تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[أجوبة ابن حزم على اعتراضات نفاة تحريف التوراة والأنجيل]

ـ[سمير القدوري]ــــــــ[24 Dec 2005, 10:36 م]ـ

في هده الحلقة سننثر ردود ابن حزم على 11 اعتراضا لأهل الكتاب كانوا يجابهون بها المسلمين من بينها 7 مواضغ من القرأن وهي الأتية

1. سورة المائدة: 68.

2. سورة آل عمران: 93.

3. سورة المائدة: 44.

4. سورة المائدة: 47.

5. سورة المائدة: 66.

6. سورة النساء: 47.

7. سورة المائدة الآية 43.

فجاء ابن حزم فنقل القضية من حيز الجدال الدي يحوم حول المشكلة دون الغوص فيها أقصد النزاغ حول التحريف دون التعرض لمضمون الكتب المعنية.

وبعد أن أتى ابن حزم على تلك الكتب من داخلها أصبح الجدال السابق بدون فائدة. لكنه يتبرع على خصمه في بحثها معه ولينتزع من يده القشة الأخيرة.

ثم يكر ابن حزم على من اغتر من المسلمين بمغالطات ومراوغات الخصم فيوجه سهام النقد لهم لقلة مبالاتهم بفهم كتاب الله الدي حسم الأمر بالنسبة للمسلمين.

وقد حققت كلام ابن حزم ولم أعول على طبعات الفصل لأنها سقيمة.

وإليكم كلامه بنصه:

[جواب عن اعتراضات لليهود وغيرهم في مسألة التحريف]

قال أبو محمد: وقد اعترض بعضهم فيما كان يدعى عليهم من تبديل التوراة, وكتبهم المضافة إلى الأنبياء, قبل أن نبين لهم أعيان ما فيها من الكذب البحت, فقال:" قد كان في مدة دولتهم أنبياء, وبعد دولتهم, ومن المحال أن يقر أولئك الأنبياء على تبديلها ".

قال أبو محمد: فجواب هذا القول أن يقال له:

[1] إن كان يهودياً: كذبت, ما في شيءٍ من كتبكم أنه رجع إلى البيت مع زربابيل بن صلتيال بن صدقياً الملك نبي أصلاً, ولا كان معه في البيت نبي - بإقرارهم- أصلاً, وكان ذلك قبل أن يكتبها لهم عزرا بدهر. وقبل رجوعهم إلى البيت مع زربابيل مات دانيال آخر أنبيائهم في أرض بابل, وأما الأنبياء الذين كانوا في بني إسرائيل بعد سليمان فكلهم كما بينا إما مقتول بأشنع القتل أو مخاف مطرود منفي لا يسمع منهم كلمة إلا خفيا, حاشا مدة الملوك المؤمنين الخمسة في بني يهوذا و بنيامين خاصة, وذلك قليل تلاه ظهور الكفر, وحرق التوراة, وقتل الأنبياء. وهو كان خاتمة الأمر, وعلى هذه الحال وافاهم انقراض دولتهم. وأيضاً, فليس كل نبي يبعث بتصحيح كتاب من قبله, فبطل اعتراضهم بكون الأنبياء فيهم جملة.

[2] وإن كان نصرانياً يقر بالمسيح وزكريا ويحيى عليهم السلام, قيل له: إن المسيح بلا شك كانت عنده التوراة المنزلة كما أنزلها الله تعالى, وكان عنده الإنجيل المنزل.

قال الله تعالى ((ويعلمه الكتاب والحكمة والتوراة والإنجيل ورسولاً إلى بني إسرائيل)) سورة آل عمران 48 - 49 , إلا أنه عرض في النقل عنه بعد رفعه عارض أشد وأفحش من العارض في النقل إلى موسى عليه السلام, فلا كافة في العالم متصلة إلى المسيح عليه السلام أصلاً, والنقل إليه راجع إلى خمسة فقط وهم متى, وباطره بن يونا, ويوحنا ابن سبذاي ,ويعقوب ويهوذا أبناء يوسف فقط.

ثم لم ينقل عن هؤلاء إلا ثلاثة فقط, وهم لوقا الطبيب الأنطاكي, ومارقش الهاروني, وبولش البنياميني. وهؤلاء كلهم كذابون قد صح عليهم الكذب جهاراً, على ما نوضحه بعد هذا إن شاء الله تعالى. وكل هؤلاء مع ما صح من كذبهم وتدليسهم في الدين, فإنما كانوا متسترين بإظهار دين اليهود ولزوم السبت بنص كتبهم كلها, ويدعون إلى التثليث سراً, وكانوا مع ذلك مطلوبين حيث ما ظفروا بواحد منهم ظاهراً قتل. فبطل الإنجيل والتوراة برفع المسيح عليه السلام بطلاناً كلياً.

وهذا الجواب إنما كان يحتاج إليه قبل أن يظهر من كذب توراتهم وكتبهم ما أظهرنا, وأما بعد ما أوضحنا من عظيم كذب هذه الكتب بما لا حيلة فيه, فاعتراضهم ساقط, لأن يقين الباطل لا يصححه شيءٌ أبدا, كما أن يقين الحق لا يفسده شيءٌ أبداً.

فاعلموا الآن أن كل ما عورض به الحق المتيقن ليبطل به, أو عورض به دون الكذب المتيقن ليصحح به, فإنما هو شغب وتمويه, وإيهام وتخييل وتحيل فاسد بلا شك, لأن يقينين لا يمكن البتة في البنية أن يتعارضا أبداً, وبالله تعالى التوفيق.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير