ـ[أبو علي]ــــــــ[23 Mar 2009, 10:25 ص]ـ
وأنا أقول: إن هذا اجتهاد مقابل النص، فالله أخبر أنهم استحفظوا على التوارة:
(إنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هَادُوا وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ وَكَانُوا عَلَيْهِ شُهَدَاءَ فَلَا تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ وَلَا تَشْتَرُوا بِآَيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ) سور المائدة (44)
ولكنهم مع الزمن تخلوا عن القيام بمسؤلية الحفظ وكتموا وحرفوا وبدلوا،
الآية لا علاقة لها بإسناد حفظ التوراة إلى علماء اليهود.
الآية تتكلم عن الحكم بما أنزل الله في التوراة وإقامة العدل بين الناس والحفاظ على القيم والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وتحريم ما حرم الله ... فالعلماء يجب أن يكونوا أسوة للناس في الحفاظ على تعاليم الكتاب فهم حماة الدين وحفظته.فهذا ما تعنيه (استحفظوا).
أما التوراة فهي بلاغ للناس (اليهود)، والبلاغ كما يعني لفظه يبلغ للناس غير منقوص أو محرف، فكيف يسمى بلاغا وقد نقص منه بالإزالة أو باستبدال اللفظ المكتوب بلفظ آخر محرف!!
(يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لَا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ مِنَ الَّذِينَ قَالُوا آَمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِنْ قُلُوبُهُمْ وَمِنَ الَّذِينَ هَادُوا سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آَخَرِينَ لَمْ يَأْتُوكَ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِنْ بَعْدِ مَوَاضِعِهِ يَقُولُونَ إِنْ أُوتِيتُمْ هَذَا فَخُذُوهُ وَإِنْ لَمْ تُؤْتَوْهُ فَاحْذَرُوا وَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ فِتْنَتَهُ فَلَنْ تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا أُولَئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآَخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ) سورة المائدة (41)
تحريف الكلم عن مواضعه لا يعني شطب كلمة من الكتاب واستبدالها بأخرى، فالتحريف في المعنى، وهذا التحريف الذي تتكلم عنه الآية لا يتعلق بالكتاب بل أرادوا به شيئا آخر فسرته الآية: يَقُولُونَ إِنْ أُوتِيتُمْ هَذَا فَخُذُوهُ وَإِنْ لَمْ تُؤْتَوْهُ فَاحْذَرُوا.
كما أن الآية لا تعمم كل اليهود بل جاء فيها (وَمِنَ الَّذِينَ هَادُوا).
(يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِمَّا كُنْتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ (15) يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (16)) سورة المائدة
قد يكون الذي أخفاه اليهود متعلقا بما جاء ذكره عن البشارة بالنبي عليه الصلاة والسلام وأشياء أخرى تتعارض مع هواهم لكنهم لم يمحونه من الكتاب. أكيد أنهم أخفوا معانيه لكنه موجود في الكتاب.
(أَفَتَطْمَعُونَ أَنْ يُؤْمِنُوا لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ) البقرة (75)
التحريف هنا في المعنى فالآية لم تقل يتلون كتاب الله ثم يحرفونه بإزالة الكلام بل تتكلم الآية عن تحريف شفوي لما سمعوه، والآية لم تعمم بل (فَرِيقٌ مِنْهُمْ).
فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ) البقرة (79)
وهذا واضح في التحريف والتأليف
تذكر أني لم أقل إن كل ما يسمى بالعهد القديم هو التوراة بل التوراة قد تكون هي فقط السفر الذي يتضمن الوصايا والأحكام والشريعة والحدود المذكورة في سفر الخروج، فقد تكون كثير من الأسفار ينطبق عليها: يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ.
¥