تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

(وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقًا يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ) سورة آل عمران (78)

هذا تحريف شفوي لا علاقة له بتحريف كلمات التوراة من الكتاب.

أما كلامك هذا فهو استدلال في غير محله، فهل استطاع أحد أن يمنع نزول التوراة والإنجيل على موسى وعيسى عليهم الصلاة والسلام؟ ولكن إذا كذب الناس بهما،و قتلوا الأنبياء والرسل فيما بينهما، فهل هذا إمساك لرحمة الله تعالى؟

فليفهم القرآن على وجهه ولا يجوز لي أعناق النصوص لتوافق أقوالنا.

بل لي أعناق النصوص هو اختصار كلمة (الناس) في الرسل، فالناس تعني أي إنسان، وقوله تعالى (مِنْ رَحْمَةٍ) أي أية رحمة فما بالك إذا كانت هذه الرحمة وحي من عند الله أيمسكها أحد بالتحريف أو بالإزالة فلا تصل إلى الناس!!

أما كون النسخ في كل الأمصار واحدة فهذه دعوى كبيرة، فالبروتستانت تختلف طبعتهم عن طبعة الكاثوليك بسبعة أسفار، وتراجمهم العربية كل واحدة تختلف عن الأخرى. والأسفار المخفية أكثر من المظهرة.

نحن نتكلم عن شيء اسمه إنجيل، هذا يوجد عند كل الطوائف، أما باقي الأسفار فهي روايات لم ينص عليها القرآن، وطبيعي أن تختلف الطوائف في صحة الروايات، فالشيعة لا يعترفون بروايات البخاري ومسلم، والسنة لا يعترفون بروايات الكافي للكليني.

ختاما أتوجه إليك بسؤال أرجو أن تجيبني عليه:

ما ذا تريد أن تثبت من خلال هذا النقاش باختصار ووضوح؟

اطمئنان النفس باليقين، فالتسليم بتحريف التوراة والإنجيل يتعارض مع وصف القرآن بأنه تصديق لما مع أهل الكتاب، فالثابت في القرآن أن أهل الكتاب معهم التوراة والإنجيل، أيكون القرآن مصدقا للتحريف والأكاذيب!!

ما بين يدي القرآن هو التوراة والإنجيل فإذا كان القرآن تصديق لما بين يديه فذلك يعني شهادته بصحتهما فلا يكون التصديق إلا بالصحيح.

إذا كان الله ينفي أن يمسك أحد رحمة أرسلها إلى الناس ثم نأتي نحن ونزعم أن علماء اليهود أمسكوا رحمة الله (التوراة) بالتحريف، وأن النصارى أمسكوا الإنجيل فحرفوه فلم يصل إلى الخلف كاملا بل محرفا ألا نكونوا قد كذبنا الله تعالى!!

هل الإنجيل الذي بين يدي النصارى هو الإنجيل الذي تقصده؟ فإن أجبت بنعم نقول: إنجيل متى أم مرقص أم لوقا أم يوحنا؟

الأخ الكريم أبو الحارث العامودي:

قبل الإسلام كانت الآيات حسية فقط، والوحي المنزل لم يكن كالقرآن كلام الله المباشر لأن الناس لم يكن عندهم العلم ليفهموا كلام الله الحكيم، فالتوراة ليست آيات كالقرآن لأنها وحي غير مباشر أي أنها صيغت بأسلوب بشري: قال موسى للرب وقال الرب لموسى ...

الإنجيل هو السيرة الذاتية للمسيح من قول وفعل وأحداث ووقائع متعلقة بالمسيح، فليس من المعقول أن يكتب الإنجيل قبل أن يقضى وحيه ووقوع أحداثه، وبانتهاء رسالة المسيح على الأرض يكون قد اكتمل الوحي عندئذ يدون الإنجيل.

فمن يدون الإنجيل؟

شاهد واحد على العصر لا يكفي، فالنصاب القانوني للشهادة في القضايا التي يهمها الإحاطة بالمشهد هو 4 شهداء لأن الإحاطة تعني تغطية الجهات الأربع، كما أن شاهدا واحدا قد يتغيب أحيانا عن مرافقة المسيح فيفوته المشهد، أو يتغيب اثنان من الشهود فيحضر بدلهما شاهد أخر أو شاهدين. إذن فالإحاطة بمشاهد الإنجيل يحتاج إلى أربعة شهداء، وطبيعي أن تجد ذكرا لحادثة في رواية يوحنا ولا تجدها في متى، فقد يكون متى لم يكن حاضرا ذلك اليوم.

رواة الإنجيل هم أربعة من حواريي المسيح ادعوا أن الله أوحى إليهم بكتابة الإنجيل فلم يكذبهم القرآن بل مدح الحواريين وقال عنهم: وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوَارِيِّينَ أَنْ آمِنُوا بِي وَبِرَسُولِي قَالُوا آمَنَّا وَاشْهَدْ بِأَنَّنَا مُسْلِمُونَ)، فإذا كان الله قد أثبت أنه أوحى إليهم قبل ذلك أن يؤمنوا برسوله فما المانع أن يكون قد أوحى إلى أربعة منهم أن يدونوا شهاداتهم لتكون إنجيلا.

الله تعالى يقول: قل ياأهل الكتاب لستم على شيء حتى تقيموا التوراةووالإنجيل ...

إذن فهناك إنجيل عند النصارى، فكيف يحرف وهو بلاغ لهم وَلِيُنْذَرُوا بِهِ وَلِيَعْلَمُوا أَنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ!!

ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[23 Mar 2009, 02:20 م]ـ

الأخ الكريم (أبو علي)

لا أريد أن أخوض في تفسير الآيات الكريمة حتى لا يطول الجدل، ولكنني لاحظت أنك قفزت عما أورده الأخ العامودي فأرجو إعادة قراءة رده المختصر ثم اعطاء الإجابة عن النقاط التي طرحها.

أنت تقول إنها أربعة والأخ العامودي قال لك إنها أكثر من مائة وهذا قول صحيح يقر به النصارى. وأنت تقول إن كل واحد روى ما رأى وسمع ولكن الأخ العامودي يقول لك أنها متناقضة. وأنا أعطيك مثالاً على التناقض؛ هناك إنجيلان من الأناجيل الأربعة تذكر نسب المسيح حتى آدم عليه السلام ولو عددت الآباء حتى آدم لوجدت اختلافاً كبيراً، فأين الحق؟!! وهذا يعني أن من يكتب غير معصوم، وإذا كان الأمر كذلك فأين الحق وأين الباطل؟!! ولو رجعت إلى قصة محاولة صلب المسيح في الأناجيل الأربعة لوجدت عجباً في التناقض وليس في معلومات تزيد وتنقص.

من قال لك إن يوحنا من الحواريين؟!! النصارى لا يقولون بذلك. ثم كيف تثبت أن ما نسب إلى لوقا أو متى أو مرقص هو صحيح، والأخ العامودي يقول لك إن أقدم إنجيل موجود الآن هو باليونانية والمترجم مجهول.

نحن نؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله ... فهناك كتاب اسمه الإنجيل (لاحظ كتاب) نزل على عيسى عليه السلام، فأين هو؟ لأن الموجود الآن هو سيرة. أما قولك أن السيرة هي الكتاب فهذا عجيب. وللتوضيح نقول: رسالة محمد صلى الله عليه وسلم هي الإسلام وكتابه هو القرآن وسيرته عليه السلام تعبر عن الإسلام وفيها شيء من القرآن وليست هي القرآن.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير