ـ[عبدالعزيز الداخل]ــــــــ[13 Oct 2008, 04:16 م]ـ
الأخ عبد العزيز
الاشكال عندنا أن القواعد اللغوية في مثل هذا لا تعطينا الدلالات التامة للكلمات
فهذه كلمة نعمي تشعر أن حالة يكون فيها شخص ما، مثل كلمة ذكري "إنا أخلصناهم بخالصة ذكري الدار " ولا يستساغ جمعها لاقلة ولا كثرة
حياك الله أخي مصطفى، وبارك فيك.
(ذِكرَى) مكسورة الفاء، وتجمع جمعاً صحيحاً على ذكريات، وهذا الجمع شاع في العصور المتأخرة، ولا أعرف له شاهداً مسموعاً، لكن قياسه على ما ذكرت.
وجموع التصحيح صالحة للقلة والكثرة.
والأمر يحتاج إلي اجتهاد للخروج بقواعد جديدة غير مسألة جمع قلة وكثرة
وكما ذكرت أن العلماء لا حظوا بالاستقراء أن هناك استثناءات كثيرة ووضعوا
أحسنت بارك الله فيك، وقد قام السيوطي في كتابه المزهر في علوم اللغة بمحاولة جيدة لجمع المباحث اللغوية وتصنيفها.
والحاجة ماسة إلى القيام بمشاريع علمية لجمع كلام الأئمة في المسائل اللغوية وتصنيفه وترتيبه وتحريره
وأرى أنه لو فُعل ذلك لكان فيه خير عظيم
وأنا أدعو إلى قراءة مقدمة الأستاذ الجليل محمد عبد الخالق عضيمة رحمه الله لكتابه (دراسات لأسلوب القرآن الكريم)
وكذلك تقريظ الأستاذ محمود شاكر له.
فلعله يتضح ما يُحتاج إليه عند القيام بمثل هذه الأعمال من جهد مضن ووقت كبير وتأهل علمي سابق.
وما يرجى من ثمرات هذه الأعمال الجليلة، وأثرها المتعدي على تحرير البحوث العلمية وتجويدها.
فقد مكث –رحمه الله- في تأليفه خمساً وأربعين سنة، ومع ذلك فاتته بعض المباحث
وقد رجعت له في مسألتنا هذه فلم أجده تناولها إلا باقتضاب شديد.
وأنا يؤسفني قلة رجوع الباحثين لهذا الكتاب الجليل وتكرار أخطاء تداولتها كتب العربية نبه الشيخ عليها في كتابه، ولا زال بعض الباحثين يكررونها في بحوثهم.
وأذكر أنه جرى بيني وبين الشيخ مساعد الطيار –حفظه الله- نقاش قبل تسع سنوات حول الاستفادة من هذا الكتاب، وذكر لي قلة رجوع الباحثين له وقلة استفادتهم منه رغم جلالة هذا الكتاب وعظيم نفعه، وعزا ذلك إلى كبر حجم الكتاب وكثرة تقسيماته، وأنه إذا كثرت الشواهد رمز للآيات بأرقامها وأرقام السور.
وخرجت من عنده وأنا عاقد العزم على القيام بمشروع علمي لتقريبه وخدمته
وتتميم بعض مباحثه ودعوة المختصين للمساهمة في ذلك.
ولا زلت إلى الآن أرجّي تنفيذ ما عزمت عليه، والله المستعان.
ولكني اري أن وضوح دلالة كلمة أنعم في الآية علي الكثرة لدليل كاف علي أن قاعدة جمع القلة والكثرة غير صحيحة،وكذلك كثرة استثناءاتها
أما تقسيم الجموع إلى جموع قلة وجموع كثرة فهذا لا يمكن دفعه من حيث الأصل
وهو أمر مستقر وله تطبيقات كثيرة في علم الصرف وعلم البلاغة وعلم المفردات اللغوية.
لكن الخلاف فيما ورد من أوزان جموع القلة في سياق يأبى أن يراد به إلا الكثرة
وكذلك العكس
كما في قوله تعالى: (ثلاثة قروء) قال الأصمعي: هذا على خلاف القياس.
لأن جمعها على القلة (أقرؤ)
وعلماء الصرف يرون أن ما دون العشرة يجمع جمع قلة
والقُرء: يجمع على قروء وأقراء وأقرؤ
ولذلك اختلفوا في توجيهها على مذاهب في هذه المسألة وغيرها
أما القروء فمن المفسرين من قال جمعت على الكثرة باعتبار كثرة المطلقات
وأجود منه أنه لمراعاة طول أمد الانتظار للمطلقة حتى ترى تلك الأقرء قروءاً
ومنهم من خرج من هذا كله إلى القول بأن جموع القلة يستغنى بها عن جموع الكثرة والعكس صحيح
ونظير هذه المسألة مسألة نيابة بعض حروف المعاني عن بعض، فمنهم من قال بالنيابة، ومنهم من قال بالتضمين، ومنهم ذهب إلى مذاهب أخر ليس هذا محل بسطها.
والذي خَلَصْتُ إليه بعد بحث عدد من المسائل والنظر في عدد من النظائر
أن ما ورد على أوزان جموع القلة أن الأصل فيه إرادة معنى القلة لدلالة الاستقراء إلا ما دل السياق فيه على إرادة الكثرة، وقد يظهر في بعض الأمثلة لطائف في أسباب العدول والإتيان بجمع القلة في موضع الكثرة، فما ظهر من ذلك –دون تكلف-قلت به، إما نقلاً وإما استنتاجاً.
والله تعالى أعلم.
ـ[الرضا جنة الدنيا]ــــــــ[13 Oct 2008, 07:04 م]ـ
في الحقيقة ليس عندي ما أقوله أو أضيفه فبضاعتي في العلم قليلة
نسأل الله من واسع فضله
لكن الحق أقول أن المرء يتعلم من نقاش أهل العلم كيف يكون النقاش حول المسائل
فالكل يقول مافتح الله عليه بدون تعصب ولا تشدد
والأمر الثاني: رؤية أن السؤال له من البركات ماقد يجهله السائل!!!!
نفع الله بكم وزادكم من واسع فضله وإحسانه وجوده
وألف بين قلوبكم وبارك فيكم ....
ـ[أبو المهند]ــــــــ[13 Oct 2008, 09:41 م]ـ
اللهم آمين