فينجي الغريق ... ويرد الغائب .. ويعافي المبتلي .... وينصر المظلوم ....
ويهدي الضال ... ويشفي المريض .... ويفرج عن المكروب ....
{فاذا ركبوا في الفلك دعوا الله مخلصين له الدين} ....
يجيب المضطر اذا دعاه يامرك وانت الفقير الضعيف المحتاج، وهو الغني القوي الواحد الماجد- بأن تدعوه
{ادعوني استجب لكم}
إذا نزلت بك النوازل، وألمت بك الخطوب فالهج بذكره، واهتف باسمه،
واطلب مدده ... واسأله فتحه ونصره ...
مرغ الجبين لتقديس اسمه ... لتحصل على تاج الحرية،
وارغم الأنف في طين عبوديته لتحوز وسام النجاة ...
مد يديك، ارفع كفيك، أطلق لسانك، أكثر من طلبه ...
بالغ في سؤاله .. ألح عليه .... إلزم بابه ..... انتظر لطفه ... ترقب فتحه ...
أحسن ظنك فيه .... انقطع إليه .... تبتل إليه تبتيلأ حتى تسعد وتفلح .....
{إن مع العسر يسرا}
يا إنسان بعد الجوع شبع ...
وبعد الظمأ ري ....
وبعد السهر نوم ...
وبعد المرض عافية ....
سوف يصل الغائب ....
ويهتدي الضال ...
ويفك العاني ...
وينقشع الظلام ....
{فعسى الله ان ياتي بالفتح او امر من عنده}
بشر الليل بصبح صادق يطارده على رؤوس الجبال ... ومسارب الأودية ....
بشر المهموم بفرج مفاجىء يصل في سرعة الضوء ... ولمح البصر ...
بشر المنكوب بلطف خفي وكف حانية وادعة.
إذا رأيت الصحراء تمتد وتمتد ..
فاعلم أن وراءها رياضا خضراء وارفة الظلال.
إذا رأيت الحبل يشتد ويشتد، فاعلم أنه سوف ينقطع.
مع الدمعة بسمة
ومع الخوف أمن
ومع الفزع سكينة
النار لا تحرق إبراهيم التوحيد ..
لأن الرعاية الربانية فتحت نافذة {بردا وسلما}
البحر لا يغرق كليم الرحمن ..
لأن الصوت القوي الصادق نطق بـ {كلا ان معي ربي سيهدين}
المعصوم في الغار بشر صاحبه بأنه وحده معنا فنزل الأمن والفتح والسكينة.
إن عبيد ساعاتهم الراهنة وأرقاء ظروفهم القاتمة لا يرون إلأ النكد والضيق والتعاسة ..
لأنهم لا ينظرون إلا إلى جدار الغرفة وباب الدار فحسب .....
ألا فليمدوا أبصارهم وراء الحجب وليطلقوا أعنة أفكارهم إلى ما وراء الأسوار.
اذا فلا تضق ذرعأ فمن المحال دوام الحال ..
وأفضل العبادة انتظار الفرج ....
الأيام دول، والدهر قلب، والليالي حبالى، والغيب مستور ...
والحكيم كل يوم هو في شأن، ولعل الله يحدث بعد ذلك أمرأ،
وان مع العسر يسرأ.
وقفة .....
لاتحزن:
لأنك جربت الحزن بالأمس فما نفعك شيئا!!!!!
رسب ابنك فحزنت، فهل نجح؟!
مات والدك فحزنت فهل عاد حيا؟!
خسرت تجارتك فحزنت، فهل عادت الخسائر أرباحا؟!
لاتحزن:
لأنك حزنت من المصيبة فصارت مصائب ..
وحزنت من الفقر فازددت نكدا ...
وحزنت من كلام أعدائك فأعنتهم عليك ..
وحزنت من توقع مكروه فما وقع.
لاتحزن:
فإنه لن ينفعك مع الحزن دار واسعة، ولا زوجة حسناء، ولا مال وفير، ولا منصب سام، ولا أولاد نجباء.
لا تحزن:
لأن الحزن يريك الماء الزلال علقمة، والوردة حنظلة، والحديقة صحراء قاحلة، والحياة سجنا لا يطاق.
لا تحزن:
وأنت عندك عينان ... وأذنان ... وشفتان ... ويدان ... ورجلان ... ولسان ....
وجنان وأمن وأمان وعافية في الأبدان ...
{فبأى ءالآء ربكما تكذبان}
الشيخ عائض القرني جزاه الله خيرا