تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[ماذا يمثل لك 2 يناير 630 م؟]

ـ[ hedaya] ــــــــ[09 Jan 2006, 04:56 ص]ـ

ماذا مثل لك 2 يناير 630 م؟

إنه يوم الفتح الأكبر ... فتح مكة المكرمة، ذلك اليوم المشهود في رمضان سنة ثمان من الهجرة الموافق 2/ 1/630 م، فماذا يا تري مثل لك ذلك اليوم؟ فيه ندرك جميعًا ونوقن قيمة الجهاد والاستشهاد والمحن التي تمت من قبل ذلك الفتح المبين، وإن شيئا من تلك التضحيات لم يذهب سُدًا:

أتذكر يا أخي يوم خرج النبي – صلى الله عليه وسلم – من وطنه مستخفيًا مهاجرًا، وقد سبقه أصحابه - رضوان الله عليهم - يتسللون وقد تركوا المال والأهل والوطن وراءهم! ها هم وقد أتم الله نصره عليهم، ورجعوا كثرةً بعد قلة وأقوياء بعد ضعف ... واستقبلهم أولئك الذين أخرجوهم بالأمس خاشعين وأذلاء اليوم.

ويقبل بلال بن رباح - رضي الله عنه - الذي طالما عذِّب في رمضاء مكة الحارة، ويصعد الكعبة المشرفة مناديا بأعلى صوته: "الله أكبر الله أكبر" بعد الهمس "أحد أحد"، حيث أصبح التكبير يجلجل فوق الكعبة.

إنها حقيقةٌ واحدة ... "الإسلام"، نكافح ونناضل في سبيلها، ولنعلم جميعًا أننا على الحق ما دام هدفنا نصرة الإسلام، ومهما أظلم الليل وتساقط الشهداء، ففتحٌ كفتح مكة، قادمٌ لا محالة بإذن الله:

{وكان حقًا علينا نصر المؤمنين}

ورأينا نبينا – صلى الله عليه وسلم – وهو على مشارف مكة يقرأ سورة الفتح الكريمة، ويسجد شكرًا لله وهو فوق ناقته، وهذا يدل على أنه كان مستغرقًا مع الل تعالى ... مستشعرًا لوجوب حمده إياه عز وجل على هذا النصر المبين، الذي أتى من بعد عسرٍ وتعذيبٍ ومعاناة.

فما كانت لنشوة النصر العظيم لتجد إلى نفسه - عليه الصلاة والسلام - من سبيل، إنما هو الانسجام التام مع الله تعالى، والشكر على نصره وتأييده، وهكذا يجب أن تكون حال المسلمين دائمًا ... عبوديةٌ مطلقةٌ لله في السراء والضراء، عند القوة والضعف، في الهزيمة وحال النصر.

والحمد لله من قبل ومن بعد،

والشكر له سبحانه على كل حال،،،

Hedaya

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير