[تلخيص التأصيل فى قضية التكفير]
ـ[أبو حفص السكندري]ــــــــ[25 Jan 2006, 02:52 م]ـ
هذه العنوان لمحاضرة للشيخ الفاضل محمد حسن عبد الغفار القاها ضمن دروس شرح كتاب التوحيد للأمام بن خزيمة و قد رأيت لمل فيها من نفع أن أفرغها و أنشرها و قد تصرفت فيها تصرف ليس بيسير من حذف و أضافة لأنه كما تعلمون أن الشرح و التقرير يكون فيه من الكلام و التبسيط ما قد لا يناسب الكتابة والتحرير و سأضع رابط باصل المحاضرة للامانة فمن أحب أن يعود إليها فهذا أفضل.
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون) (يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا) (يا أيها الذين آمنوا إتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما). أما بعد
فإن أصدق الحديث كلام الله وخير الهدى هدى محمد صلى الله عليه وسلم و شر الأمور محدثاتها و كل محدثة بدعة و كل بدعة ضلالة وكل ضلالة فى النار ... أما بعد
الكلام فى هذه المحاضرة إن شاء الله عن مسألة هى من أهم المسائل وهى مسألة حكم من قال بأن القرآن مخلوق.
هذه المسألة مهمة جدا مهمة بذاتها و مهمة لأننا سندرج فيها من التأصيل فى مسألة التكفير ما لابد لكل طالب علم أن يتعلمه بل ويتقنه لأن الضلال فيه بعيد.
حكم من قال بان القرآن مخلوق أنه كافر هذا ما نقل عن السلف أصالة، من قال بأن القرآن مخلوق مثله مثل الشجر مثل الأنهار مثل الإنسان ... مخلوق فهو كافر.
هذا هو الحكم إجمالا و لكن هناك قاعدة يجب علينا أن نقررها و نكررها فقد قررناها من قبل وهى قاعدة التكفير.فالتكفير من اصعب ما يكون و أشق ما يكون لا يتجاسر عليه إلا جرىء جاهل و لا يتجرأ الإنسان على تكفير معين إلا بدليل اوضح من شمس النهار لخطورة هذه المسألة.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إذا قال الرجل لأخيه يا كافر فقد باء به أحدهما)
لذلك فهذه المسألة جد خطيرة و لضبطها يجب ضبط أربعة قواعد:
أولا: التكفير حق محض لله تعالى
فالتكفير حكم شرعي مثله مثل الحلال و الحرام فهو حق محض لله تعالى قال تعالى (ما على الرسول إلا البلاغ)
والكافر من حكم الله فى كتابه أو على لسان رسوله أنه كافر و المؤمن من حكم الله فى كتابه او على لسان رسوله أنه مؤمن.
فمن دخل حظيرة الإيمان لا يجوز لأحد أن يخرجه منها إلا ببرهان من الله لأن الله تعالى وسمه بالإيمان فلا يجوز لأحد أن يسمه بالكفر و من فعل إفتراء من غير برهان كان الجزاء من جنس العمل جزاء وفاقا و اجرا طباقا أن تحور عليه كلمة الكفر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (أيما امرئ قال لأخيه يا كافر فقد باء بها أحدهما إن كان كما قال وإلا رجعت عليه)
ولنا دليل فى حديث أبى عمران الجوني عن جندب فى صحيح مسلم: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حدث أن رجلا قال والله لا يغفر الله لفلان وإن الله تعالى قال من ذا الذي يتألى علي أن أغفر لفلان فإني قد غفرت لفلان وأحبطت عملك
و لفظه عند أبى داود من حديث أبى هريرة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول " كان رجلان في بني إسرائيل متواخيين فكان أحدهما يذنب والآخر مجتهد في العبادة فكان لا يزال المجتهد يرى الآخر على الذنب فيقول أقصر فوجده يوما على ذنب فقال له أقصر فقال خلني وربي أبعثت علي رقيبا؟ فقال والله لا يغفر الله لك أو لا يدخلك الله الجنة فقبض أرواحهما فاجتمعا عند رب العالمين فقال لهذا المجتهد أكنت بي عالما؟ أو كنت على ما في يدي قادرا؟ وقال للمذنب اذهب فادخل الجنة برحمتي وقال للآخر اذهبوا به إلى النار قال أبو هريرة والذي نفسي بيده لتكلم بكلمة أوبقت (أهلكت) دنياه وآخرته.
فالله تعالى عاقبه أشد عقاب إذ أن مغفرة الذنوب .. الحكم على أحد بدخول الجنة أول بدخول النار حق محض لله تعالى ومن لوازم ربوبيته ومن نازع الله فى ربوبيته فهو على شفا هلكة و خطر عظيم.
¥