تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وهذا المعنى أنكره أبو منصور الأزهري في تهذيب اللغة، وتبعه بعض من لم يعرف هذا الاستعمال في لسان العرب.

والأقوال المروية عن السلف في تفسير هذه الآية راجعة إلى هذه المعاني اللغوية

لكنها زادت بتأثير التركيب هل هو للاستفهام الإنكاري أو للتقرير

وكذلك باختلاف القراءات فيها

فالقراءات المتواترة فيها: قراءتان: الأولى: ادارك

والثانية: أدرك

والشاذة: نحو عشرين قراءة، عدد بعضها ابن عطية والكرماني وغيرهما

وكذلك بمعنى (بل) في الآية

والشاهد من هذا المثال: أن المعنى الثالث اختلف فيه اللغويون بين مثبت وناف

وهو مروي عن ابن عباس وعبد الرحمن بن زيد وقتادة

والخلاصة:

1: أن التفسير بالمأثور منه ما يصح من جهة الرواية، ومنه ما لا يصح.

2: أن مفهوم السلف يقع على من كان في عصر الاحتجاج ومن تبعهم من العصور المتقدمة.

فما كان مروياً عن السلف الذين هم في عصر الاحتجاج فكلامهم حجة في اللغة، وهو أولى من الاحتجاج بالأشعار التي لم يبلغ ثبوت نسبتها مبلغ ثبوت هذه الآثار بالأسانيد الصحيحة.

3: أن اللحن في الرواية وارد، وهو سبب لورود الخطأ والاختلاف، وهذا مبحث من مباحث علل الأحاديث فيما إذا لحن الراوي في مرويه، وذلك يكشف بجمع الطرق.

كما في حديث: (إذا جاءكم كريمة قوم فأكرموه) وحديث: (ليس من ام بر ام صيام في ام سفر)

4: أن مسائل اللغة منها مسائل بينة جلية هي محل اتفاق بين علماء اللغة، ومنها مسائل دقيقة يختلفون فيها بأنواع من الاختلافات، إما في ثبوت الاستعمال أصلاً، أو إثبات بعض المعاني دون بعض

وهذا الخلاف شأنه شأن أي خلاف في العلوم الأخرى كالتفسير والحديث والفقه يطلب الترجيح فيها بين الأقوال المتعارضة إذا لم يمكن الجمع.

5: أن المعاني اللغوية وإن ثبتت بطريق صحيح فلا تقتضي أن تفسر الآية بها.

فالتفسير بالاحتمال اللغوي لمعنى اللفظة إذا عارض ما هو أولى منه فإنه يرد، فإذا قام دليل من القرآن أو السنة أو الإجماع على تخصيص أحد الاحتمالات اللغوية لم يجز تفسير الآية بغيره من الاحتمالات وإن كانت صحيحة الإطلاق من جهة اللغة.

6: أن التعارض التام بين قول مجمع عليه عند أهل اللغة في تفسير آية، وقول متفق عليه بين المفسرين= لا يقع أبداً

وأهل اللغة إنما يتلقون المعاني اللغوية في التفسير عما روي عن السلف في تفسيرها، وما بلغهم بالرواية من كلام العرب، والأول عندهم أوثق من الثاني.

والله تعالى أعلم.

ـ[مصطفى سعيد]ــــــــ[03 Nov 2008, 02:03 ص]ـ

5: أن المعاني اللغوية وإن ثبتت بطريق صحيح فلا تقتضي أن تفسر الآية بها.

فالتفسير بالاحتمال اللغوي لمعنى اللفظة إذا عارض ما هو أولى منه فإنه يرد، فإذا قام دليل من القرآن أو السنة أو الإجماع على تخصيص أحد الاحتمالات اللغوية لم يجز تفسير الآية بغيره من الاحتمالات وإن كانت صحيحة الإطلاق من جهة اللغة.

هل هناك مثال

لا أفهم كيف تثبت المعاني لغويا ثم تكون احتمال لأن المسألة ليس كما قالت الأخت تدور معانيها لغة بين الإفْك بكسر الهمزة وتسكين الفاء وهو الكذب، وبين الأَفْك بفتح الهمزة وتسكين الفاء وهو الصرف عن الشيء، وبين الأفِك بفتح الهمزة وكسر الفاء وهو الانقلاب

وكل هذه المعاني محتملة للمعنى الشرعي

لأن هذه كلمات مختلفة وليست معاني محتملة لكلمة واحدة

ولذلك أفهم أنها إن ثبت معني لكلمة فإن هذا يقتضي أن تفسر الآية بها

ـ[مُتَّبِعَة]ــــــــ[03 Nov 2008, 03:35 ص]ـ

لا أفهم كيف تثبت المعاني لغويا ثم تكون احتمال لأن المسألة ليس كما قالت الأخت

تدور معانيها لغة بين الإفْك بكسر الهمزة وتسكين الفاء وهو الكذب، وبين الأَفْك بفتح الهمزة وتسكين الفاء وهو الصرف عن الشيء، وبين الأفِك بفتح الهمزة وكسر الفاء وهو الانقلاب

وكل هذه المعاني محتملة للمعنى الشرعي

لأن هذه كلمات مختلفة وليست معاني محتملة لكلمة واحدة

شيخنا الفاضل: مثالي كان حول معنى كلمة واحدة فقط لا ثلاث وهي (إفكهم) هل تعود إلى: إِفْك أم أَفْك أم أَفِك

فلوحِظ أن المعاني كلها يحتملها اللفظ دون تزاحُمٍ بينها، ففُسِّرَتْ الكلمة بمعاني الجميع

ويؤيد هذه المعاني القراءات الأخرى التي جاءت عن السلف؛ فقرأ ابن عباس (أَفَكَهُم) على الفعل بمعنى صَرَفَهُم، وقرأ عكرمة (أَفَّكَهُم) بتشديد الفاء على التأكيد بمعنى قَلَبَهُم عما كانوا عليه من النعيم، وكلها معاني صحيحة بذاتها واللفظ يحتملها وقد وردت عن السلف

ولذلك أفهم أنها إن ثبت معني لكلمة فإن هذا يقتضي أن تفسر الآية بها

دائما يقال: الأصل أن تُفَسَّر معاني القرآن بالقرآن نفسه وبالسنة ثم بأقوال الصحابة ثم بأقوال التابعين على تفصيل ليس هو محل الموضوع، ثم يأتي التفسير باللغة وأشعار العرب إن عُدِمَتْ المصادر الآنفة الذكر، فتُفَسَّر المعاني الشرعية بالمعاني اللغوية الصحيحة بذاتها والغير مصادِمَة للنصوص والمحتملة لمعنى النص في سياقه

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير