تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[أبو علي]ــــــــ[19 Mar 2009, 11:31 ص]ـ

من أين أتيت بأن وفاة المسيح كانت شبيهة بالقتل؟

وهل تقرر عندك أن يحي عليه السلام مات قتلاً ولذلك لم تحرف في كتب النصارى؟

وماذا تقول عن ما في كتب النصارى من أن المسيح قد صلب ومات على الصليب؟

أليس عدم صلب المسيح من القضايا التي تفيد الحق؟

ومن قال أن الشهداء يبعثون قبل يوم القيامه؟

أما عن سؤالك الأول فجوابه في ردي الأول.

وأما عن يحيى عليه السلام فما الداعي لتحريف حقيقة موته!!

المحرف إنما يحرف لهوى في نفسه، فهل تحريف موت يحيى عاد على المحرف بفائدة!!

عقيدة التثليث يهمها أن تحرف التوحيد إلى تثليث لكنك لن تجد في روايات الإنجيل الأربعة أية جملة أو تعبير يشير إلى أن الله ثالث ثلاثة أو أن الله هو المسيح، وحتى كلمة (يارب) التي خوطب بها المسيح عليه السلام لا توجد إلا في النسخة العربية، أما في الروايات اليونانية والإنكليزية وغيرها من اللغات استعملت (يا سيد) بدلا من (يارب).

التحريف قد تجده في الأسفار التي أضيفت إلى روايات الإنجيل كرسائل بولس ...

أما الجواب على سؤالك الرابع فالذي أثبت بعث الشهداء أحياء بعد خروج أرواحهم من أجسادهم هو الله تعالى في قوله: وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لَا تَشْعُرُونَ، ومن الناس من هم أموات بكل معنى الكلمة سيظنون يوم القيامة أنهم لبثوا أمواتا يوما أو بعض يوم.

أما بخصوص ذكر حادثة الصلب فقد جاءت في روايات الإنجيل الأربعة، فقد ورد فيها أن الذي وضع على الصليب هو المسيح، وأنه كان يدعو الله وهو معلق على الصليب، وتوفي بسرعة جعلت منفذي عملية الصلب يتعجبون إذ أن المصلوب بعد تعليقه تكسر رجله ثم يترك إلى أن يموت، فقد يموت بعد 24 ساعةأو أكثر، أما أن يموت بعد تعليقه بدقائق قبل أن تكسر رجله فتلك أعجوبة لم تحصل لأي مصلوب، ثم تتابع روايات الإنجيل أنه وضع في قبر، ثم بعد 3 آيام عادت إليه الروح فخرج من القبر وظهر لتلاميذه ثم أصعد إلى السماء.

هذا الكلام لم يكذبه القرآن بل رد عليه بقوله: وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ.

القرآن قال عنه تعالى: وَمَا كَانَ هَذَا الْقُرْآنُ أَنْ يُفْتَرَى مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ الْكِتَابِ لَا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ.

هل القرآن مصدق لهذه الرواية؟

لكي يكون مصدقا لها فإنها ينبغي أن تتوافق مع القرآن الذي يقول:

وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ.

من يفسر لنا رواية أهل الكتاب؟

الجواب في قوله تعالى: فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ.

من هم أهل الذكر في هذه المسألة؟

بما أن الذكر هنا عن القتل صلبا فإن الخبير بعملية الصلب هو أهل الذكر الذي يحل لنا هذه المسألة.

إذا سألناه عن قوم زعموا أنهم علقوا شخصا على صليب ودقوا المسامير في يديه ورجليه فمات بعد دقائق بدون أن يكسروا أي عظم من عظامه فإن جواب خبير الصلب سيكون: َمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ ويستحيل أن تكون المسامير هي التي تسببت في إزهاق روحه.

فلا يقال عنه إنه صلب إلا إذا كانت عملية الصلب هي التي سببت إزهاق روحه، فالمشنوق لا يقال عنه مشنوق إلا إذا مات شنقا، والمذبوح لا يوصف بهذا الوصف إلا إذا سبب له الموت، فالذي مات على الصليب بهذه السرعة لم يصلب فقد تكون عناية الله تدخلت فتوفاه الله، فالناس دائما ترد كل شيء إلى الأسباب، فحين ولد المسيح عليه السلام زعموا أنه جاء إلى الوجود بطريقة غير شرعية لأنه ولد من أم كما يولد الناس وما من مولود إلا وله والد، فأنطق الله الصبي في المهد لينفي عن نفسه وعن أمه هذا البهتان، وفي ما يسمى بحادثة الصلب أيضا رد الناس موت هذا الشخص إلى الأسباب، فكأن الله يقول للناس عن آية ميلاد عيسى:

لم يولد المسيح نتيجة السبب الذي تظنون فأنا الذي نفخت الروح,

ولم يقتل هذا الشخص بالسبب الذي تظنون (الصلب) فأنا الذي قبضت الروح.

الحكمة المستفادة من ميلاد المسيح هي نفسهاالحكمة المستفادة من موت هذا الإنسان، فهل هو المسيح نفسه أم هو شخص آخر؟.

إذا كان شخصا آخر فهذا الشخص: َمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ.

وإذا كان هذا الشخص الذي توفاه الله هو الذي قضى في القبر 3 أيام ثم أحياه الله فهذا تمثيل للساعة قد أتمه الله على أكمل وجه، فقيام الساعة تعني بعث الناس إلى الحياة من قبورهم: ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّهُ يُحْيِي الْمَوْتَى وَأَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، وَأَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لَا رَيْبَ فِيهَا وَأَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مَنْ فِي الْقُبُورِ.

وإذا كان هذا الشخص الذي توفاه الله هو المسيح فتلك حجة على بني إسرائيل الذين زعموا أنه ساحر كذاب، فلو كان كذابا لاعترف بكذبه لينجو من الموت، فالكذاب يفتري الكذب ليحقق لنفسه مصلحة دنيوية أما إذا كان سيوصله إلى العذاب فلسان حاله سيقول (يا روح ما بعدك روح).

يظن الناس أنه يستحيل أن يترك الله رسولا من رسله يتعرض للأذى أو الضرب أو غير ذلك.

أقول: الرسول يبعثه الله لينفذ به حكمته، والبلاء يكون على قدر النعماء، فكلما كانت النعمة أعظم كلما كان البلاء أعظم، فلو تطلبت الحكمة أن يقتل رسول من رسل الله فإن الله قد يسمح بذلك، قال تعالى: وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ ...

لو لم يعطف الله بقوله (أَوْ قُتِلَ) لكان صحيحا أنه يستحيل أن يقتل رسول من رسل الله، لكن بما أنه عطف ب (أَوْ قُتِلَ) فمعنى ذلك أن الله قد يشاء أن يقتل رسول من رسله إذا كان في ذلك حكمة.

كان هذا بخصوص روايات الإنجيل فهل في القرآن تصديق لها!!

هذا ما سنعرفه في الأيام القادمة إن شاء الله.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير