• يلاحظ في تفسيره رحمه الله دقة الاستدلال بالنصوص وقوة الاستباط منها لذا تجد في ثنايا هذا الكتاب إشارات لطيفة ودقائق فقهية بديعة، تؤكد على تبحر المفسر رحمه الله وقوته العلمية وفقهه العميق والدقيق.
• كان رحمه الله يستعمل ويستخدم كل قواه العلمية عند التعامل مع نصوص الوحي بالاستدلال والاستنباط.
ومن الأمثلة قوله تعالى: ? أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَةَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُم مَّعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُم بَعْضاً سُخْرِيّاً وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ ? الزخرف الآية:32.
تحدث رحمه الله في تفسيره للآية عن المذهب الاشتراكي الشيوعي والأنظمة المتبنية له والدائرة في فلكه، وعن الاقتصاد وركنيه - اكتساب المال وصرفه في مصارفه - وقال بعده، " فاعلم أن كل واحد من هذين الأصلين لابد له من أمرين ضروريين: معرفة حكم الله فيه، ومعرفة الطرق الكفيلة باكتساب المال .. ".
هـ - الاستدلال بالمأثور
1 - عند تعرضه رحمه الله للمسائل الفقهية ركز كثيرا على الاستدلال بالمأثور وتوسع فيه. وكأنه رحمه الله جعل شعاره فيه: لا فقه بدون نصوص من المأثور.
2 - يركز رحمه الله كثيرا على القرآن باعتباره المصدر الأول في التشريع الإسلامي. وعلى السنة باعتبارها فصلت معظم الأحكام الشرعية، ثم يسترسل بعد ذلك في ذكر أقوال الصحابة والتابعين على قدر الحاجة وبدون توسع.
3 - اعتمد في الغالب على صحيح السنة، وعلى الخصوص ما أخرج الشيخان. كما اهتم كذلك بنقد الحديث، وتوسع فيه.
4 - توسع في الصناعة الحديثية. وكان فيها دقيقا وأكثر توثيقا. وتوقف معها طويلا، خاصة عندما تكون الحاجة ماسة لذلك. فكان رحمه الله يتعرض لسند الحديث، ويتكلم عن رجاله، ويذكر الروايات والطرق العديدة له، ويذكر كل ما جاء فيه من تصحيح وتضعيف، ثم يجمع ويرجح بين الأقوال، ويعمد إلى إزالة أي تعارض إن وجد.
5 - التوسع الكبير في التعرض للمسائل الفقهية واستدلاله عليها بما جاء من نصوص السنة المطهرة.
خصائص منهجه الفقهي رحمه الله:
- الاستيعاب للمذاهب الفقهية.
- التعرض لأدلة المذاهب وأقوالهم.
- دقة المناقشة للأقوال مع ربطها بأدلتها.
- قوة الاستنباط والاستدلال.
- قوة الترجيح.
- البعد عن التعصب المذهبي.
- إعذار أصحاب الأقوال المخالفة والتأدب معهم.
- العرض المنهجي المبسط.
- التوسع في طرح المسائل الفقهية.
2 – ايراده للمسائل الأصولية:
غرضه من تناول المسائل الأصولية:
1 - تسخيره مسائل أصول الفقه لخدمة مقصده العام الذي هو: بيان معاني كتاب الله تعالى وإظهار محاسنه وإزالة الإشكال عما أشكل منه.
2 - ذكر المسائل الأصولية للتحقيق والتدقيق.
3 - ذكرها أيضا لتقوية الدليل وما يذهب إليه من الأقوال.
4 - اعتماده عليها كذلك في عملية الترجيح.
5 - ذكرها أثناء الشرح والتوضيح لتعم الفائدة بها وليعلم القارئ كيف يتعامل مع النصوص.
منهجه في تناول المسائل الأصولية
* برع رحمه الله في ذكر المسائل الأصولية.
* تعرض رحمه الله إلى أمرين أساسيين في علم الأصول:
* الحكم الشرعي وأقسامه.
* مباحث علم أصول الفقه.
* التزم التحقيق والتدقيق ورد المسائل الفرعية إلى أصولها.
* ضرب الأمثلة العديدة من الكتاب والسنة.
* تجنب التخمينات الظنية الافتراضية.
* توسع في بعض المباحث الأصولية كثيرا مثل: القياس والتقليد والاجتهاد ...
* التوسط في طرح بعض المسائل.
* الاختصار في مواضع قليلة نادرة.
أسلوبه فيها رحمه الله:
لأسلوبه رحمه الله في تناول المسائل الأصولية صورتان:
الصورة الأولى: مسائل أصولية من صلب التفسير متعلقة بالآية المفسرة مباشرة ومبينة لها.
الصورة الثانية: مسائل أصولية ليست من صلب التفسير لكنها ذكرت استطرادا ضمن المسائل الفقهية أو مسائل أخرى، ولا تكون متعلقة بالآية مباشرة.
مسائل أصولية من صلب التفسير:
كان رحمه الله يذكر بعض المسائل الأصولية في تفسير الآية، أو بعبارة أخرى ما للآية من دلالة على المسائل الأصولية .. وهذا قليل نادر.
التمثيل للمسائل الأصولية:
¥