تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ما تفضل بالإشارة إليه الزميل العزيز أبو محمد الصاعدي وفقه الله لفت نظري إليه أحد جيراني بعد إحدى الصلوات وقال: سمعتكم في برنامج بينات تذكورن ما في القرآن من حسن التخلص، ويقول: سمعت الدكتور مساعد الطيار يكرر هذا. فهل يليق أن يقال هذا في القرآن؟

فشكرته على حسن نظره، ووعدته بأن أثير هذا الموضوع للنقاش العلمي مع ضيف حلقة الغد في برنامج (التفسير المباشر) وكان الضيف هو الصديق العزيز د. عويض العطوي وهو من أهل البلاغة. وفعلاً سألتُ الدكتور عويض عن الموضوع قبل الحلقة وتناقشنا فيه ولكن كثرت الاتصالات والموضوعات فلم أجد مناسبة للحديث عن (حسن التخلص).

وكما أشار أخي الكريم أبو مالك العوضي وفقه الله فالأمر هو اصطلاح بلاغي لحسن الانتقال من موضوع إلى موضوع، وأكثره في الشعر، ثم تنبه البلاغيون لذلك في القرآن ولم يلتفتوا إلى مثل هذه الدلالات في المصطلح التي لا قد تفهم منه وهي لا تليق بالله سبحانه وتعالى.

وقد وردت لذهني فكرة حينها وهي لماذا لا يبحث باحث موضوع المصطلحات البلاغية التي توهم سوء الأدب مع كلام الله وهي ليست (حسن التخلص) فحسب، بل هناك مصطلحات أخرى مثل (براعة الاستهلال) وإن كان دونه في الإيهام، وغيرها مما لو تتبعه باحث لأفادنا بنتيجة بحثه ثم ينظر أهل البلاغة وهم أهل علم وفضل وعناية كبيرة بالقرآن في البديل المناسب، أو نحو ذلك.

وهذا كله على افتراض صحة هذا التوهم في مثل هذه المصطلحات، وإلا فالأمر واسع إن شاء الله ولم أجد من اعترض على مثل هذه المصطلحات من قبل، ولكن أهل العلم مطالبون بمراعاة أفهام الناس وإزالة أي سوء فهم يعرض لهم بسببها، ولذلك فإنني أقدر كثيراً أي ملحوظات يذكرها لي غير المتخصصين في العلم الشرعي في مقالة أكتبها أو خطبة جمعة ألقيها أو درس أو غير ذلك، لأنني أراهم مرآة لا بد من العناية بها وبالصورة التي تعكسها.

والحديث في هذا ذو شجون .. وليتنا نسمع رأي زملائنا الفضلاء في الملتقى د. عبدالعزيز العمار و د. يوسف العليوي وغيرهم من أهل البلاغة القرآنية.

ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[26 Sep 2008, 03:17 م]ـ

أحسن الله إليكم شيخنا الفاضل

وبمناسبة الحديث عن هذا الموضوع، فقد قرأت لبعض أهل العلم أنه ذكر عدة أوجه في تفسير آية من كتاب الله، ثم قال: (وهذا من مجاز التعقيد)، ولم أقف على أحد من قبل ذكر أن في كتاب الله شيئا من مجاز التعقيد.

وهذا لغز للأعضاء الكرام: يا ترى من هذا العالم الذي ذكر هذا الوجه؟

ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[26 Sep 2008, 03:27 م]ـ

أحسن الله إليكم شيخنا الفاضل

وبمناسبة الحديث عن هذا الموضوع، فقد قرأت لبعض أهل العلم أنه ذكر عدة أوجه في تفسير آية من كتاب الله، ثم قال: (وهذا من مجاز التعقيد)، ولم أقف على أحد من قبل ذكر أن في كتاب الله شيئا من مجاز التعقيد.

وهذا لغز للأعضاء الكرام: يا ترى من هذا العالم الذي ذكر هذا الوجه؟

للأسف يا أبا مالك أن هذه الموسوعات الالكترونية قد قربت البعيد!

لعل من تقصده هو القرافي رحمه الله: حيث قال في كتابه في الفروق.

الباب الثالث: في تعارض مقتضيات الألفاظ.

يحمل اللفظ على الحقيقة دون المجاز والعموم دون الخصوص والأفراد دون الاشتراك والاستقلال دون الاضمار وعلى الإطلاق دون التقييد وعلى التأصيل دون الزيادة وعلى الترتيب دون التقديم والتأخير وعلى التأسيس دون التأكيد وعلى البقاء دون النسخ وعلى الشرعي دون العقلي وعلى العرفي دون اللغوي إلا أن يدل على خلاف ذلك)

ثم قال:

فروع أربعة:

الأول: يجوز عند المالكية استعمال اللفظ في حقائقه إن كان مشتركا أو مجازاته أو مجازه وحقيقته. وبذلك قال الشافعي رحمه الله وجماعة من أصحابه خلافا لقوم. وهذا يشترط فيه دليل يدل على وقوعه وهذا الفرع يبني على قاعدة وهي:

أن المجاز على ثلاثة أقسام:

1 - جائز إجماعا. وهو ما اتحد محمله وقربت علاقته.

2 - وممتنع إجماعا. وهو مجاز التعقيد. وهو ما افتقر الى علاقات كثيرة. نحو قول القائل تزوجت بنت الأمير، ويفسر ذلك برؤيته لوالد عاقد الأنكحة بالمدينة معتمدا على أن النكاح ملازم للعقد الذي هو ملازم للعاقد الذي هو ملازم لأبيه.

3 - ومجاز مختلف فيه وهو الجمع بين حقيقتين أو مجازين أو مجاز وحقيقة فإن الجمع بين الحقيقتين مجاز وكذلك الباقي لأن اللفظ لم يوضع للمجموع فهو مجاز فيه. فنحن والشافعي نقول بهذا المجاز وغيرنا لا يقول به. لنا قوله تعالى: (إن الله وملائكته يصلون على النبي) والصلاة من الملائكة الدعاء ومن الله تعالى الاحسان فقد استعمل في المعنيين بأنه يمتنع استعماله حقيقة لعدم الوضع ومجازا لأن العرب لم تجزه والجواب منع الثاني) .. الخ كلامه.

والشاهد قوله:

2 - وممتنع إجماعا. وهو مجاز التعقيد. وهو ما افتقر الى علاقات كثيرة. نحو قول القائل تزوجت بنت الأمير، ويفسر ذلك برؤيته لوالد عاقد الأنكحة بالمدينة معتمدا على أن النكاح ملازم للعقد الذي هو ملازم للعاقد الذي هو ملازم لأبيه.

والله أعلم ولعلك تزيده شرحاً وبياناً.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير