تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

من حيث المبدأ او المنطلق فالموضوع قيّم كونه نداء نحو التاصيل، فهل كان صاحب ذلك النداء موفقا فنجد لديه التاصيل ام سوف يخيب ظننا؟، فما احوجنا الى التجديد وما احوجنا الى التاصيل، فلانكاد نجد اصيلا في الغالب من الادبيات التي تتناول القرءان ولكن نجد التقهقر والتهويم والتبديل في ابسط وجل المفاهيم ناهيك عن كبيرها،

ونكاد لانجد تاصيلا من احد، بل لانرى سوى التهويمات واجترار ماقد مضى واضفي على الاصيل فحجب اصالته ومن ثم طمسه باضفاء الذي ليس منه، بل نرى الاصرار على الفروع والزعم بانها اصل والتي تتخذ منحى موغلا في الخلط والانحراف، وحيثما تحدثنا عن التاصيل واعادة القراءة والبحث لم نجد سوى الاعراض والتجاهل والصدود المريب، بل واشد الربية، فكأن لسان حالهم يقول ذرونا نكن مع الخوالف، او نقعد مع القاعدين ونقعِّد بغير ما يأذن به الله، فلا نرى غير كثيبا مهيلا من الاوهام او سرابا يحسبه الضمئان ماء حتى اذا جاءه لم يجده شيئا ووجد الله عنده فوفاه حسابه،

وحيثما اشرنا الى مواطن الخلل والضعف نجد تسترا عليها واصرارا مريبا، فكأنما الامر هو خوفا على عورة ان تنكشف، وماهي بعورة، وما للقرءان او للاسلام عورة، وانما عورة المنهج الاعوج الضال المضل الذي يفتأ مستمسكا بما وجدنا عليه اباءنا،

فاذا كان اللسان هو الة تعبير القرءان، وهو في نفس الوقت والنتيجة الة الفهم للذي يتلقى القرءان وعلومه وايحاءاته، كان لزاما واشد خطرا تاصيل مفاهيم صيغه تاصيلا ذاتيا ودقيقا ومن ذات القرءان ليكون من ذات اللسان وتجاوزا واستبعادا لشَرك الوقوع في الغلط والتحريف، بل يتجاوز اللزوم الى تجنب الوقوع في الاشد نكرا والذي يستوجب غضب الرب وهو تحريف الكلم عن مواضعه ونسيان حظا مما ذكروا به،

لكننا لانجد سوى استعلاء وتهربا للكبار من الصغار ومن " الاوحد " صدودا عن " كل احد "،

فبزعمهم ان النبي الرسول محمد وظفه الله لبيان القرءان، ولكنهم تراهم يانفون من هذه الوظيفة لانفسهم وتراهم يشتغلون بالتقعيد والتقييد والاحتكار لفهم ما انزل الله، فليس الله كلّف رسوله ببيان القرءان، ولاهم بينوا وفسروا اعجميتهم ولاهم تركوا القرءان وعربيته التي لاتحتاج الى بيانهم وتفسيرهم وتقعيدهم، ولاهم اعانوا خلق الله على فك اعجميتهم كي يقرأوا عربية القرءان،

وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَتَمَ شَهَادَةً عِندَهُ مِنَ اللّهِ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ} البقرة140

{فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِندِ اللّهِ لِيَشْتَرُواْ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَّهُمْ مِّمَّا يَكْسِبُونَ} البقرة79

فعود الى الموضوع وملَخص وعرض الدراسة فلي عليها تعقيبين اثنين:

الآخَر؛ هو من حيث التوفيق بذلك التاصيل، فسنرى انه جانبه التوفيق منذ الخطوة الاولى من حيث انه اطلق على عمله مصطلح غير مؤصل وهو " الاخلاق " وترك الاصيل وهو " الخُلق "

والآخِر؛ هو تاصيل " الخُلق " او تاصيل ماهية الخلق في ذات القرءان،

فالخُلُق هو ليس الخَلِق وهو ليس الخليق، والاخلاق جمع للخليق او للخَلِق، ولكن الخُلق ليس مجموع لاحد وانما هو كيان قائم بذات واحدة،

والخُلُق هو؛ " الدين القيم " وهو الصراط المستقيم كما اشار الله؛

{قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ دِيناً قِيَماً مِّلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} الأنعام161

فالقول؛

{وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ} القلم4

اية من كتاب الله المجيد يشير بها سبحانه الى القران العظيم وهو المدح والتنبيه الى عظيم الامر الديني الذي عليه الرسول وتوجيها وارشادا الى الحق دونما ان يكون الموضوع متعلقا برسول الله صلى الله عليه وسلم شخصيا او مدحا له او اطرائا كما يذهب المتشابهون الذين يتخذون ايات الله هزوا،

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير