ـ[مصطفى سعيد]ــــــــ[19 Oct 2008, 08:56 ص]ـ
نوافق علي تجلية المسائل الأخري
ولنبدأ بحكم من لايعمل لأنه لايعلم، أو من يعمل خطأ لأنه مقلد أو لا يعلم
ثم من يعلم ولا يعمل ولا يعلم الآخرين ما يعلم
وأيهما أفضل للمرء أن لا يعلم ولا يعمل .... فسينجو لأنه معذور بالجهل،أم الذي يعلم ولايعمل .... فسيدان لأنه علم، وهذه دعوة لعدم العلم!!!
..... الخ
ـ[خلوصي]ــــــــ[22 Oct 2008, 04:32 م]ـ
حسناً يا سيدي:
نبدأ بالذي بدأتم به:بحكم من لايعمل لأنه لايعلم؟!
سؤالي:
هل حررنا المسائل التي يلزمها ذاااك العلم؟
ثم المقدار من العلم الذي يكفيني؟
ثم صيغة هذا العلم: أيلزم أن يكون بحفظ الأدلة أم يكفي المعنى ... و حسب المسألة؟
...
.......
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[22 Oct 2008, 05:08 م]ـ
جزاكما الله خيرا د. خضر و د. عصام ...
إذن هكذا جاء السياق القرآني!
و لكن مفهوم " العلم " و " الجهل " اليوم صار يقاس فقط بقدرة المرء على التأصيل و الاستنباط ... أو بمعرفته للفتاوى أي في الأمور التي اصطلح عليها ب " الفقه " ... أو .... ما هو معروف مما تعلمونه من إطلاقهم ألفاظ " العلم الشرعي " و " الفقه " ... و ضرورة طلب " العلم " بهذا المفهوم الضيق " الاصطلاحي " الذي لا يحسنه إلا فئة من الناس و ليس بالضرورة أن يتوفر عليه الدعاة المخلصون مثلاً؟!
فمثلا ثمة دعاة يركزون على الدعوة الفطرية في إيقاظ التوحيد الفطري في قلوب الناس و الكلام السهل في التفاعل مع أسماء الله الحسنى ... و ما يستتبعه من الكلام في ثواب الله و عقابه و الخوف و الرجاء .... إلخ مما لا يحتاج تلك الدراسة التي تخوّل صاحبها حيازة لفظ " طالب العلم " .... و هي أصلاً المقصود - كما بيّنتم - من السياق القرآني ... و مع ذلك أطلق ربنا عز و جل عليهم وصف " يعلمون " الذي لم نعد نستعمله إلا لصنف تخصصي هو جزء فقط من المعنى الكلي!! ......
أقول ثمة دعاة هذا شأنهم مع أن شأنهم هذا من أجل الشؤون ... و مع ذلك يصد " طلاب العلم " الناس عنهم! و في الحقيقة هم يصدون عن سبيل الله و هم لا يشعرون ... ! مع عظم حاجة الناس إلى هذا اللون من الناصحين الصادقين؟!!
بارك الله فيكم ... و أشكركم على التجاوب الذي أرجو أن يقود إلى تجلية هذا المفهوم تجلية كبيرة ترد الأمور إلى نصابها و تجدد للحقائق الشرعية جلوتها.
.
أخي الحبيب:
هذا الأمر ذو شعَبٍ لا ينبغي إجمالها أو اندراجها في جزئيةٍ واحدة ,فالآية عنوان الموضوع لم تأت بالثناء على الدعاة الذين وصفتهم ,ولا أحسب طالبَ علمٍ يصد عن سبيل الله بالتحذير ممن يوقظ توحيد الله الفطري في النفوس وتفاعلهم مع معاني ومدلولات أسماء الله الحسنى.!
لكن:
هناك فئةٌ قليلةٌ بحمد الله حسبوا -ونحن في عصر السرعة - أنّ التحليق في الأجواء العلمية والدعوية - بإتقانٍ وتمكّن - أمر متاحٌ لكل من تحلق حوله عددٌ من المعجبين مهما كانت بضاعته علماً وعملاً مزجاة, ومهما كانت نوعية جمهوره.!
فنحن بلا شك بحاجة إلى العباد القُوّام الذين تنتصب أقدامهم لله ولو كان أحدهم لا يكاد يبين , لكننا أغنياء بالعلماء وطلبة العلم عن مهرّجي هذا العصر ممن أقْحِموا في الدعوة , وتكلموا في أمر العامة واقتحموا حياض الفتيا والتوجيه بلا علمٍ ولا هدى ولا كتاب منير.
وأولاء أحسبُ أنهم ممن تجب مناصحته أن يرفق بنفسه ,خصوصاً إذا أقعدته الشهرة عن طلب العلم والسؤال عما يستقفل عليه من أمور دينه.
ولقد تسبب بعضهم في شماتة الأعداء بالدين والعلماء ,حين تأملوا وأذاعوا ونشروا مقاطع مسجلة من هذا التهريج الفاضح ,وخلعوا صفات وأفعال وسذاجة أولئك على كل العلماء والمربين في الأمة.!!
فمتى كان الداعيةُ يقلد أصوات الحيوانات والسيارات ليضحك الناس دعوةً إلى الله , ولماذا يصر صاحب تلك الموهبة على أن يكون "شيخاً" وأمامه مجالات التمثيل والإنشاد التي لا حرجَ في تنمية وإبراز تلك الموهب عبرها.
ومتى كان الداعية حين تطلبُ منه محاضرة يشترط على المضيفين المحسنين الظنّ به تذكرة سفر له ولمرافقيه على الدرجة الأولى ,ومأكولات بحريةً ,وفندق من نوع كذا وكذا, كما يصنع الممثلون واللاعبون تماماً ناسياً هذا الصنفُ أو جاهلاً بأن كتاب الله نقل عن أئمة الدعوة وهم رسل الله اجتماهم على مبدإ (لا أسألكم عليه أجراً).
متى كان الدعاة إلى الله طلبة العلمِ يجر بعضهم ثوب بعضٍ وينغزه في خاصرته ,ويعيّره بخلقته في نقل وبث حي ومباشر , أمام ملايين المشاهدين ,لتبقى تلك الصورة الشوهاء - التي حسبَ (ناسجها) أنها ستبين سماحة الإسلام ويسرَه - قابعةً في الأذهان وبرهاناً على عدم العناية بالتأصيل والتأسيس الذي لا يوجد إلا في مجالس العلماء وبين أيديهم.!
ولولا مخافة استغلال كلامي من قبل الباحثين عن العثرات واستعماله دليلاً من باب (وشهد شاهدٌ) لذكرتُ من عجائب هذه الفئة ما يندى له الجبين وتتقرح الأكباد ,فحسبنا الله ونعم الوكيل.
ولا يعني ذلك حكر الدعوة والمساهمة في الدلالة إلى السبيل القويم على من بلغ رتبة الاجتهاد , فالدعوة مسؤولية الجميع كل بحسبه , ولكن بالإمكانيات المتاحة وعلى النهج القويم , بعيداً عن العفوية والارتجال المفضيين إلى التعثر والسقوط , والندم حين لا ينفع الندمُ.
¥