وكلُّ نملة تجتهد في صلاح العامَّة منها غير مُخْتلِسة من الحَبِّ شيئًا لنفسها دون صواحباتها.

المُبدِّلون أخسُّ هِمَّةً من القرود"

ومن عجيب أمر القرد، ما ذكره البخاري في صحيحه عن عمرو بن ميمون الأودي قال: "رأيتُ في الجاهلية قرْدًا وقردةً زنيا، فاجتمع عليهما القرود، فرجموهما حتى ماتا". فهؤلاء القرود أقاموا حدَّ الله حين عطَّله بنو آدم". [شفاء العليل لابن القيم].

أبلدُ من حمار:

قال ابن القيم: "ومن هداية الحمار - الذي هو من أبلد الحيوان – أن الرجل يسير به ويأتي به إلى منزله من البُعد في ليلة مُظلمة، فيعرف المنزل، فإذا خُلِّي جاء إليه، ويُفرق بين الصوت الذي يُستوقف به والصوت الذي يُحَثُّ به على السير". فمن لم يعرف الطريق إلى منزله – وهو الجنة – فهو أبلدُ من حمار!!

فحيى على جنات عدن فإنها منازلك الأولى وفيها المخيم

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير