تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

الإسلام جاء ليصحح أخطاء النصارى، فهم أوتوا دروسا في الحكمة لكنهم أساءوا فهمها، والحكمة تقضي أن مصحح الخطأ قبل أن يبدأ عمله فهو يقدم نفسه على أنه له علم بالمادة التي جاء ليصلحها، فإصلاح الشيء يستوجب العلم به، فالميكانيكي الذي جاء ليصلح السيارة لا يقدم نفسه على أنه فلان بن فلان، بل يقول لصاحب السيارة: أنا الميكانيكي فلان، أو: أنا أفهم في الميكانيكا، وهكذا كل مصلح أو مصحح يدعي العلم أولا قبل البدء في عمله، كذلك جاء الإسلام ليصحح أخطاء النصارى،وقدم نفسه أولا في أول ما أنزل من قرءان على أنه علم الإنسان مالم يعلم، ومن ضمن هذا العلم ما نصحح به ضلال النصارى.

كيف تصحح الأخطاء؟

إذا أخطأ أحد في مسألة فإننا لا نصحح له النتيجة أولا فنقول له إن س لا تساوي كذا وص لا تساوي كذا، فهو لن يصدقني ما دمت لا أملك دليلا أبرهن به على صحة كلامي، وما دمت لا أملك البرهان فسيتمسك برأيه ويعتبر هو الغالب المنتصر في هذه المسألة.

أما لو كنت أملك الحجة التي تقنعه بصحة طريقة الحل فذلك هو النصر الذي أفرض به صحة كلامي بعد ذلك.

إذن فالبينة هي الحجة وهي النصر، فالنصارى الآن يقولون إن الله ثالث ثلاثة: ولد من 3 أقانيم والمسيح ابن الله، فإذا جاءت البينة التي تصحح للنصارى ضلالهم فذلك هو النصر، فعندئذ قل لهم الله أحد وليس ثالث ثلاثة كما تزعمون، ولم يلد ولم يولد كما تزعمون.

وبالرجوع إلى القرءان نجد أن الترتيب سليم، فسورة الإخلاص جاءت بعد سورة النصر وليست قبلها.

والبينة فصل الله ماهيتها في سورة (فصلت) على أنها آيات في الآفاق وفي الأنفس، فالسورة أثبتت العلم لمن فصلت لهم الآيات (كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ)، فكان لا بد من ذكر البينة في السورة لأن القاعدة تفرض أن على المدعي البينة، فكل من ادعى العلم بشيئ أو أثبته لأحد عليه أن يأتي بالبينة، لذلك جاء ذكر البينة بعد ذلك في قوله تعالى (سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ).

هذه هي شهادة علمهم التي يشهدون بها (أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ).

ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[02 Sep 2010, 01:45 ص]ـ

الأخ الكريم أبا على

أولا: أرد تحيتك الطيبة قائلا:

وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته

وكل عام وأنت وأهل الملتقى جميعا بألف خير وعافية وسلام

ثانيا: كثير مما جاء فى كلامك أرى أنه يحتاج منك إلى إعادة نظر وبحث وتدقيق، ولى عليه أكثر من ملحوظة

وربما عدت لطرح ملاحظاتى وتحفظاتى بشىء من التفصيل فيما بعد، ولكن أكتفى الآن بإحدى تلك التحفظات:

تقول أخى:

وأما تحريف التوراة والإنجيل فقد وجدنا موانع تمنعنا من تبنى فكرة التحريف

وردا على هذا الكلام أقول:

إن كان ما تراه صحيحا حقا، فكيف بالله عليك تفسر لنا الغياب التام فى التوراه والإنجيل لما أورده القرآن الكريم من بشارات صريحة بنبى الإسلام – صلى الله عليه وسلم – والتى نجدها قد صرحت باسمه تصريحا مباشرا، وبكثير من الصفات المميزة له صلى الله عليه وسلم، ومن ذلك مثلا قوله تعالى على لسان السيد المسيح عليه السلام:

" ومبشرا برسول يأتى من بعدى اسمه أحمد " 6 من سورة الصف

فهاهنا تجد اسم النبى المبشر به منصوص عليه صراحة وعلانية، بينما لا نجد شيئا من ذلك فى الأناجيل المتداولة حاليا، أفلا يدل هذا على أن تلك الأناجيل قد شابها التحريف؟!

وبالمثل تجده تعالى يقول فى الآية 157 من سورة الأعراف:

"الذين يتبعون الرسول النبى الأمى الذى يجدونه مكتوبا عندهم فى التوراة والإنجيل يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ويضع عنهم إصرهم والأغلال التى كانت عليهم، فالذين آمنوا به وعزّروه ونصروه واتبعوا النور الذى أُنزل معه أولئك هم المفلحون "

فهاهنا كذلك تجد العديد من الصفات للنبى المبشر به، فهل تجد شيئا منها فى التوراة والإنجيل الحاليين وعلى نفس النحو المذكور فى القرآن؟

أو بعبارة أخرى دعنى أسألك أخى الكريم:

هل وجدت فى الأناجيل الحالية ذكرا صريحا لاسم (أحمد) صلى الله عليه وسلم؟

أم هل وجدت فى التوراة والإنجيل المعروفين لنا تلك النعوت التى أوردتها آية الأعراف المذكورة للنبى المبشر به فيهما؟ وهى نعوت محددة بدقة وتفصيل

أكتفى بهذين السؤالين الآن، وإن كان لى على كلامك أكثر من ملحوظة وتحفظ كما سبق وذكرت من قبل

كل عام وأنتم بألف خير، وأرجو أن تلتمس ليلة القدر فى هذه الليلة المباركة، ولك منى أطيب تحية وسلام

تنويه عابر:

قبل أن أختم حديثى أود أن ألفت أنظار الأخوة والأخوات رواد الملتقى وأعضائه الكرام إلى أهمية ما ورد بمداخلتى رقم 57 فى هذا الموضوع بشأن إعجاز القرآن الكريم فى كشف بعض تفاصيل تحريف أهل الكتاب لكتبهم المقدسة وبيان كيفية هذا التحريف، وذلك لأنها قد جاءت بتفسير جديد وغير مسبوق لهذه المسألة الهامة

ونظرا لأهمية هذه المداخلة فقد أهديتها فى حينه إلى زملائى أعضاء الملتقى ورواده الكرام

كما إننى أرشحها كذلك لمسابقة (أحسن مشاركة) وإن كنت زاهدا بطبعى فى الجوائز والمسابقات، لكنى أعتز حقا بما أوردته فى المداخلة المشار إليها

والله من وراء القصد، ولا علم لنا إلا ما علمنا سبحانه

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير