[فضيحة علمية أكاديمية في أمريكا لم يتعظ بها المفكرون العرب.]
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[04 Dec 2005, 01:34 ص]ـ
· في ربيع 1996 نشرت مجلة Social Text مقالا للبروفيسورآلان سوكال Alan Sokal العالم الفزياوي من جامعة نيويورك.مقالا ألمح فيه سوكال إلى علاقة مفترضة بين الميكانيكا الكوانتية والتيار الفلسفي الموسوم ب"ما بعد الحداثة".
· ثم انكشف الأمر عن فضيحة علمية أكاديمية مدوية شرق خبرها وغرب ,واحتلت حيزا كبيرا من مساحة نقاشات الدوائر العلمية العالمية –باستثناء الدوائر العربية طبعا-.
· لم تصل أصداؤها إلى العالم العربي- حسب علمي- ولم أجد من يشير إليها في الكتابات العربية فضلا عن استخلاص عبرها–دائما حسب اطلاعي- هذا في الوقت الذي يكتب فيه بعض المهتمين الغربيين: بعد درس "سوكال " لا شيء سيكون بعد مثلما كان من قبل. وتعليل هذه الغفلة العربية قد يتصل باهتمامنا الزائد بما يدور في البنتاغون أكثر مما يروج في ردهات الجامعات ,أو قد يتعلق ببؤس المفكرين العرب: فهذه الفضيحة المدوية –بالمقياس الغربي- قد تكون من المألوف اليومي في ساحاتنا الفكرية وبالتالي فلا تستحق الذكر.
· فلنبدأ من البداية.
في ربيع سنة 1996 نشرت مجلة أمريكية محترمة جدا اسمها -- Social Text مقالا ذا عنوان مثير:"تجاوز التخوم: نحو هرمنطيقا تحويلية للقوة الجاذبية الكوانتية"- ترجمة تقريبية للعنوان الفرنسي: " Transgresser les frontières : vers une herméneutique transformative de la gravitation quantique ".
وصاحب هذا العنوان الصارخ عالم فزياوي اسمه , Alan Sokal, حشد تحته نقولات لعدة علماء أمريكان وفرنسيين, وتجرأ فيه علىأن يصرح مثلا "أن الحقيقة العلمية كالحقيقة الإجتماعية ليست في جوهرها إلا بناء لسانيا اجتماعيا".أو أن يصحح "أن عدد "بي "الاقليدي والعدد "ج" النيوتوني المعتبرين قديما ثابتين ما هما إلا مفهومين تاريخين لا ثبات لهما ....... "الخ.
وفي يوم صدور العدد من المجلة كتب سوكال مقالا آخر في مجلة: Lingua Franca. يعلن فيه أن مقاله الصادر اليوم في مجلة Social Text ما هو إلا مزحة ومحاكاة ساخرة لأسلوب ما بعد الحداثيين. وسقط في يد الرأي العام الامريكي:
- كيف وقعت مجلة أكاديمية علمية محترمة في الفخ؟
- كيف تمر "معلومات خاطئة في الفزياء "تحت أنظار المختصين القائمين على المجلة؟
- كيف لا يستطيع متخصص في علم طبيعي صارم كعلم الفزياء أن يميز بين الجد واللعب, بين العبارة العلمية والعبارة الخالية من المعنى؟
- كيف غزت العبارات الفضفاضة الحرم الجامعي الامريكي المعروف بالمناهج الوضعية البرجماتة الواقعية.؟
وتحولت المهزلة إلى حديث المجالس .... وسارع الباحثون إلى استخلاص العبر:
فأما بعض الفرنسيين فرأوا في القصة أن الامريكان يريدون تصفية الحساب مع الفكر الفرنسي الذي بدأ يغزو المدرجات العلمية الامريكية ...
أما سوكال صاحب التدليس فكان من نيته فضح كثير من الباحثين في مجال العلوم الانسانية الذين زينوا كتاباتهم بالعبارات العلمية ووظفوا المصطلحات المستعملة في مجال العلوم الحقة من غير فهم ولا تدقيق .... فجاءت كتاباتهم فى علم النفس وعلم الاجتماع والنقد الادبي ظاهرها العلم وباطنها الكلام الفارغ .....
وبعدئذ تعاون سوكال مع Jean Bricmont فكتبا معا كتاب:تدليسات فكرية Impostures intellectuelles. نقدا فيه كثيرا من المفكرين ذوي الاسماء اللامعة, وبينا أن عباراتهم ماهي إلا جعجعة بدون معنى, وأنهم يكتبون بأسلوب يوهمون به قراءهم أنهم على علم بمستجدات العلوم ونظرياته وهو في الواقع جهال وحسبنا أن نذكر أسماء هؤلاء لتقدير حجم الفضيحة الفكرية:
-جوليا كريستيفا الناقدة الادبية تهافتت على مصطلحات البيولوجيا.
- لاكان المحلل النفسي تهافت على مصطلحات المنطق والهندسة ...
- جيل دولوز مؤرخ الفلسفة تهافت على مصطلحات الرياضيات.
- جان بودريارد تهافت على مصطلحات الميكانيكا .....
وتشمل اللائحة أسماء أخرى كدريدا التفكيكي وبارت السميولوجي وغيرهما ...
ممن يلهج بذكرهم "المفكرون "العرب.
هذا رابط لمقالات بالفرنسية عن الفضيحة
http://peccatte.karefil.com/SBPresse/SokalBricmontPresse.html
هذا رابط قد يكون فيه معلومات أكثر عن الفضيحة بالانجليزية:
http://peccatte.karefil.com/SokalBricmont.html
ـ[مرهف]ــــــــ[05 Dec 2005, 08:29 م]ـ
بالفعل لم تصل أصداء هذه الفضيحة القنبلة إلى فئات المثقفين والعلماء في بلادنا العربية لتعرف مدى عمق الغرر الذي يعيشونه إن أحسنا الظن بوسائل إعلامنا أنها لم تتعمد إدراج الخبر لعدم أهميته ـ برأيها ـ وإن توثق الخبر أكثر من ذلك فسيحدث تغييراً جذرياً في مجريات البحث العلمي وإعادة النظر في كثير من (النظريات) الفلسفية والتجريبية والتطبيقية ما يبشر بانفجار علمي تحتاج الأمة الإسلامية عندها لكادر علمي ضخم بقدر المسؤولية يسور شباب الأمة ويدعمها كي لا تعود فريسة الإنبهار الذي مرت به الأمة من قبل ثم نبدأ من الصفر من جديد.
شكر الله لك أخي أبو عبد المعز على هذه المعلومة وليتها كانت أبكر من ذلك، بل ليت المطلعين من رواد الموقع يتحفونا بمثل هذه المعلومات الخطيرة.
¥