إذن نفسر القرآن بالقرآن لنفهم المراد، أما ميرزا القادياني فاحتاج إلى تأويل نصوص كثيرة من أجل اثبات زعمه، وكان الأسهل أن لا تكون النصوص موجودة حتى لا يُجهِد هذا النبي العجيب نفسه بالتأويل فيكذّبه الناس.
ـ[مصطفى سعيد]ــــــــ[06 Apr 2009, 02:32 ص]ـ
السلام عليكم
أنا بداية أرفض التأويل والترادف والمجاز وأرى أن كل لفظ فى القرآن قاطع الدلالة كالأرقام؛ وهذا هو مايجعلنى أبحث عن تلك الدلالة القاطعة للفعل رفع؛
رفع الطور؛ رفع القواعد من البيت؛ رفع البيوت التى أذن الله أن ترفع
رفع السماء لايعنى أنه كانت على الأرض ثم رفعت؛ ورفعناه مكانا؛مكانا تمييز لنوع الرفع؛ إذ هناك أنواع رفع مثل رفع مكانة ورفع درجة ورفع علما ... الخ
"ورافعك إلى ... "؛" بل رفعه الله إليه " لايعنى المكان بل رفع الدرجات؛ قال تعالى " .... يَرْفَعِ ?للَّهُ ?لَّذِينَ آمَنُواْ مِنكُمْ وَ?لَّذِينَ أُوتُواْ ?لْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَ?للَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ "؛
وقال تعالى " تِلْكَ ?لرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى? بَعْضٍ مِّنْهُمْ مَّن كَلَّمَ ?للَّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ وَآتَيْنَا عِيسَى ?بْنَ مَرْيَمَ ?لْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ ?لْقُدُسِ .... "البقرة 253 فهو رفع درجات وليس أي شيء آخر
وكما يوجد خلاف بين العلماء فى هل رفع بعد الموت أم رفع حيا؛ فإنه يوجد خلاف فى كل جزئية
ابتداءا من الصلب -فرأي ديدات هناك من يراه صحيحا - حتى عود الضمير في الآية " وانه لعلم للساعة " هل يعود عليه أم على القرآن؟
إذن الخلاف قائم وكما قلت فلنحاول الخروج منه
وأرى أن الخلاف بين العلماء هو ما فتح الباب للخرافات؛ وما دخل هذا الخرف القاديانى إلا من باب الخلاف؛
فلماذا الخلاف؟
هل لأننا تأثرنا بأهل الكتاب؛ هل لأنا غفلنا عن دراسة الكتاب؛هل لأن رؤيتنا رؤية جزئية " .... جعلوا القرآن عضين "؛ كل ذلك جائز
وقد أقول أن القاديانى قال ماقال مستخدما دلالة الحديث الذي قال ببعث المسيح ونزوله؛ ولو قلت أنا متسائلا هل الحديث صحيح ربما كان فيه علة ,لثارت الدنيا بمن فيهم القاديانى لأن من مصلحته أن يكون الحديث صحيح
ولم أنكر الآيات المعجزات؛ لكى تثبتها لى؛ هل فى كلامي مايدل على أنى أنكر المعجزة كى أستغفر الله مما قلت
ولكن فى نفس الوقت ,لو لم يأت نباها فى القرآن ما صدقتها
وإن كان الحديث صحيحا وهو كذلك حسب السند والتواتر على ماقلتم فأنا لست أهلا لبحث ذلك - أفكر فى الآتى
هل تكون المعجزة لنا نحن المؤمنين على خلاف المعجزات التى نعرفها وكانت لاقامة الدليل على صدق الرسول على من كذبوه؛
وطالما أن امامنا منا؛ فما حكمة نزول المسيح؛ هل امامنا الذى يتركه المسيح يصلى بنا لم يكن حكما مقسطا؛وهو مااستدعى نزول المسيح؛
لماذا جاء بلفظ النزول؟ هل لأنه ليس ارسال؛ ولا بعث منكم ولا بعث فيكم؛ ولا هو نبى جديد؛ ولا مسيح جديد؛
ما معنى يضع الجزية؟ هل يلغيها عنهم؟ ... ربما
وإن كان يفرضها فهل هذه دلالة أنه لن تقوم دولة اسلامية حتى ينزل وإن كان كذلك فما معنى الامام؟
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[07 Apr 2009, 01:25 ص]ـ
الأخ الكريم مصطفى،
لمزيد من الضوء على المسألة:
أولاً: يغلب على الألفاظ أن تحمل أكثر من معنى، ولكن السياق وأمور أخرى تجعلنا نجزم بمعنى محدد. وهنا في مسألة الرفع نلاحظ الآتي:
1. "بل رفعه الله"، هذه العبارة الآن محتملة، ولكن عندما قال سبحانه:"إليه"، وكررها في قوله سبحانه:" ورافعك إلي"، يصبح الأمر أكثر دلالة على الرفع بالمفهوم المتفق عليه بين المسلمين. انظر قول امرأة فرعون:"ربّ ابن لي عندك بيتاً في الجنة"، إذن هناك أماكن مُشرّفة ولله تعالى فيها تجليات تجعل الإنسان أقرب إلى الله تعالى، كالجنة مثلاً. وقصة الإسراء والمعراج واضحة الدلالة على ما نقول، فقد وصل الرسول صلى الله عليه وسلم إلى مكان مُشرّف لم يصله جبريل عليه السلام. ومن هنا نفهم معنى ورافعك إلي، بل رفعه الله إليه.
2. عندما يضاف إلى ذلك إقرار القرآن لقول النصارى إن المسيح عليه السلام قد رفع إلى السماء، يكون المعنى قد تعزز. وعندما يضاف إليه أن الرفع كان في ظروف الإنجاء من القتل والصلب، وعندما يضاف إليه الأحاديث المتواترة في النزول. يصبح عندها الأمر غير محتمل لفهوم أخرى.
2. قوله تعالى:"اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى .. "، يشير بوضوح إلى أن النفس تتوفى في حالتين: أ. في حالة الموت ب. في حالة النوم. ومن هنا لا يسهل على أهل التفسير أن يجزموا بوجه من وجوه الوفاة في تفسير:" إني متوفيك ورافعك إلي"؛ فالرفع ممكن أن يكون في حالة النوم أو في حالة الموت. فإذا كان في حالة النوم فيمكن أن يستمر ذلك في مكان مُشرّف لقرون كما هو الأمر في قصة أصحاب الكهف، ثم يتم البعث من النوم في الوقت المناسب كما بعث أهل الكهف:" وكذلك بعثناهم" فالبعث هنا من النوم. وإذا كان الرفع في حالة موت فسيتم البعث أيضاً بدليل استخدام هذا الفعل في الأحاديث المتواترة. نعم يبعث المسيح فينزل.
3. القادياني وأمثاله لا يهمهم صحة النص ولا يهمهم المنطق السوي في الفهم والاستنباط، ويتبعون المتشابه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله كما نص الكتاب الكريم.
4. نعم الأصل أن لا نصدق حدوث المعجزات حتى يقوم الدليل على ذلك.
5. ما طرحته من أسئلة في نهاية مداخلتك هي أسئلة مشروعة ولا بد من أمثالها من أجل فهم أفضل. ولعله يكون لنا في المستقبل ــ إن شاء الله ــ كلام في بعض هذه المسائل. ولكن لا بد من التنبيه إلى أننا في البداية نتحقق من صدق الخبر ثم نحاول فهم دلالاته وحكمه وأسراره. ولا ننسى أن مثل هذه الأحداث الخارقة تكون مقدمات لزوال الدنيا. أي بداية التغيّر في اتجاه قوانين الآخرة.
¥