فهو ليس وصفا لذات رسول الله وانما هو وصفا للقرءان الذي عليه رسول الله اي هو اشارة الى ماجاء به الرسول وليس اشارة الى الرسول ذاته، وهذا الذي قلبه الذين يحرفون الكلم عن مواضعه حين ابدلوا اشارته في تفسيرهم الى وصف رسول الله وليس الى وصف ذات القرءان، فبدلوا اشارته من كونه يشار به الى كتاب الله الى ان يشار به الى وصف ذات رسول الله،
ودليلنا الى ذلك هوكثير من الايات التي تتحدث في نفس الموضوع مثالها قول الله:
{فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّكَ عَلَى الْحَقِّ الْمُبِينِ} النمل79
{فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ} الزخرف43
{أَفَمَن شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِّن رَّبِّهِ} الزمر22
فيتبين جليا تماهي جميع الاشارات الى مشار واحد على الرغم من تعدد الوصف:
خلق عظيم، صراط مستقيم، الحق المبين، نور من ربه،،،، جميعا هي وصف الى مشار اليه واحد هو كتاب الله وليس تعدد المشار اليه، وليس من بينها ان الوصف؛ الخلق العظيم يتجه صوب الرسول محمد عليه الصلاة والسلام،
ويعضد ذلك قول الله:
{إِنْ هَذَا إِلَّا خُلُقُ الْأَوَّلِينَ} الشعراء137
قالاولين هم انبياء الله السابقين وخلق الاولين هي كتبهم المنزلة والتي كفروا بها سابقا ويكفرون بعديلها كتاب الله القرءان،
فهاهم الذين كفروا عرفوا القرءان بانه مثيل ومن جنس خلق الاولين الذي سبق لهم معرفته وهي كتب الله المنزلة، وهي عين اساطير الاولين:
{وَقَالُوا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلاً} الفرقان5
{وَإِذَا قِيلَ لَهُم مَّاذَا أَنزَلَ رَبُّكُمْ قَالُواْ أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ} النحل24
فالمفهوم الاعجمي للخُلُق عندهم انه = الاخلاق، وهي كلاهما عندهم سلوكيات ومثل محددة يتصف بها من يتمثلها، بينما المفهوم العربي للخُلق، والذي نستشفه من ذات القرءان العربي، هو صفةٌ وصفَ الله بها كتابه، فوصْفْ الخُلق جاء لذات القرءان ولجميع ماجاء في القرءان وليس لبعضه،
والخُلق واحدا وليس مجموعا، ولكن الباحث وكاتب الموضوع الذي يعلق عليه ترك الخُلق وجعل مكانها الاخلاق التي هي مجموع خَلِق، فتوهمها مجموعة من الصفات والقيم ودون اخرى، وبهذا فاننا نرى انه لم يوفق للتاصيل منذ الخطوة الاولى في المسير نحو التاصيل، بل انه اسس بنيانه على الشيوع والهوائم من المفاهيم وكذا الصيغ والكلمات، ولو كان موفقا للحقيقة لاطلق عليها مسمى الخُلق بدل اعجمي؛ " الاخلاق "، واذا كان لديه الاصيل والخير من كتاب الله فلماذا استبدله بالذي هو ادنى مما يهيم ويشيع على غير هدى؟
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[23 Apr 2010, 08:57 م]ـ
عندي رسالة مطبوعة حول رسالة دستور الأخلاق في القرآن. آتيكم ببياناتها القدومة التالية إن شاء الله.
ـ[امجد الراوي]ــــــــ[02 May 2010, 06:36 ص]ـ
لو اردنا ان نبرز مفهوم الخلق في القرءان الكريم وبعيدا عن خلط الافهام المختلفة والتنظير واللغو،
فان مثال ذلك؛ لو اراد شخص ان يرسم توجيها او خطة لاخر يدله على الطريق، فان تلك الخطة والارشاد والتوجيه سنطلق عليها مثلا؛ " التوجيه "، او " الخطة "، او " الارشاد "، او اي صيغة تدل على عملية التوجيه،
واما السلوك الذي يتخذه القاصد والمستعين بذلك التوجيه فهو من الممكن تسميته ب " الرشاد "، او " التوجه "، او " القصد "،
وهكذا فان " الخُلُق " هو القيم المسطورة التي يوجه الله بها عباده الى قصد الحق وهي الخطة المسطورة في القرءان الكريم، وهي ليست السلوك والتوجه والرشاد المتمثل في ذلك السلوك - وهذا له مسمى غير الخُلُق - وهنا مكمن الخلط، فدائما يشار الى الخُلُق بالرشاد عند المتحدثين، وانما الخلق هو الارشاد الى الرشاد وليس ذات الرشاد،
وينتج عن ذلك ان القرءان هو ذاته الخلق وليس سلوك الرسول هو الخلق، وانما سلوك الرسول هو الرشاد بذلك الخلق، وبهذا يتبين ان اية الخلق في سورة القلم هي اشارة الى القرءان الكريم وليست اشارة الى الرسول الكريم،
ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ {1} مَا أَنتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ {2} وَإِنَّ لَكَ لَأَجْراً غَيْرَ مَمْنُونٍ {3} وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ {4
} سورة القلم