تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وإذا اشتبه أحدهم أن هناك تعارض؛فليتأكد أن شيئا ما خطأ؛سواء في فهم الألفاظ أو في النقل والاسناد؛ ولا يكون التفسير صحيحا طالما أن هناك تعارض؛

ـ[مُتَّبِعَة]ــــــــ[01 Nov 2008, 05:49 م]ـ

هذا مثال جيد

نفسر القرآن بالقرآن

القول -أن الذي يفتح السد- ليس من المأثور لأن القرآن لم يقل أن السد يفتح وإنما قال أنه يدك " قَالَ هَـ?ذَا رَحْمَةٌ مِّن رَّبِّي فَإِذَا جَآءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّآءَ وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقّاً " إذن فالسد يدك ويأجوج ومأجوج تفتح ولذلك فالتاء لها وجه

ويكون التفسير بالمأثور - القرآن بالقرآن -صحيحا والتفسير اللغوي أيضا صحيح؛ فلا يتصور تعارضهما

وإذا اشتبه أحدهم أن هناك تعارض؛فليتأكد أن شيئا ما خطأ؛سواء في فهم الألفاظ أو في النقل والاسناد؛ ولا يكون التفسير صحيحا طالما أن هناك تعارض؛

جزاكم الله خيرا ونفع بكم شيخنا الفاضل

...

حول السؤال المُورَد:

الأصل أن المعنى الشرعي يوافق المعنى اللغوي جزئيا أو كليا لأن المعنى اللغوي هو لغة العرب وقد جاء القرآن بلغتهم

وأعني بِـ (جزئيا أو كليا) أن المفردة لغة تحمل أوجها كثيرة من المعاني قد تتضمنها المفردة الشرعية كلها وقد تتضمن بعضا منها وقد تتضمن وجها واحدا فقط، وأحيانا يكون للمفردة الشرعية معنى زائدا على المعنى اللغوي أما أن يتجرد المعنى الشرعي كلية من جميع معانيه اللغوية فضلا من أن يعارضها فلا

نعم قد يتعارض معنى المفردة الشرعية مع المفردة اللغوية بأحد أوجهها المحتملة لمعانيها لغة ولكن لا يمكن أبدا ولا بأي حال أن يُعارض المعنى اللغوي المعنى الشرعي في جميع أوجهه

مثال للموافقة الكلية: مفردة (إفكهم) من قوله تعالى في سورة الأحقاف: " فَلَوْلَا نَصَرَهُمُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ قُرْبَاناً آلِهَةً بَلْ ضَلُّوا عَنْهُمْ وَذَلِكَ إِفْكُهُمْ وَمَا كَانُوا يَفْتَرُونَ "

تدور معانيها لغة بين الإفْك بكسر الهمزة وتسكين الفاء وهو الكذب، وبين الأَفْك بفتح الهمزة وتسكين الفاء وهو الصرف عن الشيء، وبين الأفِك بفتح الهمزة وكسر الفاء وهو الانقلاب

وكل هذه المعاني محتملة للمعنى الشرعي وهو أن تكذيب مشركي مكة النبي وكذبهم عليه صلى الله عليه وسلم قد صَرَفَهُم عن التوحيد فانقلبوا من بعد تصديقهم إياه وتسميتهم له " الصادق الأمين " إلى الكفر والتكذيب

والله أعلم

ـ[عبدالعزيز الداخل]ــــــــ[01 Nov 2008, 09:15 م]ـ

من الأمثلة التي تحضرني ويمكن أن تكون مثالاً لهذا السؤال:

اختلاف المفسرين واللغويين في معنى قوله تعالى: (بل ادارك علمهم في الآخرة)

فالأقوال المروية عن السلف فيها نحو عشرة أقوال

واختلاف من بعدهم متفرع عليها ترجيحاً وتضعيفاً، وزاد بعضهم أقوالاً هي من باب التفسير باللازم لأنهم رأوه أسلم ويفهم منه المراد على وجه الإجمال

حتى قال ابن عاشور: كثر اضطراب المفسرين واللغويين في تفسير هذه الآية

ثم ذكر وجهين في تفسيرها، هي على ما وصفت.

وعند التأمل نجد أن تلك الأقوال المروية عن السلف ترجع إلى المعاني اللغوية لمعنى الإدراك

فالإدراك والتدارك في لسان العرب يطلق على ثلاثة معان:

المعنى الأول: لحوق الشيء بالشيء ووصوله إليه، وهذا هو المعنى المشهور حتى جعله ابن فارس أصل استعمالات هذا الجذر

وهذا اللحوق يكون في الأمور الحسية والمعنوية

فمثال الأول: قوله تعالى: (لا تخاف دركاً) وقوله: (قال أصحاب موسى إنا لمدركون)

ومثال الثاني: (لولا أن تداركه نعمة من ربه)

والمعنى الثاني: الاستواء والتمام

والمعنى الثالث: الذهاب والاضمحلال

فالمعنيان الثاني والثالث من الأضداد، وحكاهما كذلك ابن سيده في المخصص

والمعنى الثاني صحيح في لسان العرب ولا خلاف فيه بين اللغويين، ومنه: أدرك الغلام والجارية، إذا بلغا

وأدركت الثمار إذا نضجت

ويقال: أدرك علمي في كذا، إذا أحطت به علماً

قال الأخطل:

وأدرك علمي في سواءة أنها = تبيت على الأوتار والمشرب الكدر

وبه فسر قوله تعالى: (حتى إذا أدركه الغرق) أي: بلغ به كل مبلغ

وفسر بالمعنى الأول للإدراك، والثاني أبلغ

وأما المعنى الثالث: فوقع فيه التنازع بين اللغويين

فحكاه أبو المظفر في كتاب الخليل، وذكره ابن سيده في المخصص واستدل له بأنه بلوغ الدرْكِ، وهو أقصى قعر الشيء.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير