المسيح ليس اسمه كلمة الله ,وإنما اسمه المسيح عيسى بن مريم وإنما هو خلق بكلمة من الله وذكر هذه العبارة للتنبيه على مخالفة طريق خلقه الطريقة التى خلق بها بقية الناس.
قال الله تعالى:
(إِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ) سورة آل عمران (45)
وقال تعالى:
(يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلَا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى
مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ فَآَمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَلَا تَقُولُوا ثَلَاثَةٌ انْتَهُوا خَيْرًا لَكُمْ إِنَّمَا اللَّهُ إِلَهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَنْ يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا) سورة النساء (171)
فالمسيح اسمه عيسى بن مريم كما هو في الآيتين ورسول وصف له والكلمة هي "كن" كما قال تعالى:
(إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آَدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ) سورة آل عمران (59)
قال تعالى على لسان الجن الذين استمعوا إلى القرآن: قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَى طَرِيقٍ مستقيم).
لو كان الله أنزل كتابا على المسيح اسمه الإنجيل لقالت الجن: إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ عيسى ... )
كيف لم ينزل الله كتابا اسمه الإنجيل والله يقول:
(نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنْزَلَ التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ) سورة آل عمران (3)
(يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تُحَاجُّونَ فِي إِبْرَاهِيمَ وَمَا أُنْزِلَتِ التَّوْرَاةُ وَالْإِنْجِيلُ إِلَّا مِنْ بَعْدِهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ) سورة آل عمران (65)
فهل نصدقك أم نصدق القرآن؟
وأما الآية فإن الجن ذكروا التوراة لأنها هي الأصل وفيها التشريع وإنما كان الأنجيل مكملا للتوراة.
الكتاب الذي أنزل قبل القرآن هو التوراة، فهو ما كتبه الله في الألواح بالإضافة إلى كلام الله لرسوله موسى عليه السلام.
إذن فالإنجيل هو كل فعل وقول صدر عن المسيح عليه السلام، فإذا قال الله تعالى: وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ الْإِنْجِيلِ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فِيهِ فهذا يدل على أنه دون فأصبح كتابا.
أما عن المئة إنجيل التي ذكرها الأخ العبادي أقول إن عصر المسيح هو عصر الأعاجيب فمن الطبيعي أن يستهوي حماس معاصريه ليسجلوه للتاريخ، فهل من المعقول أن تعتمد كل تلك الروايات أم تعتمد فقط روايات من يثقون في أمانته لقربه من المسيح!!
بعض الصحابة رضي الله عنهم رتبوا سور المصحف ترتيب النزول، ومصحف ابن مسعود يخلو من المعوذتين، والذي يجب أن يعتمد هو فقط المصحف الذي رتبت سوره بتوقيف من النبي عليه الصلاة والسلام.
أما بخصوص ذكر نسب المسيح في إحدى روايات الإنجيل مخالفة لأخرى أقول إن الإنجيل هو فقط شهادة الشاهد التي تتضمن قولا أو فعلا للمسيح، فإذا خرج الشاهد عن الموضوع وذكر أشياء أخرى كالنسب فذلك لا يخل بالرواية كونها إنجيلا.
أما يوحنا فهو كما يقولون رسول من رسل المسيح، وليس الحواريون هم فقط الإثنى عشر كماأن الصحابة ليسو هم فقط العشرة المبشرين بالجنة.
التوراة مثبت وجودها في عهد المسيح عليه السلام، قال تعالى:
وَيُعَلِّمُهُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ.
وأخذها أنصاره بالإضافة إلى كل أسفار العهد القديم ثم أضافوا إليها العهد الجديد، لو كانت التوراة قد حرفت لكانت توراة النصارى تختلف عن توراة اليهود.
إذا كان الله قد ذكر نماذج سيئة من بني إسرائيل يحرفون الكلم عن مواضعه ويكتبون الكتاب بأيديهم فمن الطبيعي أن يكون منهم الكافر والملحد، والله يجعل كلمة الذين كفروا هي السفلى وكلمة الله (التوراة) هي العليا، ويبطل الباطل ويحق الحق، فلا بد أن افتراءاتهم ذهبت جفاء والذي مكث هو الصحيح عند المؤمنين من بني إسرائيل.
¥