يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم (قُلْ) يا محمد لهؤلاء الأعراب القائلين آمنا ولمَّا يدخل الإيمان في قلوبهم: (أَتُعَلِّمُونَ اللَّهَ) أيها القوم بدينكم، يعني بطاعتكم ربكم (وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأرْضِ) يقول: والله الذي تعلِّمونه أنكم مؤمنون، علام جميع ما في السموات السبع والأرضين السبع، لا يخفى عليه منه شيء، فكيف تعلمونه بدينكم، والذي أنتم عليه من الإيمان، وهو لا يخفى عليه خافية، في سماء ولا أرض، فيخفى عليه ما أنتم عليه من الدين (وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) يقول: والله بكلّ ما كان، وما هو كائن، وبما يكون ذو علم. وإنما هذا تقدّم من الله إلى هؤلاء الأعراب بالنهي، عن أن يكذّبوا ويقولوا غير الذي هم عليه في دينهم. يقول: الله محيط بكلّ شيء عالم به، فاحذروا أن تقولوا خلاف ما يعلم من ضمائر صدوركم، فينالكم عقوبته، فإنه لا يخفى عليه شيء. "
ألا يعود بذلك لفظ " الدين للإسلام؟
والثامن: الملة. ومنه قوله تعالى [في لم يكن]: (وذلك دين القيمة (، أي: وذلك دين الملة المستقيمة.)
ورد في تفسير الطبري:
"حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله (وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ) هو الدين الذي بعث الله به رسوله، وشرع لنفسه، ورضي به."
ألا يعود لفظ (الدين) بذلك للإسلام؟
(والتاسع: الحدود. ومنه قوله تعالى في النور: (ولا نأخذكم بهما
رأفة في دين الله (.
قال الطبري:
" وهي رقة الرحمة في دين الله، يعني في طاعة الله فيما أمركم به من إقامة الحد عليهما على ما ألزمكم به. "
ألا يعود (لفظ) الدين بذلك للإسلام؟
(والعاشر: العدد. ومنه قوله تعالى في سورة التوبة: (منها أربعة حرم ذلك الدين القيم (، أي: العدد الصحيح.)
ورد في تفسير الطبري:
16684 - حدثنا موسى بن عبد الرحمن المسروقي قال، حدثنا زيد بن حباب قال، حدثنا موسى بن عبيدة الربذي قال: حدثني صدقة بن يسار، عن ابن عمر قال: خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع بمنًى في أوسط أيام التشريق، فقال: يا أيها الناس، إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السماوات والأرض، وإن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرًا، منها أربعة حرم، أوّلهن رجبُ مُضَر بين جمادى وشعبان، وذو القعدة، وذو الحجة، والمحرم. (1)
ألا يعود لفظ (الدين) بذلك للإسلام؟
(وقد ألحق بعضهم وجها حادي عشر فقال: والدين: القرآن. ومنه
قوله تعالى: (أرأيت الذي يكذب بالدين (.قال الطبري:
"يعني تعالى ذكره بقوله: (أرأيت الذي يكذب بالدين) أرأيت يا محمد الذي يكذّب بثواب الله وعقابه، فلا يطيعه في أمره ونهيه.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل."
ألا يعود لفظ (الدين) بذلك للإسلام؟
(والخامس: الحكم. ومنه قوله تعالى: [في يوسف) ما كان ليأخذ أخاه في دين الملك (.
وإذا ما تقرر سبق ما هو دين (الملك) أليس الإسلام أيضا، فقد قال تعالى:
[وَلَقَدْ جَاءكُمْ يُوسُفُ مِن قَبْلُ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا زِلْتُمْ فِي شَكٍّ مِّمَّا جَاءكُم بِهِ حَتَّى إِذَا هَلَكَ قُلْتُمْ لَن يَبْعَثَ اللَّهُ مِن بَعْدِهِ رَسُولاً كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ مُّرْتَابٌ) [غافر: 34 (
أليس الشك والريبة من صفات المنافقين؟
ولماذا ينافقون إذا لم يكن هناك من يخافون منه كملكهم في ذاك العصر، والله أعلم وأحكم.
ـ[أم الأشبال]ــــــــ[27 Sep 2008, 04:49 م]ـ
جزاك الله خير على هذه المعلومات لا عطر بعد عروس
عفوا لم أنتبه لمشاركتك أخي الفاضل (محب القران) قبلا، ومرحبا، وجزاك الله خيرا.