تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[كتاب الرد على أصناف النصارى لعلي بن ربن الطبري (248هـ)]

ـ[سمير القدوري]ــــــــ[03 Jan 2006, 02:41 ص]ـ

أما بعد فهذه أوراق من كتاب الرد على أصناف النصارى لعلي بن ربن الطبري المهتدي للإسلام مؤلف كتاب فردوس الحكمة في الطب وكتاب الدين والدولة في إثبات نبوة خير البشر صلى الله عليه وسلم.

وكان الكتاب قد اكتشف سنة 1934 بخزانة شهيد علي بتركيا على يد الراهب بويج وكتب عنه مقالا في مجلة der islam الألمانية. ثم قام كل من كوتشه وخليفة بنشر تلك النسخة المبثورة منه في مجلة melanges de l'université de st JOSEPH ببيروت سنة 1959م.

وما أنشره هنا من نص قد صححت أغلاط الناسخ الكثيرة التي شابته. ولم يتيسر لي نقل النص المنشور برمته.

وسيرى القارئ النقد الخطير الذي وجهه المؤلف لنص الأمانة التي دون فيه النصارى عقيدة التثليث. وقد ّّّّأثر الكتاب بشكل كبير على الحسن بن أيوب وعلى يحيى وعلى غيره من الكتاب المسلمين.

وإليكم نص الكتاب:


.

الرد على أصناف النصارى
لعلي بن ربن الطبري

بسم الله الرحمن الرحيم و ما توفيقي إلا بالله.

قال الفقير إلى الله الراجي عفوه و مغفرته (علي بن ربن المهتدي)
الحمد لله رب العالمين, وصلواته على أنبيائه أجمعين, و آلهم الطيبين الطاهرين, و ذريتهم تترا إلى يوم الدين, وهو حسبي (ونعم الوكيل) أما بعد فإن من شأن كل ذي دين أن يفضل دينه [و لا] يحب دينا غيره. ولا سبيل إلى معرفة الأفضل من الأرذل إلا باختبار, ولا يكون الاختبار إلا بالعقل, و لولا العقل لما عرف أن لنا صانع , وأنه إله واحد فرد صمد قديم أزلي, وأنه غلوب وهوب. و من لم يستعمل العقل جهل, ومن جهل فقد ضل, ومن ضل فقد كفر. ولقد دعاني القديم من ذلك إلى أن ألفت كتابي هذا للتنصل من دين النصرانية, و الإعذار و النصيحة للنصارى كافة, ولئلا يقول قائل منهم أو من غيرهم أني إنما تركت دين النصرانية, الذي كنت عليه من أول عمري إلى أن بلغت من العمر سبعين سنة, ورغبت في دين الإسلام الحنيفي, كي أبيع دنيا بدين أو سرورا بغرور. بل ما توخيت فيما ألفت من كتابي هذا إلا القربى إلى الله عز وجل, و الإعذار و الإنذار إلى كافة النصارى, و رجوت أن يكون ذلك على طريق النصيحة لهم, وإن كنت لا أشك أنهم يردون وجوههم عنه و آذانهم, وينقلبون ولا يقبلون, وأفوز بأجر الناصح (7) المأجور, ويبوء من تأبى وذمني, بإثم المعاتب الموزور, وما ذلك بمانع أهل الشفقة و المحبة من تأدية الحق وإبداء العذر, وأن الرجل ربما دعته الشفقة والرأفة على ولده أن يسقه الأدوية المرة الكريهة المنتنة بل ربما اعتراه في جسده داء فقطع عضوا من أعضائه مخافة أن يسري في جسده كله فيهلكه, وما أيسر هلاك البدن, وهو الغم العاجل, وأما هلاك النفس فهو خسران الأجل كما قال المسيح عليه السلام لتلامذته (لا تخافوا قلة الأبدان بل اتقوا قلة الأنفس المكذبة المضلة)
و ليس قصدي, فيما أتيت به وأثبته في كتابي هذا, رد على المسيح عليه السلام ولا على أهل حقه بل على من خالف المسيح و الأناجيل و حرف الكلمات من صنوف النصارى. و لن يتصفح كتابي هذا مسلم إلا ازداد سرورا بالإسلام, ولن يقرأه نصراني إلا وقع بين أمرين عظيمين. إما مفارقة دينه, ومعاتبة سره, وإما الإعتاب على ما هو عليه, و الشك فيه ما تبقى من عمره لما يتضح عنده من حجة العقل و صحة النقل إن شاء الله تعالى. وأنا ذاكر أولا دين الإسلام, ثم أسأل النصارى عن سبع مسائل سميتها المسكتات العواذل لأنها تسكت المسؤول المنصف و تبكته, و لأن النصارى إن وافقوني عليها خرجوا من دينهم الذي يدينون به, وإن خالفوني خالفوا التوراة والإنجيل. ثم أتبع هذه المسائل مسائل أخر تقوية للسبع الأول, وأذكر بعد ذلك سبعة أوجه من التناقض التي وجدتها في شريعة إيمانهم. ثم أذكر أصناف النصارى وما يلزم كل صنف من الحجة في مذهبه, وأشرح ما معنى الأبوة والبنوة و الحلول, بوجه من البراهين لا مخرج لهم منها ولا محيد عنها, وأفسر بعون الله تعالى الكلمات التي تأولوها بخلاف معانيها (في الإنجيل) , وأذكر التحريف و الفساد الموجود فيها. فأنا أثبت جميع ما احتجوا به من كتبهم بالسريانية بعينها لئلا يشعر شاعر أو يحتج معاند إن شاء الله تعالى.
¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير