وأما أبو الهذيل فكفء كريم وسيد مفضال وإن استجرت به فلا يعاب من إلى المجد لجأ فقال جده: قبحت وقبح ما أتيت به من رأي , فإن السيد لا يرد على السوء بسوء , أراكما أنت وأبو أحمد غلامين يتهاجيان فهات ما قال وقلت فقال الجبلي:
التقيت به في بادية الفصيح في خيمة لأبي الهذيل وكان قد عاد بعد غياب فقال السلمي يرحب بأبي الهذيل:
احطط رحالك فالأشعار مخصبة .... في مربع من فصيح اللفظ قد وطنا
فانه سلمي حل موضعها .... حسنا يبين على أركانها حسنا
اذا يفاخر قوما ضاع فخرهم .... وان سقى الماء ولى عذبهم اسنا
كم عض غر على غيض أنامله .... لما تبصر شعري زاهيا حسنا
فهو الرقيق إذا ما مس جانبه .... وإن سطا حاقدٌ ولى له خشنا
صعب المراس إذا وحشت لفظته ... فيسهر الخلق أزمانا ولا زمنا
فأجبته:
من قال للنفس قد أحسنت يا سلمي = فقد أساء فلا تستكثر الحسنا
والغر يا سلمي إذا رأى لا يرى = منا العقول فنغريه ليغبننا
فلا يغرك ملحيات ملمسها = فالسم في نابها للموت محتقنا
صعب المراس أراك لست تعرفه = فلا تقل قبل أن تجرب الحزنا
وحشيكم قد خبرناه ونعرفه = فلا تظنن أن اللفظ يفحمنا
لقد فتنت به فتى وأعجبني = وكم هزمنا به أمثالكم زمنا
ونضج تجربة يكفيك عن نبش ما = طوته كتب الردى عمدا لتفحمنا
وما عجزنا ولكن المبيت على = استقصاءه يا صديقي ليس يعجبنا
فقال جد الجبلي: هو منك أشعر وأنت منه أوقر لكنك أجبته فأبنت للناس أنك معني بشعره , ثكلت بنت الحكمي أوليس في الفصيح من هم خير منك , ليرد عليه؟ لا تعودن لمثلها وتتحدث في حضرة من هم خير منك ولا تجيبن عن رفقة لك فإنما إجابتك لن تخرج عن أمرين: إما خير وإما شر , فإن قلت خيرا شاركوك فيه وإن قلت شرا حملته دونهم فإن أردتماه سجال مفاكهة فأنتما وذاك وسيكون أبو الهذيل معكما وإن خرجتما عن مزاحكما فوالذي خلق العرب والعجم ليكونن لي معكما شأن. فكلكم من بني الفصيح
وها أتاكم الخبر , يا معاشر الفصحاء فكلنا بنو الفصيح وأرى فيما أرى ألا يذكرن أحد نسبا فإنها من دعوى الجاهلية وقد قال عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم: دعوها فإنها منتنة
وقد نقول مزاحا لرجل فيراه رجل آخر من قومه فيرى أن الكلام يعنيهم جميعا
ـ[محمد الجبلي]ــــــــ[07 - 10 - 2010, 08:49 م]ـ
ما كان من خبر سيف الدين
قال أبو سهيل: اصابتنا سنة فأتينا الفصيح نقصد بني الإبداع ودخلنا فإذا الجبلي محتب بفناءه وحوله الفصحاء , وكنت يومها غضا فقدمني قومي لأتكلم عنهم فقال: أقدم أي بني لنسمع مقالك ونجيب سؤالك فحدثته فأعجبه حديثي ولولا حاجة يعقوبية لأظهرت له فصاحة لم يعهدها وبعد أن انتهيت قال لي: يا أبا سهيل ما رأيك فيما قاله سيف الدين:فقلت أتقصد قوله:
قد علمت بهكنة المجلل = ضبح الرعيل وارتفاع القسطل
وأنني ذو الصارم المقصل = المشرفي القاضب المخضل
من مبلغ ذاك الفتى المدلل = محمدا أبا العريش الجبلي
بأن سيفا آكل المُخلل
فقال: نعم
فقلت: إن أجبته فقد أجبت ما يريد وهل يريد إلا أن تجيبه ليسار بشرك مع الركبان وتكتبه الكتب لآخر الزمان؟
دعه سيدفنه الدهر ولن يذكره كتاب محاسن أهل العصر , فإنني رأيت في منامي أن قوما بعدنا سيكتبون كل ما نقول وأخبرت سيف الدين بذلك فقال: وكيف السبيل إلى وضع أسمائنا في أساطيرهم فقلت له اعمد لرجل مشهور ثم قل فيه فيجيبك ويحفظ بذكره ذكرك فتكون كالعليق تسقى الورود فيشرب معها , ولم أعلم أنه اختارك واستحب أشعارك ,
فقال نعم الرأي أحسنت ثم أداني منه وأجلسني مكانه وأمرني عليهم جميعا , فقام رجل من آخر المجلس فقال: أجبه يا جبلي تحسن إليه ومثلك للإحسان أهل.
فقال الجبلي
قد علمت بهكنة المجلل = ضبح الرعيل وارتفاع القسطل
وأنني ذو الصارم المقصل = المشرفي القاضب المخضل
من مبلغ ذاك الفتى المدلل = محمدا أبا العريش الجبلي
بأن سيفا آكل المُخلل = يريد ذكرا في كتاب الأول
فقام يهجو بالكلام الجبلي = فلم يجب أويكل المخلل
وكان في التهامه المعجل = يشعر في المريء طعم حنظل
واضربت أمعاؤه لتسهل =: d
ـ[محمد الجبلي]ــــــــ[07 - 10 - 2010, 08:53 م]ـ
رمن لي بمثل اللوذعي العنزي .... من قشعم صمحمح ضمعز
في يوم حرب سالم بن جحرز ... وجاره ذي الفرق المفوز!!!!!!
[/ font][/size][/quote]
لله در سالم بن حجرز = إذ دلكم على الفصيح
¥