تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[عبدالعزيز الداخل]ــــــــ[12 Oct 2008, 09:14 م]ـ

شكر الله للإخوة والمشايخ الفضلاء تعقباتهم وتعليقاتهم النافعة.

(والسياق يدل على المراد دلالة بينة، فهو دليل خاص، والاستقراء دليل عام، والدليل الخاص مقدم، هذا لو قدر التعارض).

هل قال بعين ما تفضلت به عالم من علماء التفسير أم هو من خاصتكم؟؟

هذا -سلمكم الله- تطبيق لقاعدة أصولية، وهي أن الدليل الخاص مقدم على الدليل العام

وهي قاعدة مهمة ولها تطبيقات كثيرة في عدد من العلوم

والأدلة العامة أنواع كثيرة وتختلف باختلاف العلوم، وضابطها أن تشمل دلالة الدليل العام حكم المسألة من غير نص عليها، ويكون الاستدلال صحيحاً موجباً للحكم ما لم يعارض بدليل خاص.

فعلى سبيل المثال: في بعض أبواب الفقه يستدل بعض الفقهاء بالبراءة الأصلية -وهي دليل عام- على نفي إيجاب حكم من الأحكام، فإذا ورد دليل صحيح صريح الدلالة على إيجاب ذلك الحكم فالواجب الأخذ بالدليل الخاص لأنه يخصص دلالة الدليل العام.

والأدلة العامة أنواع كثيرة وتختلف باختلاف العلوم فمن الأدلة العامة في مسائل الفقه: مقاصد الشريعة، والقواعد الفقهية، والاستصحاب، وغيرها

والاستقراء من الأدلة العامة، التي يؤخذ بها في عدد من العلوم وهو دليل معتبر ما لم يعارض بدليل خاص.

والذي أردت بيانه أن أوزان جموع القلة (أفعل، وأفعال، وأفعلة، وفعلة) قد علم بالاستقراء دلالتها على القلة في شواهد كثيرة في القرآن الكريم وفي الحديث الشريف وفي كلام العرب.

فهذا من حيث الأصل لا ينبغي أن ينازع فيه، ولكن وردت أمثلة كثيرة وردت فيها بعض أوزان القلة في مواضع يأبى السياق أن يراد بها القلة، ولذلك قال بعض اللغويين بأن جموع القلة تنوب عن جموع الكثرة، وجموع الكثرة تنوب عن جموع القلة، وسبق ذكر بعض من قال به.

وهذا القول وإن كان له ما يعضده إلا إنه لا يمكن قبوله بإطلاق.

ولذلك ذهب بعض الحذاق من علماء اللغة إلى وضع قيود للإتيان بجموع القلة في موضع الكثرة

منها: أن لا يكون لتلك اللفظة جمع كثرة أصلاً، فيؤتى بجمع القلة ويؤكد عند الحاجة بما يدل على الكثرة كما في قوله تعالى: (أضعافاً كثيرة).

وعندي أنه ينبغي أن يلحق بها ما كان أصله جمعاً كما في مسألتنا هذه

فإن مفرد (أنعم) ليس (نعمة) وإنما هو (نِعَم)، أو (نُعمى) وكلاهما من حيث القياس صحيح.

و (نِعَم) جمع كثرة لنِعمة.

و (نُعْمى) فيها معنى الامتلاء بالنعم؛

ففيهما دلالة على الجمع، فإذا جُمع هذا الجمع فإنه لا يرجع إلى القلة لأن الجمع يزيده ولا ينقصه.

ولو قلنا بأنها دالة على القلة لكان اللفظ قبل جمعه أدل على الكثرة منه بعد الجمع وهذا باطل.

أضف إلى ذلك أني لم أجد أحداً علماء اللغة المتقدمين، فهم معنى القلة من قوله تعالى: (شاكراً لأنعمه) أو قوله: (فكفرت بأنعم الله).

وأرجو المعذرة على التأخير إذ كنت بين الظعن من مصر والإقامة بأبها والله يتولانا برعايته

تولاكم الله برعايته وأحاطكم بكلأته، وجعلكم مباركين حيثما حللتم.

أخيراً أقول: ما اختلافنا إلا اختلاف رحمة وإثراء ينصبّ كله في خدمة الكتاب العزيز الذي لا تنقضي عجائبه، ولا يشبع منه العلماء ولا يخلق عن كثرة الرد.

والله الموفق

بل هي مذاكرة نافعة استفدنا منها جميعاً، وما خفي علينا علمه أعظم

نسأل الله أن يزيدنا علماً نافعاً، وبصيرة وفقها مباركاً في كتابه الكريم وسنة نبيه صلى الله عليه وعلى آله وسلم.

ـ[أبو المهند]ــــــــ[13 Oct 2008, 12:44 ص]ـ

هذا وبالله تعالى التوفيق، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

ـ[ابن عربي]ــــــــ[13 Oct 2008, 02:40 ص]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه

الآنعم تشمل الحسي كالصحة والمال والخيرات الدنيوية ... وتشمل ما هومعنوي وهو في حق سيدنا ابراهيم كونه نبيا رسولا عزميا

النعمة بفتح النون او بكسرها لا تعني الا الحسيات الدنيوية الفانية

قوله تعالى" وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آَمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ ..... اي كفرت بالرسول الدي ارسله الله اليها =المعنوي =كما لم تؤدي شكر الخيرات الالهية التي تكرم الله بها عليها

والله اعلم

ـ[مصطفى سعيد]ــــــــ[13 Oct 2008, 09:13 ص]ـ

بارك الله فيك د خضر

فمن يكفر بقليل النعم في مكة المكرمة كمن يكفر بكثيرها في غير مكة

هذا حكم إن كان استنباطنا من هذا التفسير لكلمة أنعم هو الشاهد الوحيد له و لا توجد شواهد أخري،فلنتراجع عن هذا الحكم

الأخ عبد العزيز

الاشكال عندنا أن القواعد اللغوية في مثل هذا لا تعطينا الدلالات التامة للكلمات

وعندي أنه ينبغي أن يلحق بها ما كان أصله جمعاً كما في مسألتنا هذه

فإن مفرد (أنعم) ليس (نعمة) وإنما هو (نِعَم)، أو (نُعمى) وكلاهما من حيث القياس صحيح.

و (نِعَم) جمع كثرة لنِعمة.

و (نُعْمى) فيها معنى الامتلاء بالنعم؛

ففيهما دلالة على الجمع، فإذا جُمع هذا الجمع فإنه لا يرجع إلى القلة لأن الجمع يزيده ولا ينقصه.

ولو قلنا بأنها دالة على القلة لكان اللفظ قبل جمعه أدل على الكثرة منه بعد الجمع وهذا باطل.

فهذه كلمة نعمي تشعر أن حالة يكون فيها شخص ما، مثل كلمة ذكري "إنا أخلصناهم بخالصة ذكري الدار " ولا يستساغ جمعها لاقلة ولا كثرة

والأمر يحتاج إلي اجتهاد للخروج بقواعد جديدة غير مسألة جمع قلة وكثرة

وكما ذكرت أن العلماء لا حظوا بالاستقراء أن هناك استثناءات كثيرة ووضعوا شروطا لها

ولكني اري أن وضوح دلالة كلمة أنعم في الآية علي الكثرة لدليل كاف علي أن قاعدة جمع القلة والكثرة غير صحيحة،وكذلك كثرة استثناءاتها

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير