تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[وقفة تذكير]

ـ[ام احمد]ــــــــ[16 Apr 2006, 05:16 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين ,,, وبعد:

فهذه وقفات قصيرة ومقتطفات سريعة نسأل الله ان تكون من القلب الى القلب وان ينفع بها,

كيف نتعلم هذا الدين ونفقه مقاصده؟

لابد من صفتين يتحلى بها الشخص الذي يريد ان يفقه مقاصد الدين وعلومه مع ملاحظة عدم الاستعجال في معرفة الحكمة من كل عمل والصفتين هما:

التواضع والمجاهده وكل ذلك موجود في قصة موسى عليه السلام مع الخضر عندما امره الله عز وجل ان بيحث عن الخضر الذي سيجده عند مجمع البحرين فقام موسى بالمجاهده والحركه باحثا عن مجمع البحرين الذي من علاماته انه سترجع الروح في الحوت الذي كان معه وتجاوز موسى مجمع البحرين وهو لا يدرى ان الحوت قد رجع الى الماء ولما علم بذلك رجع مباشرة يقص الأثر فوجد الخضر وهذا من اعظم المجاهده ثم قال للخضر [هل اتبعك على ان تعلمني مما علَمت رشدا] ولم يقل اني كليم الله وهذا من التواضع وعدم التكبر وبهذا استطاع موسى عليه السلام ان يحصل على العلم بهذه الصفتين وعلمه الخضر علم التقدير والحكمه فقد خرق السفينه وقتل الغلام وبنى الجدار وكل ذلك من النظرة الاولى كان خطأ في نظر موسى عليه السلام ولكن بين له الخضر الحكم المقصوده من ذلك واستفاد موسى عدم الاستعجال في الحكم على الامور وهذا ما نحتاجه في زمننا هذا.

ماذا نحتاج لتؤثر فينا عباداتنا؟

لابد ان نعرف ان الله عزوجل لايريد منا كثرة الاعمال بقدر ما يريد حسُن العبادة ولذلك تجد انك بعد الصلاه تقول (اللهم اعني على ذكرك وشكرك وحسُن عبادتك) ولم نقل وكثرة عبادتك, وكذلك يقول الله عزوجل في محكم التنزيل [الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم ايكم احسن عملا] ولم يقل اكثر عملا , ولذلك قال الحسن البصري ان ابا بكر ما سبقكم بكثير عمل ولكن بشئ وقر في القلب فنحتاج ان ننظر الى عباداتنا , هل نحن نؤديها بفكر الاداء ام بفكر الاحسان , وذلك يشمل الشعُب الخمس وهي (الايمانيات , العبادات, الاخلاق, المعاشرات, والمعاملات) فلابد ان تكون كلها بفكر الاحسان وهو ان تعبد ان الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك.

كيف نؤدي العباده بالإحسان؟

لو تأملنا سورة الفاتحه لوجدنا ان الله عز وجل لم يقل [إياك نعبد] الا بعد ان ذكر عظمته وربوبيته ففي بداية السورة قال تعال [الحمد لله] , من هو الله؟؟ فعرف بنفسه [رب العالمين, الرحمن الرحيم , مالك يوم الدين] فمعرفتنا بالله اولا وتعظيمنا له ودخول خشيته في قلوبنا هذا هو الذي سيوصلنا الى حُسن العباده.

ولذلك لابد اولا ان نتعلم الايمان وتعظيم الله عن طريق التفكر في اسمائه وصفاته ومخلوقاته حتى تمتلئ قلوبنا بخشيته كما قال تبارك وتعالى [انما يخشى اللهَ من عباده العلماء].

ولو تفكرنا في كلام ابن عمر وكذلك ابن عباس الذي محتواه (تعلمنا الايمان ثم تعلمنا القران فازددنا بالقران ايماناً) لوجدنا ان هذا هو المراد الذي اشرنا اليه , وتأملوا يا أحبتي في الله في حالنا في الخلوات وكيف علاقتنا مع الله وهل نحن اذا خلونا مع انفسنا او في بيوتنا او في غرف النوم او في غفلة الناس نتأمل في عظمه الله ونتسأل هل ربنا راضي عنا؟ وهل نذرف الدمعات اذا تأملنا ان الله يعلم خائنة الاعين وما تخفي الصدور وان الله يعلم ما تخفي صدورنا وما تبدي وان الله عزوجل محيط بنا خبير بما نعمل محصي لما فعلنا وان نسيناه فإن الله لا ينسى.

أخواني في الله علينا ان نرجع الى المنهج الذي ربى نبيننا محمد صلى الله عليه وسلم امته عليه ونتأمل في الحياة المكيه وما كان فيها خلال ثلاثة عشر سنه من نزول السور المكيه التي فيها تعظيم الله وتأصيل التوحيد واخراج المخلوق من القلب وتعظيم الخالق ولذلك نبذ الصحابه الاصنام والتوجه الى غير الله فتعلقت قلوبهم بالخالق ثم لما جاءت الحياة المدنيه كان عندهم استعداد لإقامة شرائع الدين دون تردد وبذل النفس والمال والوقت لإقامة الدين كاملا في العالم كله وهكذا لا بد ان نكون.

والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على اشرف الانبياء والمرسلين ,,,,

منقول

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير