تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ينبغي للمتكلم أن يتأنق في ثلاثة مواضع من كلامه حتى يكون أعذب لفظاً وأحسن سبكاً وأصح معنى.

الأول: الابتداء لأنه أول ما يقرع السمع فإن كان كما ذكرنا اقبل السامع على الكلام فوعى جميعه، وغن كان بخلاف ذلك أعرض عنه ورفضه، وإن كان في غاية الحسن.

والثاني: التخلص ونعني به الانتقال مما شبب الكلام به من تشبيب أو غيره إلى المقصود مع رعاية الملاءمة بينهما لأن السامع يكون مترقباً للانتقال من التشبيب –أي التنشيط - إلى المقصود كيف يكون، فإذا كان حسناً متلاءم الطرفين حرك من نشاط السامع وأعان على إصغائه إلى ما بعده، وإن كان بخلاف ذلك كان الأمر بالعكس.

قلت: وهو في القرآن الكريم أبرز ما يكون ويقال له: براعة التخلص، حسن التخلص وسيأتي (انظر: براعة التخلص)

والثالث: الانتهاء لأنه آخر ما يعيه السمع ويرتسم في النفس فإن كان مختاراً كما وصفنا جبر ما عساه وقع فيما قبله من التقصير وإن كلن غير مختار كان بخلاف ذلك، وربما أنسى محاسن ما قبله

فصل الخطاب:

*هو عند العلماء قول: " أما بعد " والإتيان بها في الكلام يمهد للانتقال إلى كلام غير الذي كان ماضيا فيه، وهو قريب من " براعة التخلص " (انظرها)، غير أن العلماء لا يدرجون " أما بعد" في براعة التخلص بل يدرجونه في الاقتضاب (انظره فى: الانتقال)

وهو: الانتقال مما افتتح به الكلام إلى المقصود من غير مناسبة. وقد اعتاد الخطباء والكاتبون والمحاضرون من ذوي الاتجاه الديني أن يفتتحوا كلامهم في كل أمر ذي شأن بحمد الله والثناء عليه، ثم إذا أرادوا أن يخرجوا من هذا المقام إلى الفرض المسوق لأجله، فصلوا بينه، وبين الثناء على الله بهذا التركيب المذكور.

* ويطلق مصطلح " فصل الخطاب " على ما هو أعم من " أما بعد " إذ يعنى به وصف المتكلم بكونه قادراً على التعبير عن كل ما يخطر بالبال، ويحضر في الخيال، بحيث لا يختلط شيء بشيء، وبحيث ينفصل كل مقام عن مقام. أفاده الفخر الرازي عند تفسير قوله تعالى: {وَآتَيْنَاهُ الْحِكْمَةَ وَفَصْلَ الْخِطَابِ} (سورة ص: 20) وقال بعده: وهذا معنى عام يتناول جميع الأقسام.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير