ـ[محمد الجبلي]ــــــــ[06 - 08 - 2010, 08:57 م]ـ
أنا أفكر إذن أنا موجود
التفكير يؤدي إلى إنتاج والإنتاج يدل على منتِج*والمنتج له حيّز فهو - قطعا - كيان موجود
ليس كل ما يشغل حيزا يفكر وكل ما يشغل حيزا موجود
ـ[محمد الجبلي]ــــــــ[06 - 08 - 2010, 09:12 م]ـ
أديبنا أبا عريش
ههههه
كأنك معي أو كأنك المارد الذي بداخلي ?
فكلمة: "أنا قوي أنا قوي أنا قوي" كانت عندنا في وقت من الأوقات
نكتة نتندر بها في المجالس ? (مع احترامنا لكل الأساتذة و الدكاترة)
كعادتك أديبنا في نصوصك من القوة وفكاهة الأدب ما يرقى بها لمصاف
الأدب الساخر الهادف
تقبل مروري
مع ودي وتقديري
أهلا بك أيها الباز
حضرت مرة دورة تدريبية إجبارية عن العصف الذهني وكان المدرب (المحاضر الذي لا أعلم لم صار مدربا للعقول التي ليست بحاجة لرفع الأثقال) يتحدث ويدرب بخجل وعلى استحياء وقد كنا خمسة متدربين وكان الرجل لطيفا جدا والجلسة طويلة 3 ساعات يوميا لمدة ثلاثة أيام فكان بعد كل نصف ساعة يأخذ استراحة معنا قد تطول لنصف ساعة ويجلس للدردشة على الطاولة ونشرب الشاي ويأخذ آراءنا في أسلوبه فقلت له يا أستاذ: لم تخرج لنا كل ما عندك ولم تطبق علينا أساليب الإقناع التي تعلمتها فلماذا؟
قال لي: عساك سالم , جلسة الشاي هذه أبرك وأنفع لنا جميعا فقبل أن تقنع شخصا ما برأيك عليك أن تقنعه بك أولا
يا سلام كلامه جميل جدا أراحني وجعلني أركز معه ونسيت خوفي من المارد الذي سيخرج مني
ـ[نُورُ الدِّين ِ مَحْمُود]ــــــــ[07 - 08 - 2010, 02:42 ص]ـ
أهلاً بك أبا وسن جدداً،
بل هذا هو قمة الرفعة والدليل على وجود الإنسان، أحيي الدكتور رامي وأبا محمد على انضمامها لنفس مصاف تأييد ليس ديكارت فحسب إنما بوجه عام الإنسان ككل، أعيد السؤال في صيغة أخرى، والإطلاق أعم وأشمل من التخصيص فإنه يُعطي للأمور حجمها الكامل، فمثلاً لو قلتُ لكَ أأنت من خرج من البابا الآن، ليس مثلما أقول لك، أنت من خرج من الباب الآن، الأول استفهامي يُفيد الشك والثاني إخباري يُفيد الظن والظن من التأكد، وهنا ننثر السؤال، بالحياة أنعام وجوامد وصوامت كل المخلوقات التي جعلها الله في الكون السؤال إن كانوا جميعاً في صورة واحدة كيف يُمكن التفريق بينهم، في ظل أن القرآن الكريم أفاد بأن "إن هم إلا كالأنعام .. بل هم أضلّ سبيلا" حتّى لو كانت تلك الآية موجهة لسلالة بشرية بعينها، فإن التخصيص هُنا آية للعامة ليحذروا مم وقع فيه غيرهم؛
وهذا يدفعنا للقول الآتي، ما يُميز إنسان عن إنسان أو يجعل هذا الإنسان موجوداً هو عمله وسعيه ودأبه وتفكيره الذي يُثمر نتاجاً يُفيده ويُفيد غيره، أمّا هؤلاء البشر الذين أتوا للحياة ومضوا عنها بلا بصمة، فكيف يستوون بالذي قال أو بالذي يقول أو بالذي يعمل ويقول أنا أفكر أذن أنا أعمل إذن أنا موجود، وهذه هي الفكرة النهائية وجود الإنسان ليس للوجود الجسدي المادي فحسب إنما هو ربطٌ بوجوده المادي الملموس والعقلي الوجداني المحسوس حتى يُصبح إنساناً كاملاً أو ساعياً للكمال " والكمال لله عز وجل وحده "، لهذا نجد الله دائماً يخاطب الإنسان ليس من موقع الإنسان الأممي أو المجتمعي إنما من موقع كإنسان فيقول جلّ شانه " أفلا يعقلون " "أفلا يتدبرون" فصلاحهم أو هديهم مرهون بعقلانيتهم وتدبرهم، لهذا حين أعلن المقبور ديكارت أنا موجود بعد صراع مع التفكير والعمل لم يأتِ بجديد من نفسه، إنما من حقيقة مثلى وضعها الله للإنسان ليُبيّن له الفرق بين كونه " جسد فان فارغ " وبين كونه " جسد فان ذو روح باقية وعقل عمله كامن في التفكير وتفكيره كامن في عمله "
(أنا دخلتُ النافذة فقرأتُ ما بها ولم أر
د على ما بهما من كلمات ونقاش أنا لستُ موجوداً، أنا دخلتُ النافذة فكرتُ وناقشتُ وقلتُ إذن أنا موجود:))
أشكركم على هذا النقاش الصحي،
بورك في الجمع.
ـ[محمد الجبلي]ــــــــ[07 - 08 - 2010, 03:36 ص]ـ
الوجود ليس خاصا بالإنسان والموجودات موجودة سواء أدركنا وجودها أم لا
ما أرده هو أن التفكير ليس شرطا للوجود فالجبال والأنهار والسقف والحجر الذي ضربت بإبهام قدمي فيه قبل قليل وأخرجت جزأه المدفون من الأرض
كل هذه موجودات ولا تفكر
ـ[نُورُ الدِّين ِ مَحْمُود]ــــــــ[07 - 08 - 2010, 03:51 ص]ـ
معك في هذا ولا ضير، ما يُعنى هو أن الوجود نوعان، واحدٌ بدليل الثاني ببديل، أما الأول فهو الذي لا يحتاج معه رأي كما ذكرتَ متفضلاً أن كل الخلائق موجودة ولا تفكر وقد يكون الإنسان مثلهم لا يحتاج شهادة ليثبت وجوده، ومن هنا نستطرد الأمر الثاني ألا وإنَّ، ما يعنيه ديكارت وحسب فهمي المتواضع، أنه لا يقصد الوجود العدمي المُطلق إنما قصد الوجود البرهاني الدليل، وكما أشرتُ لك سابقاً، كم قارىء حضر نافذتك ولم يرد إذن هو غير موجود، لكن لو رد مثلما فعل الأساتذه هُنا لكان موجوداً مثلهم، هذا هو الامر، تلخيصاً هو يقول أني لو أفكر وأعمل إذن أنا لوجودي معنى، ولا يعني أن نصّه لم يُشر إلى هذا ولكن أحياناً من بلاغة المُبدع أن يتبع في حواره لغة الحذف كما تعرف وهي لغة تدل على كبير فيحذف الحشو الحواري وهذا لا يخفى عليك، فمثلاً لو سألتني وقلتَ لي، كيف حالك يا نور الدين، لإجابتي عليك يتطلب أمرين إسهاب غير بلاغي وإسهاب بلاغي هذا أولا أو رد بلاغي دون إسهاب أو رد غير بلاغي دون إسهاب، هذا هو المُراد بقول ديكارت أنه اختزن كل ما يُمكن قوله في أن حقيقة وجوده مرهونة بعمله ونفعه لغيره وللناس، ولهذا الفلاسفة فلاسفة والأدباء أدباء والشعراء شعراء، وكما تعلم أن المُبدع بوجه عام في أي تخصص كان، هو الذي يحول الألف كلوم إلى لغة أدبية وهذا هو الشاق على غير غير المبدع فهو لو امتلك عشرة الالاف كلمة فلن يستطيع تحويلها إلى لغة أدبية ببساطة لأن قريحته غير إبداعية، وهذا القول تجده في بلاغة النظم القرآني.
¥