الأول يقول إن إعصارا ضرب بنغلادش فتسبب في خسائر فادحة في الأرواح والممتلكات.
والخبر الثاني يقول ظهر رجل في البلد الفلاني يخرج الموتى من قبورهم أحياء.
أي الخبرين ستصدق؟
لا شك أنك ستصدق الخبر الأول باعتبار أن الأعاصير ظاهرة كونية تحصل بين الحين والآخر ومن الممكن أن يصاب به أي بلد في العالم.
أما الخبر الثاني فستكذبه لأنه يخالف الواقع، فإحياء الموتى آية من آيات الله لا يؤتاها إلا روح من أمر الله.
إذن فالخبر الذي يتعجب من وقوعه هو الذي لم يسبق وقوعه من قبل،لذلك لا يمكن تصديقه إلا إذا تعددت المصادر والشهود، فشاهد وحيد لا تقبل شهادته في مسألة كهذه.
مثلا: جريمة الزنا لا تثبت بشهادة شاهد واحد وإنما يحتاج إثباتها إلى أربعة شهود، لماذا؟
لأن الله فطر الإنسان على الخجل من عورته، فحتى الإنسان البدائي الذي يعيش في الغابة عاريا تجده يستر عورته، وإذا مارس العملية الجنسية فإنه يدخل كوخه ويغلق الأبواب لكي لا يراه أحد، فما بالك بإنسان يزني بامرأة محرمة عليه ألا يكون أكثر حرصا من أن يراه أحد فيغلق الأبواب والشبابيك لكي لا يراه أحد في وضعه المخزي.
إذن فالمجاهرة بالعملية الجنسية شيء يتعجب من وقوعه، لا تكفي شهادة شاهد واحد لتصديقها بل على الأقل شهادة أربعة شهود، وذلك هو الحد الأدنى لإثبات جريمة الزنا.
لو لم أكن قد سمعت بالإنجيل ثم جاءني أحد بنسخة لوقا فادعى أن كتاب لوقا هو النسخة الوحيدة للإنجيل لكذبته لأن الإنجيل يتضمن آيات عجيبة للمسيح عليه السلام لم يسبق أن حصلت في الواقع، وشهادة واحدة لا تكفي لتصديق الأشياء العجيبة إلا إذا كانت أربع شهادات على الأقل، فلكي أصدق أن الإنجيل كتب بإلهام من الله وإذنه فإن الحكمة تفرض أن الإنجيل يجب أن يرويه أربعة شهود عيان على الأقل، فكل شيء يتعجب من وقوعه سواء كان قبيحا مذموما (كمشاهدة الزاني وهو يزني) أو شيئا خارقا فإنه يحتاج إلى أربع شهادات مؤكدة بالقسم لكي يصدقه الناس، مثلا:
حادثة انشقاق القمر تعتبر شيئا عجيبا خارقا للنواميس، والمفروض أن الذي شق القمر هو الذي يشهد على ذلك وكفى به شهيدا لا يحوجنا إلى غيره، فالذين زعموا وقوع انشقاق القمر لم يأتوا بأربعة شهداء لإثبات دعواهم، ولو جئنا اليوم وقلنا إن القمر لم ينشق لأصبح قولنا هو القول الشاذ الذي يتعجب منه ويحتاج إلى أربع شهادات، ولكي نثبت لهم أن قولنا هو الحق جئنا بأربع شهادات من سورة القمر وهو قوله تعالى (وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ)، هذه شهادة الله التي تكررت أربع مرات.
لو فهم أكثر الناس من سورة القمر أن الانشقاق سيكون عند قيام الساعة لما احتاجوا أن ينبههم الله بقوله (وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ) مرة واحدة فضلا عن أربع مرات.
نستنتج مما سبق أن الحكمة تفرض أربع نسخ للإنجيل، لو كانت هذه النسخ متطابقة تماما لتشكك الناس في عدد الشهود الأربعة ولظنوا أنها
نسخة واحدة لشاهد واحد (يرتاب في شهادته) نسخها أربع مرات ليوهم الناس أنهم أربعة شهود، أما إذا كانت كل نسخة مختلفة في الأسلوب عن الأخرى فذلك دليل على أنهم أربعة، ووجود اختلاف في سرد أخبار لا تتعلق بالإنجيل كالاختلاف في سلسلة نسب المسيح تجعل قارئ الإنجيل مطمئنا أنهم فعلا أربعة شهود لم يجتمعوا على طاولة واحدة لكتابة رواياتهم، لو كان شخصا واحدا هو كاتب هذه الروايات لما أخطأ في نسخة وأصاب في أخرى، ولو كانوا على طاولة واحدة لصحح بعضهم لبعض.
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[05 Mar 2010, 05:12 م]ـ
نستنتج مما سبق أن الحكمة تفرض أربع نسخ للإنجيل، لو كانت هذه النسخ متطابقة تماما لتشكك الناس في عدد الشهود الأربعة ولظنوا أنها
نسخة واحدة لشاهد واحد (يرتاب في شهادته) نسخها أربع مرات ليوهم الناس أنهم أربعة شهود، أما إذا كانت كل نسخة مختلفة في الأسلوب عن الأخرى فذلك دليل على أنهم أربعة.
وأنت يا أبا على الكريم: أى شهادة من شهادات البشيرين الأربعة تقبل؟ وأيها ترد وترفض؟!
ظاهر كلامك يوحى بأنك تقبل بها جميعا على ما فيها من تناقض وتخليط!!
بينما المفترض أن تتظاهر الشهادات جميعا وتتفق على مسألة بعينها حتى يمكن قبولها و التسليم بها، أليس كذلك يا أخانا الفاضل؟!
¥