وسأقوم بعون الله في هذا البحث بعرض تبريرات الإمام مكي في المواضع المذكورة مع عمل مقارنة بين هذا الرأي وبين ما اختارته المصاحف لتمام الفائدة، وكذلك رأي الفريق المخالف لرأيه كلما أمكن، والله المستعان.
(1) "الوقف على كلا وبلى ونعم" للإمام: مكي بن أبي طالب، تحقيق الدكتورأحمد حسن فرحات.
ـ[جمال القرش]ــــــــ[31 Oct 2008, 07:07 ص]ـ
تابع بإذن الله:
القسم الأول
ما يحسن فيه الوقف على كلا بمعنى الردع
ويجوز الابتداء بها على معنى "ألا أو حقًّا" في أحد عشر موضعًا
ويستثنى من ذلك كل موضع كسرت فيه همزة إنَّ بعد كلا فلا يبتدأ فيها بمعنى حقًّا، إنما بمعنى " ألا ".
علامات المصاحف
من خلال استقراء بعض المصاحف لوحظ أن أغلبها وضع علامة "ج" بعد "كلا " في أربعة مواضع وهي: "موضعان في مريم، وموضع في المؤمنون، وموضع في سبأ " وباقي المواضع "صلى" وبذلك تتفق أغلب المصاحف مع رأي الإمام مكي.
الموضع الأول: {سورة مريم: 78: 79}
قال تعالى: ? أَطَّلَعَ الْغَيْبَ أَمِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمَنِ عَهْدًا * كَلاَ* سَنَكْتُبُ مَا يَقُولُ وَنَمُدُّ لَهُ مِنَ الْعَذَابِ مَدًّا?.
يحسن الوقف على معنى الردع، أي: فليرتدع هذا الكافر عن التفوه بمثل هذه المقالة الشنعاء، فإنه لم يطلع الغيب ولم يتخذ عند الله عهدًا.
ويجوز الابتداء على معنى " حقا سنكتب أو ألا".
الموضع الثاني: {سورة مريم: 82}
قال تعالى: ? وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ آلِهَةً لِيَكُونُوا لَهُمْ عِزًّا * كَلاَ* سَيَكْفُرُونَ بِعِبَادَتِهِمْ وَيَكُونُونَ عَلَيْهِمْ ضِدًّا?.
يحسن الوقف على معنى: فليرتدع هؤلاء الكفارعن عبادتهم للأصنام وعن اعتقادهم فيها العزة والنصرة، ويجوز الابتداء على معنى حقا أو "ألا".
الموضع الثالث: {سورة المؤمنون: 99: 100}
قال تعالى: ? حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ* لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ *كَلاَ * إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ?.
يحسن الوقف على معنى فليرتدع هذا الكافر عن طلب الرجوع إلى الدنيا، ويبتدأ على معنى: ألا إنها كلمة، ولا يبتدأ على معنى حقًا لكسر همزة إن بعدها.
الموضع الرابع: {سورة سبأ: 27}
قال تعالى: ? قُلْ أَرُونِيَ الَّذِينَ أَلْحَقْتُمْ بِهِ شُرَكَاءَ* كَلاَ* بَلْ هُوَ اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ?.
يحسن الوقف على معنى: ارتدعو عن زعمكم أن الأصنام شركاء لله، ويبتدأ بها على معنى: ألا بل هو الله، وحقا بل هو الله.
الموضع الخامس: {سورة المعارج {11 - 15}
قال تعالى: ? يَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ * وَصَاحِبَتِهِ وَأَخِيه* وَفَصِيلَتِهِ الَّتِي تُؤْوِيهِ * وَمَنْ فِي الأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ يُنْجِيهِ* كَلاَ* إِنَّهَا لَظَى ?.
يحسن الوقف على معنى: فليرتع هذا المجرم عن تنميه الفداء من العذاب.
ويبتدأ بها على معنى: ألا إنها لظى.
الموضع السادس: {سورة المعارج: {38 - 39}
قال تعالى: ?أَيَطْمَعُ كُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ أَنْ يُدْخَلَ جَنَّةَ نَعِيمٍ* كَلاَ* إِنَّا خَلَقْنَاهُمْ مِمَّا يَعْلَمُونَ?.
فليرجع هذا الكافر عن الطمع في زيادة نعمة الله عليه إنه لم يقدم ما يستحق به هذه الزيادة، ويبتدأ بها على معنى: ألا إنا خلقناهم .. .
الموضع السابع: {سورة المدثر 15: 16}
قال تعالى: ? ثُمَّ يَطْمَعُ أَنْ أَزِيدَ * كَلاَ* إِنَّهُ كَانَ لآيَاتِنَا عَنِيدًا?.
فليرجع هذا الكافر عن الطمع في زيادة نعمة الله عليه، فإنه لم يقدم ما يستحق به هذه الزيادة.
ويبتدأ بها على معنى: ألا إنه كان.
الموضع الثامن: {سورة المدثر {51:54}
قال تعالى: ?بَلْ يُرِيدُ كُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ أَنْ يُؤْتَى صُحُفًا مُنَشَّرَةً* كَلاَ* بَلْ لا يَخَافُونَ الآخِرَةَ * كَلاَ إِنَّهُ تَذْكِرَةٌ?.
فليرتدع هذا الكافر عن إرادته ?أَنْ يُؤْتَى صُحُفًا مُنَشَّرَةً?.
الموضع التاسع: {سورة المطففين: {13 - 14}
قال تعالى: ?إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا قَالَ أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ* كَلاَ* بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ?.
ارتدع أيها المعتدي الأثيم عن رمي آيات الله بأنها أساطير الأولين.
الموضع العاشر: {سورة الفجر 16: 17}
قال تعالى: ?وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلاَهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ* كَلاَ* بَل لاَ تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ?.
فليفهم الإنسان بأن كثرة المال ليست إكرامًا كما أن قلته ليست إهانة.
الموضع الحادي عشر: {سورة الهمزة {3: 4}
قال تعالى: ? يَحْسَبُ أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ* كَلاَ لَيُنْبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ?.
فليرتدع الإنسان عن ذلك الحسبان الباطل، أو جمع المال أو اللمْز أو الهمْز
¥