تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وهكذا فاسوداد الوجه، وحالة الكظم: انفعالات محرقة ودوافع قوية لطبع عدواني، والتواري عن الناس وحديث النفس فيما يقوم به من سلوك، ما هو إلا ترجمة لاضطراب في الشخصية والبنية النفسية، وفقدان السيطرة على هذه الانفعالات وعدم تحكيمها للفطرة الربانية ينشأ عنها الفعل الإجرامي: الوأد، أو جريمة اجتماعية: إهانة البنت وإذلالها، وينعدم بذلك الأمن النفسي، والأمن الاجتماعي والبيئي.

علماً أن هذه الدوافع والانفعالات والسلوكيات الفاسدة والمنحرفة والمتطرفة؛ ليست قاصرة على مشركي العرب وأبناء جاهليتهم، بل هي مثال لكل من يخالف الفطرة الربانية، ويعتقد عقائد فاسدة، حيث إن أثر اعتقاده الفاسد لا محالة سيظهر في سلوكه على نمط إجرامي في حق نفسه أو في حق الآخرين، وواقعنا الذي نعيشه أكبر برهان على ذلك كله، فنسب انتشار الجريمة في أرقى بلاد العالم مدنية ورفاهية لا تليق بالحالة الاجتماعية والبيئية والرفاهية التي يتلقاها مواطنو تلك البلاد، وما كانت هذه الجرائم لتزداد لولا الأثر العقدي الفاسد على سوء حال المجرمين إلى الشذوذ والانحراف.

ولو ألقينا نظرة إلى نسب الانتحار ـ مثلاً ـ في الدول التي انحرفت عن الفطرة لتجلت لنا حقيقة المواقف النفسية لهؤلاء المخالفين للفطرة الربانية الطاهرة.

وهذه الآيات أيضاً تبين للمختصين في الإرشاد النفسي - في السجون أو المدارس - الطريق القويم لتعديل سلوك التائهين والمنحرفين، بأن يعتنوا بالجانب العقدي الذي يؤسس مبادئ الصحة النفسية وتوازن الشخصية الإنسانية لهؤلاء.

كما تبين هذه الآيات أن الحل الأنسب لرفع الظلم عن المرأة في هو تصحيح العقيدة والتزام الشريعة، لأن أبرز جوانب العقيدة الإسلامية يتجلى بتصحيح تصور الإنسان لنفسه، واستشعاره أنه مخلوق مملوك لله تعالى لا يحق له أن يتصرف في نفسه أو في غيره كما يريد، وأن الناس في الخلق سواء وفي حق الحياة سواء والله أعلم.


([1]) ـ أخرجه ابن جرير 17/ 226، وأخرجه أيضاً عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم، انظر الدر المنثور4/ 135.

([2]) ـ التحرير والتنوير 14/ 181.

([3]) ـ التحرير والتنوير 14/ 182.

([4]) ـ انظر: أبو السعود 5/ 121، وفسر الجعل في التحرير والتنوير 14/ 182 بالقول.

([5]) ـ أي أن الملائكة أتت من ظهور الجن، والسروات الظهر انظر القاموس المحيط مادة سرو.

([6]) ـ انظر: البغوي 5/ 24، القرطبي 10/ 77، الرازي 20/ 44، زاد المسير 4/ 334.

([7]) ـ انظر الرازي 20/ 44، أبو السعود 5/ 121.

([8]) ـ أخرجه ابن جرير 17/ 228 ط الرسالة، وابن المنذر وابن أبي حاتم (13397)، وابن مردويه، انظر: الدر المنثور 4/ 135. كما ورد أن قيس بن عاصم وارى ثمان بنات في الجاهلية وأمره النبي صلى الله عليه وسلم أن يعتق عن كل بنت منهن نسمة أخرجه البزار والطبراني ورجال البزار رجال الصحيح انظر: مجمع الزوائد للهيثمي 7/ 238، والإصابة لابن حجر 3/ 353 ط دار صادر

([9]) ـ والموقف في الحياة النفسية هو مجموعة من العوامل الانفعالية التي تجعل صاحبها يقوم بنوع مركزي من السلوك تدور حوله تلك الانفعالات بجوانبها الإيجابية والسلبية، فالموقف في الدراسات النفسية يتضمن ثلاثة عوامل متفاعلة: أ ـ النمط السلوكي وما خلفه من دوافع خاصة تؤثر في نوعية السلوك ودرجته.

ب ـ الإنسان نفسه في مجموعه ككل في أبعاده التكوينية.

ج ـ المحيط البيئي بكل مقوماته المتعددة ولا سيما المجال النفسي الاجتماعي الذي يعيشه ذلك الإنسان.

انظر: لمحات نفسية في القرآن الكريم د عبد الحميد محمد الهاشمي صـ128،ط رابطة العالم الإسلامي من سلسة دعوة الحق العدد 11 السنة 1402 هـ.

([10]) ـ ظلال القرآن 4/ 2177.

([1]) ـ أخرجه ابن جرير 17/ 226، وأخرجه أيضاً عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم، انظر الدر المنثور4/ 135.

([1]) ـ التحرير والتنوير 14/ 181.

([1]) ـ التحرير والتنوير 14/ 182.

([1]) ـ انظر: أبو السعود 5/ 121، وفسر الجعل في التحرير والتنوير 14/ 182 بالقول.

([1]) ـ أي أن الملائكة أتت من ظهور الجن، والسروات الظهر انظر القاموس المحيط مادة سرو.

([1]) ـ انظر: البغوي 5/ 24، القرطبي 10/ 77، الرازي 20/ 44، زاد المسير 4/ 334.

([1]) ـ انظر الرازي 20/ 44، أبو السعود 5/ 121.

([1]) ـ أخرجه ابن جرير 17/ 228 ط الرسالة، وابن المنذر وابن أبي حاتم (13397)، وابن مردويه، انظر: الدر المنثور 4/ 135. كما ورد أن قيس بن عاصم وارى ثمان بنات في الجاهلية وأمره النبي صلى الله عليه وسلم أن يعتق عن كل بنت منهن نسمة أخرجه البزار والطبراني ورجال البزار رجال الصحيح انظر: مجمع الزوائد للهيثمي 7/ 238، والإصابة لابن حجر 3/ 353 ط دار صادر

([1]) ـ والموقف في الحياة النفسية هو مجموعة من العوامل الانفعالية التي تجعل صاحبها يقوم بنوع مركزي من السلوك تدور حوله تلك الانفعالات بجوانبها الإيجابية والسلبية، فالموقف في الدراسات النفسية يتضمن ثلاثة عوامل متفاعلة: أ ـ النمط السلوكي وما خلفه من دوافع خاصة تؤثر في نوعية السلوك ودرجته.

ب ـ الإنسان نفسه في مجموعه ككل في أبعاده التكوينية.

ج ـ المحيط البيئي بكل مقوماته المتعددة ولا سيما المجال النفسي الاجتماعي الذي يعيشه ذلك الإنسان.

انظر: لمحات نفسية في القرآن الكريم د عبد الحميد محمد الهاشمي صـ128،ط رابطة العالم الإسلامي من سلسة دعوة الحق العدد 11 السنة 1402 هـ.

([1]) ـ ظلال القرآن 4/ 2177.
¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير