تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

يقول تعالى ذكره: (يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) يوفيهم الله حسابهم وجزاءهم الحقّ على أعمالهم.

والدين في هذا الموضع: الحساب والجزاء، كما حدثني عليّ، قال: ثنا عبد الله، قال: ثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس، في قوله: (يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللَّهُ دِينَهُمُ الْحَقَّ) يقول. حسابهم.

واختلفت القرّاء في قراءة قوله: (الحَقَّ) فقرأته عامة قرّاء الأمصار. (دِينَهُمُ الْحَقَّ) نصبا على النعت للدين، كأنه قال: يوفيهم الله ثواب أعمالهم حقا، ثم أدخل في الحقّ الألف واللام، فنصب بما نصب به الدين. وذُكر عن مجاهد أنه قرأ ذلك: "يُوَفِيهمُ اللهُ دينَهُمُ الحَقُّ" برفع الحقّ على أنه من نعت الله.

قال ابن عاشور:

" ومعنى كونهم يعلمون أن الله هو الحق المبين: أنهم يتحققون ذلك يومئذ بعلم قطعي لا يقبل الخفاء ولا التردد وإن كانوا عالمين ذلك من قبل لأن الكلام جار في موعظة المؤمنين؛ ولكن نزل علمهم المحتاج للنظر والمعرض للخفاء والغفلة منزلة عدم العلم. "

ألا يعود بذلك لفظ (الدين) للإسلام.

فقبل هذه الأية يقول الله تعالى:

{إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ} (النور:23)

فالخطاب هنا لأهل الإسلام وهذه أوامر الله تعالى التي شرعها في الدين الإسلامي.

(والرابع: الجزاء - ومنه قوله تعالى (في الفاتحة): (مالك يوم الدين (، وفي الصافات: (هذا يوم الدين (، وفي المطففين:

) الذين يكذبون بيوم الدين (.

قال الدكتور فاضل السامرائي في برنامج لمسات بيانية:

"مالك يوم الدين، لم لم يذكر الدنيا؟

سواء كان مالكا او ملكا فلماذا لم يقل مالك يوم الدين والدنيا؟

اولا قال الحمد لله رب العالمين فهو مالكهم وملكهم في الدنيا وهذا شمل الدنيا. مالك يوم الدين هو مالك يوم الجزاء يعني ملك ما قبله من ايام العمل والعمل يكون في الدنيا فقد جمع في التعبير يوم الدين والدنيا وبقوله يوم الدين شمل فيه الدنيا ايضا.

لم قال يوم الدين ولم يقل يوم القيامة؟

الدين بمعنى الجزاء وهو يشمل جميع انواع القيامة من اولها الى آخرها ويشمل الجزاء والحساب والطاعة والقهر وكلها من معاني الدين وكلمة الدين انسب للفظ رب العالمين وانسب للمكلفين (الدين يكون لهؤلاء المكلفين) فهو انسب من يوم القيامة لان القيامة فيها اشياء لا تتعلق بالجزاء اما الدين فمعناه الجزاء وكل معانيه تتعلق بالمكلفين لان الكلام من اوله لآخره عن المكلفين لذا ناسب اختيار كلمة الدين عن القيامة."

ألا يعود لفظ الدين في الآية بذلك للإسلام؟

(والسادس: الطاعة. ومنه قوله تعالى في سورة التوبة: (ولا يدينون دين الحق (.

وقال ابن قتيبة: لا يطيعونه (.

قال الطبري:

" قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره للمؤمنين به من أصحاب رسوله صلى الله عليه وسلم: (قاتلوا)، أيها المؤمنون، القومَ = (الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر)، يقول: ولا يصدّقون بجنة ولا نار (2) = (ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق)، يقول: ولا يطيعون الله طاعة الحقِّ، يعني: أنهم لا يطيعون طاعةَ أهل الإسلام (3) = (من الذين أوتوا الكتاب)، وهم اليهود والنصارَى."

أليس لفظ (الدين) هنا يعود للإسلام.

(والسابع: العادة. ومنه قوله تعالى في الحجرات: (قل أتعلمون الله بدينكم (.

قال الطبري:

"القول في تأويل قوله تعالى: {قُلْ أَتُعَلِّمُونَ اللَّهَ بِدِينِكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأرْضِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيم (16)}

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير